"الرد في سوريا أسهل من العراق".. هل اشتعل "برميل البارود" بين واشنطن وطهران؟
شفق نيوز/ وصف تقرير بريطاني، يوم الأربعاء، المنطقة الحدودية "العراقية-الاردنية-السورية"، بانها بمثابة "برميل بارود" قابل للاشتعال بين واشنطن وطهران منذ سنوات، مشيرا إلى أن الرد الأمريكي على "هجوم الأردن" قد يكون في سوريا أكثر سهولة من الرد في داخل العراق الذي وصفه بانه "التحدي الأكثر خطورة" أمام ادارة جو بايدن.
وذكر تقرير لصحيفة "الفايننشال تايمز" ترجمته وكالة شفق نيوز، ان "المنطقة الصحراوية القاحلة في الزاوية النائية من الشرق الأوسط حيث تعمل القوات الامريكية والفصائل المرتبطة بايران وبقايا تنظيم داعش، ظلت دائما تحت مراقبة المسؤولين العرب والغربيين، حيث يتمركز المسلحون المدعومين من طهران عند نقاط التفتيش والثكنات على طول الطريق الاستراتيجي الرابط ما بين بغداد ودمشق".
ولفت التقرير إلى أن "هذه الفصائل سيطرت على هذا الطريق منذ فترة طويلة، وهو اصبح مركزا لشبكة تهريب في هذا المثلث الحدودي، للمخدرات والاسلحة من جانب المسلحين وبالاضافة الى العصابات الاجرامية".
والآن، يقول التقرير، إن "هذه الزاوية القاحلة أصبحت منذ يوم الأحد، بعد هجوم الطائرات المسيرة على قاعدة التنف، احدث نقطة اشتعال في الأعمال العدائية الاقليمية الاخذة في الانتشار والتي اعادت انخراط الولايات المتحدة في الاشتباك الاقليمي".
ونقل التقرير عن دبلوماسي غربي كبير قوله، إن "هذه المنطقة الحدودية "كانت لفترة طويلة بمثابة برميل بارود، وشعرنا دائما بالقلق من دخول القوات الامريكية والايرانية في مواجهة مباشرة هناك، سواء عن طريق الصدفة أو عن عمد".
واعتبر التقرير أن هجوم التنف يسلط الضوء على التهديد الذي تواجهه المصالح الامريكية من جانب المسلحين المدعومين من ايران، بالاضافة الى التحدي الذي يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مسعاه لمواجهة هجماتهم وفي الوقت نفسه تجنب الانجرار الى حرب اقليمية شاملة.
وتابع التقرير، أن هناك 3 آلاف جندي أمريكي في انحاء الاردن، الا ان القوات الاميركية هي في أكثر أوضاعها ضعفا في العراق وسوريا، حيث تحاصرها فصائل معادية.
واضاف ان الولايات المتحدة انخرطت في تصعيد متبادل مع طهران، في كل من العراق وسوريا، وهما على الارجح قد يكونان نقطة انطلاق لانتقام بايدن، في حين ينظر الى سوريا الى حد كبير على انها الاسهل بين البلدين من حيث شن الهجمات، لأن الولايات المتحدة لا تقيم علاقات مع نظام بشار الاسد، الحليف الآخر لايران.
وفي المقابل، اعتبر التقرير انه "يجب على واشنطن التعامل بحذر أكبر في العراق، الذي يمثل الآن لادارة بايدن أحد أكثر التحديات خطورة في المنطقة".
واوضح التقرير انه بعد مرور 20 سنة على غزو العراق، فان النفوذ الأمريكي يتراجع في هذا البلد الذي طغت ايران عليه وأصبحت تتمتع الآن بنفوذ لا يضاهى على النخبة الحاكمة في بغداد، مذكرا بأنه منذ اغتيال قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني في العام 2020، توعدت طهران وحلفائها بطرد الأمريكيين من العراق، وحولت البلد الى مركز مناهض للولايات المتحدة.
وبعدما لفت التقرير الى وجود فصائل منضوية ضمن الحشد الشعبي الذي أصبح تابعا للدولة، اشار الى ان هذه المجموعات لها اجنحة سياسية وشبكات محسوبية، وتمتلك قاعدة اجتماعية قوية، تستمد منها أعضائها.
ونقل التقرير عن الباحث في معهد "تشاتهام هاوس" البريطاني ريناد منصور، قوله ان هذه الجماعات تميل الى ان يكون لها اجندة محلية اكثر تحركها المصالح السياسية والاقتصادية، في حين ان الفصائل الاخرى الاقرب الى الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني، تعتبر عابرة للحدود وانشأت لهذا النوع من الصراع الاقليمي، وعي جماعات مقاومة ليست مهتمة بالسياسة الوطنية او الحكم، وتعتبر ان دورها كجزء من صراع اوسع ضد الولايات المتحدة واسرائيل.
ونقل التقرير عن الباحثة في "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية" ريم ممتاز قولها ان واشنطن تواجه تحديا في موازنة ردها التالي في ظل مواجهتها المتصاعدة مع طهران، سواء كان مقتل الجنود الامريكيين الثلاثة متعمدا، أو أنه خطأ في التقدير.
وبحسب ممتاز، فان "انتقام ادارة بايدن لا يمكن ان يكون على غرار الرد المتبادل الذي جرى خلال الشهور الـ 3 الماضية، وهي تحتاج الآن إلى استعادة سيطرتها على التصعيد وردع قدرة الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة على مهاجمة القوات الامريكية، على الأقل خلال الشهور المقبلة".
وفي حين لفت التقرير الى ان واشنطن تسعى الى استخدام نفوذها المالي لدفع بغداد للمساعدة في الحد من التهرب من العقوبات الايرانية وتمويل الفصائل المسلحة، بما في ذلك فرض عقوبات على مالك مصرف الهدى العراقي مؤخرا، قال التقرير ايضا ان ادارة بايدن كانت حريصة على تقليص وجود قواتها في الشرق الاوسط، الا انها الان مترددة في ان يتم النظر اليها على انها تنسحب في ظل ضغط الهجمات المسلحة، مشددة على ان المحادثات حول وجودها العسكري في العراق لا علاقة لها بالتصعيد الأخير.
لكن التقرير نقل عن دبلوماسي غربي كبير قوله إن هجوم التنف تجاوز خطاً أحمر، وقد يجبر واشنطن على اعادة تقييم هذا الانسحاب.
وأوضح الدبلوماسي ان "المرة الاخيرة التي قتل فيها مقاول امريكي في العام 2019، اغتال [الرئيس السابق دونالد] ترامب قاسم سليماني، ويجب ان يكون هناك رد قوي على ضربة يوم الاحد، والا فان بايدن سيرسل رسالة الى إيران مفادها ان الولايات المتحدة ضعيفة وتم ردعها". ترجمة : وكالة شفق نيوز