المعركة مع داعش في العراق.. خبراء أمنيون: أفراد يجوبون البراري والصحاري

المعركة مع داعش في العراق.. خبراء أمنيون: أفراد يجوبون البراري والصحاري
2024-10-26T18:46:07+00:00

شفق نيوز/ يؤكد خبراء في الشأن الأمني العراقي، أن تنظيم داعش الإرهابي لم يبقَ منه سوى أفراداً تتحرك في الصحاري والبراري، وهم لا يشكلون أي تهديد أو خطورة على الوضع الأمني، فيما تواصل القوات العراقية ملاحقته بتنفيذ عمليات استباقية بشكل متواصل للقضاء على هذه الفلول.

ويشدد الخبراء على ضرورة استخدام التكنولوجيا المتطورة مثل الطائرات المسيّرة والكاميرات الحرارية لرصد عصابات داعش ومنع تسللها إلى داخل البلاد، في ظل وجود نشاط لها على الحدود السورية.

وأمس الجمعة، حذر وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، من "عودة" تنظيم داعش الإرهابي، فيما أشار إلى أن التواصل مستمر بين العراق والولايات المتحدة في إطار الاتفاقية الأمنية بين البلدين التي تتضمن التزامات مشتركة لحماية العراق. 

المعركة قائمة

وفي هذا السياق، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، علي نعمة البنداوي، إن "المعركة مع داعش الإرهابي لا تزال قائمة رغم تمكن القوات العراقية من دحره وضبط الحدود تماماً لمنع استمرار تدفق هذه العصابات من خارج البلاد".

ويؤكد البنداوي لوكالة شفق نيوز، أن "داعش لم يبقَ منه سوى أفراداً تتحرك هنا وهناك في الصحاري والبراري ولا يشكلون أي تهديد، وهم تحت متابعة القوات الأمنية لإنهاء ما تبقى منهم عبر عمليات استباقية تُنفذ بشكل متواصل".

ويشير البنداوي إلى وجود تعاون أمني بين الجيش العراقي والبيشمركة والحشد الشعبي للخلاص من هذه الفلول.

وتنفذ القوات الأمنية في إقليم كوردستان بالتنسيق مع قوات الحكومة الاتحادية عمليات مستمرة ضد مسلحي تنظيم داعش الارهابي، آخرها كان في 19 تشرين الأول الحالي في حدود قرى ناحية شوان، والتي أدت إلى اندلاع مواجهات مع الارهابيين قُتل على إثرها عنصر في الآسايش وعدد من مسلحي داعش.

حاجة للأجهزة الإلكترونية

من جهته، يؤكد الخبير الأمني، عدنان الكناني، أن "العمل الاستخباري العراقي يؤدي أدواراً كبيرة لكن هناك حاجة للأجهزة الإلكترونية كالطيران المسيّر والمجسّات الحرارية وكاميرات المراقبة والاستشعار وغيرها لرصد العناصر الإرهابية ومنع تسللهم إلى البلاد".

ويلفت الكناني خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "داعش الإرهابي لا يزال نشطاً في بعض الثغرات بالحدود المشتركة بين العراق وسوريا وكذلك في مخيم الهول".

ويؤوي مخيم الهول آلاف اللاجئين العراقيين والنازحين السوريين، وغيرهم من الأجانب المتحدرين من 54 جنسية عربية وغربية، بمن فيهم الكثير من عائلات عناصر ومسلحي تنظيم داعش. 

وتشكل عودة عوائل الدواعش إلى المناطق المحررة دون الخضوع لعلاج وبرامج حقيقية تمهد عملية اندماجهم خطراً على المجتمع، وفق مختصين، داعين إلى ضرورة اخضاع هذه العوائل لدورات مكثفة وإعادة تأهيلهم، ومن ثم يُسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم الأصلية بعد التأكد من خلو سجلاتهم من المشاركة بأعمال إرهابية أو بدعم تنظيم داعش.

المراحل النهائية

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي، عبد الجبار الجبوري، إن "داعش الإرهابي ينفذ عمليات منفردة هنا وهناك على شكل خلايا منفردة في صحراء نينوى والأنبار والحضر وصلاح الدين وتكريت وديالى وغيرها".

ويشير خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "هذه العناصر تعتمد على بعض المواطنين المتعاونين معهم في تلك المناطق ويقدمون لهم المعلومات والأغذية والدعم اللوجستي من سلاح وغيره".

ويعتبر الجبوري، أن "ما تقوم به فلول داعش من عمليات هي لإثبات وجودها في العراق، لكنها في الحقيقة بمراحلها النهائية، ولا تشكل أي خطورة".

وكان رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أعلن الثلاثاء الماضي، مقتل والي العراق في داعش و(8) من كبار قيادات التنظيم المتشدد في جبال حمرين بمحافظة صلاح الدين.

من جهتها قالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، إن العملية جرت "بإسناد فني وتبادل للمعلومات الاستخبارية الدقيقة من قبل قوات التحالف الدولي فجر اليوم"، مبيناً أنه "تم قتل (9) إرهابيين من بينهم ما يسمى والي العراق المجرم المدعو (جاسم المزروعي أبو عبد القادر) وقادة آخرين من الخط الأول لداعش سيتم الإعلان عن أسمائهم والتفاصيل لاحقاً بعد إجراء عملية الفحص الدقيق ".(DNA) 

عمليات مشتركة مع التحالف الدولي

وتنسق القوات العراقية عمليات أمنية مع التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش، آخرها ما أعلنت عنه القيادة المركزية الأمريكية، في 18 من الشهر الجاري، عن قتل زعيم كبير لتنظيم داعش في العراق بعملية أمنية مشتركة مع القوات العراقية.

وذكرت القيادة في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن قوات الأمن العراقية وبالشراكة مع قوة المهام المشتركة عملية "العزم الصلب"، نفذت ضربة مستهدفة أدت إلى مقتل ما يسمى بـ"والي كركوك" في داعش، يدعى "علاوي صالح عليوي البجاري"، المعروف أيضاً باسم "أبو عيسى"، وهو أكبر مسؤول في داعش في شمال العراق.

فيما ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، في 14 تشرين الأول الحالي، أن التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش، ما يزال يعتبر أنه من الضروري مواصلة الحرب ضد التنظيم الإرهابي وإيديولوجيته، من خلال الجهد المتعدد الأطراف، بما في ذلك مع العراق، برغم أن التنظيم فقد قدرات سيطرته على الأراضي.

وأكدت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سابرينا سينغ، في 25 تشرين الأول الجاري، أن "التنظيم لا يزال يشكل خطراً، لذا فإننا ننفذ عمليات مشتركة مع القوات العراقية ضده".

يشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، اعتبر في 19 نيسان 2024، مبررات وجود التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة في العراق "قد انتهت"، لافتاً إلى أن "العمل جارٍ على الانتقال بالعلاقة مع دول التحالف إلى محطات متعددة أوسع من التعاون الأمني".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon