الأنبار تبتسم مجدداً.. قبلة سياحية تجذب مئات الآلاف خلال أيام

شفق نيوز/ ساهمت حملات البناء والإعمار التي تشهدها محافظة الأنبار غربي العراق، منذ تحريرها من قبضة تنظيم داعش، فضلا على الاستقرار الأمني الملحوظ في المدن الرئيسة من المحافظة، بلفت أنظار السياح والزائرين من مختلف مدن البلاد.

مدن الأنبار السياحية، ومناطقها الترفيهية، استقبلت خلال أيام عيد الفطر، نحو 400 ألف زائر، من مختلف المحافظات العراقية، حيث سجلت مدينة الفلوجة حوالي 179 ألف زائر من داخل المدينة وخارجها، وتليها مدينة الرمادي (مركز المحافظة)، التي سجلت حوالي 130 ألف زائر، ومن ثم بقية مدن المحافظة الغربية، خاصة مدن حديثة وهيت التي يزورها الكثيرين للتمتع بمناظر النواعير والطبيعة، وفق ما يقول قائممقام قضاء الفلوجة مؤيد الدليمي.

الدليمي، أوضح خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الاستقرار الأمني وحملات البناء والاعمار في المحافظة، ساهم بجذب الأنظار إليها، والرغبة لزيارة مدن نهضت من حرب مدمرة، وبفترة وجيزة أصبحت تضاهي المدن المتقدمة".

 نهضة وتقدم

من جانبه، قال قائممقام قضاء الرمادي، إبراهيم العوسج، إن "ذلك ليس بجديد على الأنبار، كونها سبق أن كانت قبلة للسياح العراقيين، خاصة مناطق بحيرة الحبانية وبحيرة الثرثار، وذلك خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، لكن الدمار الذي لحق بالمنشآت الحيوية نتيجة الحروب التي شهدتها البلاد منذ 2003، أنهى النشاط السياحي بشكل أو بآخر في المحافظة".

وأضاف العوسج، للوكالة، أن "المحافظة تسعى جاهدة لإعادة الحركة السياحية في الأنبار، لغرض إقناع الناس بعدم صحة ما يشاع عن الأنبار أنها حاضنة للإرهاب"، مردفاً "نعمل على تعزيز عوامل السياحة وجذب السائحين، سواء كانت في بحيرة الحبانية أو النواعير في الغربية وغيرها". 

مدن سياحية

ولفت إلى "وجود فكرة إقامة مدينة سياحية جديدة قريباً على بحيرة الثرثار، والتي كانت موجودة سابقاً، واليوم تعمل المحافظة جاهدة لتعزيز المعالم السياحية في الانبار كما تفعل حكومة كوردستان".

وأشار العوسج، إلى أن "المشاريع السياحية التي نفذت داخل المدن، أصبحت محل لجذب الأنظار، خاصة الكورنيشات التي نعول عليها لتكون واحدة من عوامل الجذب في الأعياد وغيرها، وأيضاً المناطق الخضراء التي تفتح بشكل كبير فضلاً على المناطق الترفيهية".

وتابع: "سابقاً كانت هناك مدينة ألعاب واحدة في الرمادي، أما اليوم في الرمادي وحدها خمس مدن ألعاب، ونسعى لتشييد أعداد أكبر لتستقطب الكثير، ولتعكس الصورة المدنية للمحافظة، ولتلغي الفكرة التي يراد أن يروج من خلالها أن الأنبار حاضنة للإرهاب".

في المقابل، رأى مدير منتجع الحبانية السياحية، مؤيد المشوح، أن "المدينة كانت جاهزة على اكمل وجه لاستقبال السياح خلال أيام عيد الفطر واستقبلت خلال أيام العيد، قرابة خمسة آلاف سائح من داخل وخارج المحافظة".

 بهجة كوردية

واستدرك المشوح، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز: "تم استقبال الكثير من السياح القادمين من محافظات إقليم كوردستان، وكانت علامات البهجة واضحة على وجوههم، كونهم كانوا وسط اناس سبق وان احتضنهم الاقليم خلال سنوات الحرب ضد داعش، كما استقبلنا الكثيرين من أبناء محافظات الوسط والجنوب، والغالبية كانوا من أبناء العاصمة بغداد".

وأكد أن "المدينة السياحية هي مدينة لكل العراقيين، ومازالت تستقطب السياح رغم سوء الأنواء الجوية"، مشيراً إلى أن "المدينة لها دور كبير في المصالحة الوطنية الحقيقية، كونها تجمع بين أطياف ومكونات المجتمع العراقي".

وحول العواصف الترابية التي تجتاح المدن العراقية، وتأثيرها على وصول السائحين إلى الحبانية، قال المشوح، أنها "أعاقت الكثيرين من الوصول، حيث أن الأيام الأولى كان عدد السائحين كبيراً جداً، ولا يتقارن مع أعداد الواصلين هذا اليوم".

ولفت إلى أن "منذ وصول العاصفة وحملات التنظيف متواصلة بشكل كبير، ويتم تنظيف دور وحدائق وشوارع المدينة بشكل دوري"، مؤكداً أن "العمل على تأهيل فندق وشاليهات الحبانية وديسكو الخيمة، بدأ منذ مطلع العام الجاري، من المتوقع إنجاز كافة تلك الاعمال منتصف العام القادم، لتصبح المدينة تضاهي المرافق السياحية في عموم العراق".

 تجربة كوردستان

بدوره، رأى مدير سياحة وآثار الأنبار، سنان العيساوي، أن "حملات البناء والاعمار التي شهدتها الانبار، فضلاً على تكرار تجربة محافظات إقليم كوردستان، من خلال تنفيذ بعض المشاريع السياحية، جعلت من الأنبار قبلة للسياح".

وأشار العيساوي، إلى أن "لولا وجود الأرضية المناسبة لاستضافة السياح لما جاءوا، أي أن زيارة مواطنين وشعراء ومثقفين ومختلف شرائح المجتمع إلى الأنبار، خير دليل على الأمان الذي تتمتع به المحافظة، ناهيك عن السلم المجتمعي".

وخلص المسؤول المحلي إلى القول إن "المدينة السياحية كانت جاهزة ومهيئة قبل عيد الفطر حتى، وجميع دور الحجز هناك مشغولة بالسياح الآن، والمطاعم السياحية مكتظة على آخرها"، مؤكداً "تقديم مشاريع عدة لمحافظ الأنبار، من أجل إنشاء مشاريع سياحية أخرى في المحافظة".