الرئيس الأمريكي يطلق مبادرة لتدريب صحفيين عراقيين على مواجهة "أزمة وهمية"
شفق نيوز/ كشف موقع "جوديشيال ووتش" الأمريكي لجوء إدارة الرئيس جو بايدن، إلى تمويل برامج لتدريب صحفيين وغيرهم على مكافحة المعلومات المضللة الصادرة عن برامج الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك مجموعة من الصحفيين في العراق وإقليم كوردستان.
لكن التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، انتقد مبادرة بايدن التي وصفها بأنها "سخيفة ومكلفة" والتي تستهدف مكافحة المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، والتي طالت العراق الآن.
وأشار التقرير إلى أن دافعي الضرائب الأمريكيين سيخصصون عشرات الآلاف من الدولارات لتدريب شخصيات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وصحفيين وطلاب صحافة في إقليم كوردستان وفي محافظة كركوك، من اجل اكتشاف المعلومات الخاطئة في الذكاء الاصطناعي.
ونقل التقرير عن إعلان المنحة الحكومية المتعلقة بمكافحة المعلومات المضللة، أن "ظهور المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي يثير مخاوف كبيرة بشأن قدرة الجمهور ووسائل الإعلام على تقديم تقارير عادلة ودقيقة عن الأحداث الجارية، نظراً لقدرة الروبوتات على نشر المعلومات، والتزييف العميق لكي يصبح من الصعب التمييز بين الحقيقة والخيال، مما يعرض الديمقراطية نفسها إلى الخطر".
وانتقد التقرير استخدام ما وصفه بأنها "اللغة المثيرة للقلق مراراً" من أجل تبرير إنفاق مئات الآلاف من الدولارات لمكافحة "أزمة وهمية" خلقها الرئيس ومستشاروه بهدف التحكم بالمعلومات.
وأوضح التقرير أن هذه الخطوة الأمريكية بدأت من خلال لجنة "مجلس إدارة المعلومات المضللة" وهي لجنة مثيرة للجدل تابعة لوزارة الأمن الداخلي الأمريكي، ثم توسعت في أنحاء العالم من خلال شبكات مواجهة التضليل الإعلامي الممولة أمريكياً، والتي تدرب المراسلين والمسؤولين الأجانب على كيفية مواجهة المعلومات التي تعتبرها الإدارة الأمريكية غير ملائمة.
وقبل العراق، قال التقرير إن واشنطن خصصت منذ أسابيع قليلة، نصف مليون دولار لمساعدة صحفيين في أفريقيا على مكافحة المعلومات المضللة والشباب على اكتشاف الحقيقة في الأخبار المزيفة. كما أن واشنطن خصصت في وقت سابق من العام الحالي، 50 ألف دولار لمواجهة المعلومات المضللة في باكستان من خلال تدريب الصحفيين على أيدي موظفين أمريكيين "مختارين بدقة" ويتمتعون بخبرة في هذا الملف.
وبحسب التقرير، فإن التمويل الجديد المخصص لمكافحة المعلومات المضللة الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، يتضمن شروطاً بحيث يتحتم على طالبي المنح أن يبرهنوا كيفية عمل البرنامج على تعزيز المساواة فيما يتعلق بالعرق، والدين، والدخل، والجغرافيا، والإعاقة، من بين عوامل أخرى، وكيفية استفادة من يصفهم بـ"المجتمعات المحرومة"، من البرنامج.
ووفقاً لإعلان المنحة الذي تم نشره في الأسبوع الحالي، فإن الهدف هو تدريب 15 من الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي و100 صحفي جديد حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج ونشر المعلومات المضللة، وكيفية التعرف على المعلومات المضللة، وكيفية شرحها بلغة واضحة للجمهور.
ويتضمن البرنامج أن يقوم المؤثرون بإعداد مادتين على الأقل من المحتوى الفريد حول المعلومات المضللة لجمهورهم، كما يجب على الصحفيين وطلاب الصحافة كتابة ونشر تقريرين على الأقل حول المعلومات المضللة.
وانتقد التقرير تزايد دور السلطات الأمريكية في ما تسميه جهود مكافحة المعلومات المضللة الناتجة عن برامج الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تخصيص أموال لجامعة عامة في ولاية كارولينا الجنوبية لرسم خريطة وتتبع لمصادر المعلومات المضللة على الإنترنت، حيث تقول إدارة بايدن أن المشروع ضروري لتجنب "التطرف العنيف"، حيث يظهر أن الأحداث السياسية على المستوى الوطني غالباً ما تصبح نقاط محورية لنشر المعلومات المضللة والتي يجري استغلالها من جانب مختلف الأفراد والجماعات لشن حملات تضليل.
لكن التقرير ذكر بتحقيق أجراه الكونغرس في العام الماضي، كشف وجود "مخطط تضليل حكومي فاضح"، تواطأ فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" الأمريكي مع وكالة استخبارات أوكرانية "أس بي يو" لفرض رقابة على خطاب الأمريكيين وإلغاء حسابات موثقة لأمريكيين على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حساب موثق تابع لوزارة الخارجية الأمريكية وحسابات تابعة لصحفيين أمريكيين.
ترجمة: شفق نيوز