بحثاً عن حل من كوردستان.. "طريق الموت" في الأنبار يبتلع شخصاً كل يومين
شفق نيوز / كشفت مديرية مرور الانبار، يوم الاحد، عن وقوع أكثر من 20 حالة وفاة منذ بداية العام الحالي فقط، نتيجة "طريق الموت" الواصل بين مركز مدينة الرمادي وقضاء هيت، غرب المحافظة، وفيما تبين أن هذا الطريق يصل طوله الى أكثر من (300 كم) بممر واحد فقط ذهاباً وإياباً، وتضع طرق لتقليل نسبة الخسائر مستوحاة من تجارب إقليم كوردستان، تؤكد إدارة المحافظة بدء العمل ببدائل لهذا الطريق ولكنها "تعتمد على توافر التخصيصات المالية".
اكثر من 20 حالة وفاة خلال العام الحالي
ويقول مدير مرور الانبار عامر العلواني لوكالة شفق نيوز إن "هناك تزايداً ملحوظاً بأعداد الحوادث المرورية في محافظة الانبار، غرب العراق، خاصة على طريق الموت، البالغ طوله أكثر من 300 كم، والذي يبدأ من قضاء الرمادي (مركز المحافظة)، وصولاً إلى قضاء القائم، غرب الانبار، ما تسبب بوقوع خسائر بشرية ومادية فادحة، والسبب وراء ذلك، هو الطريق المؤلف من ممر واحد، للذهاب والاياب، بالإضافة الى السرعة العالية للسائقين".
ويضيف العلواني أنه "ومنذ مطلع العام الحالي، شهد هذا الطريق وقوع أكثر من 30 حادثاً مرورياً، اسفرت عن مقتل ما لا عن 20 حالة وفاة، فضلا عن العديد من الجرحى".
ويتابع العلواني أنه " بحسب معلوماتنا فانه يتم انشاء ممر آخر لطريق الموت وذلك بعد تم تقسيم الطريق الى أجزاء، يبدأ المقطع الأول منه يبدأ من الرمادي وصولاُ إلى قضاء هيت، والعمل جار على انجازه، واما المقطع الثاني، يبدأ من هيت وحتى قضاء حديثة، وسيتم المباشرة به بعد اقرار الموازنة"، مبينا أن "المقطع الثالث، يبدأ من حديثة وصولاً الى قضاء عنه، وحالياً تعمل قرابة عشر شركات اهلية على انجازه، ويبلغ طول المقطع قرابة 60 كم، تتخلله حوالي 10 جسور متنوعة، وأما المقطع الرابع والأخير، فيبدأ من عنه وحتى قضاء القائم، وهو أيضا بانتظار اقرار الموازنة للمباشرة به".
ويبيّن مدير مرور الانبار أن "هناك حوادث مرورية أخرى في باقي الطرق الرئيسية وأكثرها خطورة، هو طريق المرور السريع، والطريق الرابط بين قضاء الفلوجة والمدينة السياحية، واغلب هذه الحوادث يأتي بسبب السرعة الشديدة، والسير بعكس اتجاه الطريق (رونغ سايد)"، لافتاً الى"وقوع حوادث ايضاً داخل مدن المحافظة ولكنها أقل عدداً وخطورة من تلك التي تحدث على الطرق الخارجية، ولا تسفر سوى عن اضرار مادية بسيطة".
ويؤكد العلواني أن "الاجراء الوحيد الذي يمكننا من السيطرة على السرعة الشديدة للسائقين، هو نصب كاميرات مراقبة مزودة برادارات رصد العجلات المسرعة، مثل تلك المنتشرة في شوارع اقليم كوردستان". مبيناً أن "التنسيق جار مع حكومة الانبار المحلية، بهدف نصب هذه الكاميرات، مما سيجبر السائق على تخفيف السرعة، تجنباً لدفع الغرامة المالية او المسائلة القانونية في حال مخالفة السرعة المحددة".
انتظرونا للعام المقبل
من جهته، يقول نائب محافظ الانبار للشؤون الإدارية، جاسم الحلبوسي، لوكالة شفق نيوز إن "هناك سببين رئيسيين يؤديان لزيادة الحوادث الواقعة على طريق الموت، الاول؛ ضعف البنى التحتية، والثاني؛ عدم التزام السائقين بالقوانين المرورية، ووردتنا معلومات ان هناك سواقا يتعاطون المواد المخدرة خلال عملية السير ما يؤدي الى وقوع هذه الحوادث".
ويضيف الحلبوسي، أنه " على الرغم من التكلفة الباهظة، لعملية انشاء ممر آخر لطريق الموت، لكن تم التحرك لإنجازه، وأجزاء منه دخلت ضمن خطة وزارة الاعمار والاسكان، واحالتها لشركات متلكئة، ونحن على تواصل مع الوزارة لحث الشركات على انجاز العمل بالسرعة الممكنة"، مبيناً أن "اجزاء اخرى محالة على نفقة ديوان المحافظة، وهي قيد الانجاز".
ولفت المسؤول المحلي إلى "وجود تأخر كبير في انجاز هذا المشروع، حيث احيل منذ سنوات ما قبل سيطرة (داعش) على المحافظة، وتوقف بسبب احداث مواجهة التنظيم، ثم وقوع الازمة المالية وقلة التخصيصات المرصودة من قبل الحكومة الاتحادية، ومن المؤمل أن يتم انجاز العمل بالأجزاء المحالة على نفقة المحافظة، خلال سنة 2023".
وتابع الحلبوسي أنه "بهدف تحسين واقع حال الطرق وتقليل الحوادث، تم تأثيث طريق المرور السريع، وطريق ( فلوجة – بغداد ) بكاميرات مراقبة بالإضافة الى سيطرات مرور متنقلة للسيطرة على سرعة السواق، لكن هذه الإجراءات لم تسهم بالحد من الحوادث، كون هذه المنظومات الحديثة يجب ادارتها مركزياً مركزية وليس محلياً".
وبيّن الحلبوسي قائلاً "نحن بحاجة الى تحديث برامج وبيانات للمركبات في عموم البلاد، من قبل الحكومة المركزية، لكي يتم رصد المركبة وتأشيرها لدى مديرية المرور العامة، ومحاسبة المخالفين".
من جهته قال يقول الناشط المدني في الانبار، نبيل عبد السلام لوكالة شفق نيوز، إن "المحافظة تشهد وقوع عشرات الحوادث بشكل شهري، خاصة على (طريق الموت)، يذهب ضحيتها العديد من المواطنين"، مطالبا الحكومتين المحلية والمركزية لـ "الاسراع بإيجاد الحل لهذا الطريق".