الحلبوسي والخنجر.. تقرير أمريكي يتحدث عن "العداء المرير" وصراع التحالفات
شفق نيوز/ رصد موقع "المونيتور" الامريكي التنافس الذي نشب بين رجل الاعمال خميس الخنجر زعيم تحالف عزم وبين زعيم تحالف تقدم محمد الحلبوسي، على زعامة البرلمان العراقي، ما يفتح فصلا جديدا في الصراع على الزعامة السنية والمشهد السياسي العراقي.
واعتبر الموقع في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "تحالف تقدم من خلال جمعه 43 مقعدا، يجعله اللاعب السني الاقوى، لكن تشكيل التكتل الجديد من جانب الخنجر، والمتوقع ان يتزايد اعضاؤه، يشكل تحديا جديا لطموحات الحلبوسي بزعامة الشارع السني".
واشار التقرير الى ان "الاعلان مؤخرا عن تحالف سني جديد بزعامة الخنجر "يفتح صفحة جديدة في المنافسة المستمرة على الزعامة السياسية والغنائم في عراق ما بعد الانتخابات"، مضيفا ان تكتل العزم الجديد، الذي يتألف حتى الآن من 34 فائزا في انتخابات اكتوبر/تشرين الاول، يمثلون خمسة احزاب صغيرة ، يشكل "تحديا خطيرا لتطلعات الحلبوسي السياسية بتمثيل السنة في بغداد".
واوضح التقرير ان "الخلاف المباشر بين التحالفين اساسه رئاسة البرلمان" مشيرا الى ان "هذا المنصب مخصص للسنة وفق صيغة تقاسم السلطة العرقية والطائفية في العراق، وهو يمثل اكبر نفوذ سياسي واقتصادي يمكن ان يتطلع اليه السنة في العراق".
ولفت الى ان "الحلبوسي، بصفته رئيسا للبرلمان المنتهية ولايته، استخدم منصبه لبناء قاعدته السياسية، من خلال حملة اعادة الاعمار في الرمادي التي وفرت له الدعم الشعبي وحققت الفوز لتحالفه في الانتخابات".
واوضح "المونيتور" ان "تحالف الخنجر يشكل تحديا لطموح الحلبوسي في تولي منصب رئاسة البرلمان مجددا"، مضيفا ان "تحرك الخنجر هذا من اجل تشكيل التحالف كان مثيرا لقلق الحلبوسي لدرجة ان الاخير سارع الى زيارة الخنجر في بغداد بعد وقت قصير من اعلان تشكيل التحالف الجديد، برغم العداء الشخصي المرير بين الرجلين".
وذكر التقرير بان الحلبوسي غرد على "تويتر" بعيد انتهاء الاجتماع قائلا ان اللقاء "شدد على اهمية حل ملفات المفقودين واعادة المهجرين واعادة اعمار المدن المحررة".
واوضح التقرير ان اشارة الحلبوسي في التغريدة الى "ملفات المفقودين" هي تلميح تنازلي للخنجر الذي جعل هذا الملف قضية رئيسية لحملته الانتخابية انتقد فيها سياسة الحلبوسي حولها.
وبالاضافة الى الوحدة السنية الواردة في البيان المشترك، و"تشكيل فريق تفاوض موحد" للتفاوض مع الشركاء آخرين من خارج الاطار السني، اشار التقرير الى ان تكتل الخنجر الجديد "حريص على عدم التسرع في دخول تحالفات شاملة".
واعتبر التقرير ان ارسال الاطار التنسيقي زعيم دولة القانون نوري لزيارة الخنجر بعد فترة وجيزة من زيارة الحلبوسي، تعتبر محاولة من جانب قوى الاطار لاستمالة كتلة الخنجر وكسب حلفاء سنة، بهدف تشكيل اكبر كتلة برلمانية.
ونقل التقرير عن مصادر مطلعة قولها ان المالكي حاول اقناع الخنجر بالانضمام الى الاطار التنسيق مقابل تولي منصب رفيع في الحكومة الجديدة، وربما منصب نائب الرئيس او منصب رئيس البرلمان. وبحسب الموقع الامريكي فان رد الخنجر كان غير ملزم، حيث اكد في بيان رسمي ان تحالفه ملتزم "بحوار وطني مع كل الاطراف، من دون دعم طرف على حساب الآخر".
ولفت التقرير الى ان الخنجر من خلال ادراكه ان الاطار التنسيقي يخوض معركة صعبة ضد الصدريين الاكثر تنظيما، فانه يتوقع التوصل الى "صفقة أفضل" معهم على الارجح.
وبرغم ذلك، اعتبر التقرير ان "التحدي الاكبر الذي يواجهه تكتل عزم الجديد، هو داخلي"، موضحا انه يعاني من هشاشة لافتقاره الى هدف مشترك يتجاوز فكرة الغضب من اساليب الحلبوسي الاستبدادية المفترضة، ويتجاوز ايضا رغبة العديد من أعضاء عزم الجديد، بما في ذلك الخنجر نفسه، في الحصول على صفقات افضل في المناطق السنية.
لكن المصادر المطلعة قالت ل"المونيتور" ان الخنجر مستعد لدعم تحرك الحلبوسي للحصول على منصب رئاسة البرلمان، مقابل التنازل عن منصب محافظ الانبار ل"العزم الجديد".
وختم التقرير بالقول انه من الصعب ان نرى كيف يمكن لتحالف الخنجر، الذي يتمحور حول مبدأ معارضة الحلبوسي اكثر من اي شيء اخر، ان يستمر ككتلة متماسكة تتجاوز تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد.