"الخلافات العميقة" تهدد تماسك "البيوت السياسية" في العراق: بعضها مسيطر عليها وأخرى قد تصل لسحب البساط
شفق نيوز/ تعصف الخلافات داخل بيوتات المكونات الأساسية الثلاث (الشيعية والسنية والكردية)، وطفا الصراع السني مؤخرا على السطح لأسباب سياسية كما يعزوها مراقبون، الذين رأوا أن الخلافات الشيعية "مسيطر عليها" ولن تصل إلى مرحلة التشظي، أو إلى الانقسامات في ما يتعلق بالبيت الكردي.
يقول القيادي في تحالف الفتح، علي الفتلاوي، إن "الصراع السياسي كان ولا زال وسيبقى، لكن اليوم هناك صراعات لهدف معين، إما من أجل منصب او قيادة، أو فعلا لخدمة الشعب سواء في الكتل السياسية الشيعية أو السنية أو الكردية".
ويضيف الفتلاوي لوكالة شفق نيوز، أن "الكتل التي لديها صراع على أرض الواقع الآن، هي في داخل المكونين الكردي والسني، فالأول يتمثل بالصراع بين اليكتي والبارتي المستمر، والثاني ظهرت خلافاته من خلال تصريحات سياسييه سواء من النواب الحاليين أو المقالين أو المستقيلين، وآخرها كان ليث الدليمي الذي سيسحب البساط من تحت محمد الحلبوسي".
الخلاف الشيعي
يوضح الفتلاوي أن "الخلاف داخل البيت الشيعي ليس على المناصب، وإنما يعود إلى الاختلاف في وجهات النظر، الذي سرعان ما ينتهي بسبب وجود حلقة ارتباط ووصل، حيث هناك ثوابت في القاعدة الشيعية وتآلف ومنهج استراتيجي يعمل عليه المكون، لذلك المشاكل مسيطر عليها، ولن تصل إلى الصراع السياسي أو التشظي أو الانفراط في العقد الشيعي".
ويتفق مع هذا الطرح الباحث بالشأن السياسي، أبو ميثاق اليساري، الذي أكد أن "خلافات الأحزاب الشيعية المشتركة في حكومة محمد شياع السوداني لن تؤدي إلى حدوث انقسامات فيما بينها"، مبينا لوكالة شفق نيوز: "أما الخلافات مع التيار الصدري فهي موجودة ومعروفة، لكن الفريق المشارك في الحكومة ومجلس النواب وبالعملية السياسية ليس لديه خلافات".
ويختلف رئيس مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية د.مناف الموسوي، في أسباب الخلاف داخل الإطار التنسيقي بالقول إن "معظم خلافاته مسيطر عليها، وقد تحلها أطراف خارجية، لكنها (الخلافات) ليست على مبدأ أو منهج او رؤية، وإنما على المناصب، خاصة في قضية تبديل بعض المحافظين الذي يجري الحديث عنه، فهي تقاسم محاصصاتي حزبي مكوناتي".
وعن الخلاف بين الإطار والتيار الصدري، يشرح الموسوي لوكالة شفق نيوز بأن "الخلاف العميق يعود إلى التباين في الرؤية، حيث أن التيار قدم مشروعا اصلاحيا تمثل بالذهاب إلى حكومة الاغلبية الوطنية، وتم محاربة هذا المشروع داخليا وخارجيا، ما أدى إلى انسحاب نواب التيار الصدري، ومستمر هذا الخلاف حتى الآن".
ويتابع الموسوي، أن "التيار الصدري اختار الوقوف مع القواعد الشعبية، واليوم هناك مجموعة من الاشكاليات تواجه الحكومة، أبرزها الامتعاض الشعبي من إجراءاتها وكونها لم تلف بالكثير من وعودها، وعلى رأسها خفض الدولار، بل على العكس هناك ارتفاع في أسعاره".
ويكمل، أن "المواطن يشعر بأن الحكومة تخدم الأحزاب وليس كما أدعت بأنها (حكومة خدماتية)، فلا يوجد تقديم للخدمة والإصلاح، وبالتالي فأن هذا الامتعاض الشعبي وخصوصا مع اقتراب عمر الحكومة من 100 يوم، قد يؤدي إلى خروج الشارع وعودة التظاهرات".
الخلاف السني
يرى السياسي والنائب الأسبق، مثال الآلوسي، أن "تجديد المسرح السياسي داخل الأحزاب أمر طبيعي في النظام الديمقراطي والبرلماني، أما مسألة الاستحواذ على الفرص وعزل الآخرين واستبعادهم فهو يدفع الشارع الدولة والمجتمع إلى عدم الاستقرار، ويعطي مساحات وفراغات خطرة تستغل من خلال الإرهاب والفاسدين".
ويدعو الآلوسي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز "البرلمان إلى أن يكون على قدر عال من المسؤولية، خاصة بعد انسحاب الصدريين، من خلال الشروع بانتخابات جديدة تبعد فكرة الاستحواذ، عبر مشاركة الصدريين وحتى المعارضين للنظام، أما في ظل التعامل الحالي وخاصة في ما يتعلق بسرقة القرن فإنه يدفع المواطنين إلى عدم الثقة بالعملية السياسية".
الخلاف الكوردي
يوضح القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني، محمود خوشناو، ان "الخلافات مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني بعضها يتعلق بملف الانتخابات وكيفية عمل المفوضية وقانون الانتخابات البرلمانية في اقليم كردستان".
ويبين خوشناو لوكالة شفق نيوز، بالإضافة إلى أن "سجل الناخبين يحوي أسماء وهمية وبعضها متوفياً، لذلك يجب تنظيف هذا السجل، لكي يعطي نتائج حقيقية غير مزيفة"، مشيرا إلى أن "مكونات التركمان والكلدان والاشوريين والارمن لديهم كوتة في الاقليم، وهناك نوع من السيطرة عليها من قبل الديمقراطي، لذلك يجب ان تكون هذه الكوتات لممثليهم الحقيقيين من خلال التوزيع العادل للمقاعد على جميع اقليم كوردستان".
ويختتم بالقول إن "هناك ملفات معقدة كثيرة في ادارة وفلسفة الحكم، ويرغب الاتحاد بإيجاد نوع من التقارب لإنهاء التصدع الموجود الذي ينعكس على اقليم كوردستان، ونأمل أن نصل إلى حلول".
من جهته؛ يؤكد عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي الفيلي، أن "الخلافات في وجهات النظر موجودة، اما انشقاقات فحتى هذه اللحظة لا توجد لا في البيت الكردي او الشيعي او السني رغم كل ما حصل مع السيادة والعزم"، مبينا أن "الخلافات مع الاخوة في الاتحاد سيتم مناقشتها عبر حوارات ستعقد خلال الأسبوعين المقبلين من أجل حل هذه الإشكالات جميعها".
ويوضح الفيلي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الموازنة ليس لها علاقة بالخلافات، وبحسب ما صرح به رئيس الوزراء وحتى في زيارة نيجيرفان بارزاني بأن هناك تفاهما كبيرا على تمرير الموازنة المتوقع إرسالها خلال أيام إلى البرلمان للتصويت عليها بسلاسة".