الحشد الشعبي يدرب اطفالا دون الـ15 على حمل السلاح ويلقنهم "عقيدة الجهاد"
شفق نيوز/ كان من الممكن ان يقضي عبد الله وهو طفل لم يتجاوز الـ15 من عمره عطلة الصيف في مخيم يصقل فيه مواهبه ويقضي وقتا مرحا مع اقرانه فيما لو كان يعيش في بلد غير العراق.
وبدلا من ذلك انخرط في معسكر تدريبي للتعلم على استخدام السلاح في بلدة بلد بمحافظة صلاح الدين يشرف عليه الحشد الشعبي الشيعي المناوئ لتنظيم داعش.
وبلدة بلد واحدة من البلدات القليلة ذات الاكثرية الشيعية في محافظة صلاح الدين التي يغلب على سكانها السنة، وعاش قاطنوها مع الخوف صيف العام الماضي عندما اجتاح داعش شمال وغرب البلاد وباتوا على اعتاب البلدة.
ويبيح متشددو داعش قتل الشيعة بداعي انهم لا يتبعون الاسلام الصحيح، ويبدو ان هذا السبب يكمن وراء لجوء الشيعة لتدريب اطفالهم على حمل السلاح والدفاع عن النفس تحسبا من قادم الايام.
ويقول الطفل عبد الله لشفق نيوز ،"نحن نريد ان نخرج الجرذان من العراق"، في اشارة الى مسلحي تنظيم داعش الذين يسيطرون على مساحات واسعة في شمال وغرب العراق.
والى جانب عبد الله هناك عشرات اخرون من الاطفال تتراوح اعمارهم بين 10 و15 سنة يتلقون تدريبات يومية على تفكيك وتركيب الاسلحة وغيرها من فنون التدريب العسكرية والمهام التي تتجاوز قدراتهم الجسدية.
ويقول طفل اخر من المتدربين انه "جاء ليتدرب على اخلاء البنايات والقنص والرماية للدفاع عن النفس وتضامنا مع شهداء سبايكر وتلبية لنداء المرجعية".
فيما قال طفل اخر اسمه صادق اياد انه يتلقى التديب من اجل "نصرة الحشد الشعبي" المكون من متطوعين وفصائل شيعية تقاتل تنظيم داعش الى جانب القوات الحكومية.
واشتهر تنظيم داعش بتجنيد الاطفال والزج بهم في المعارك التي يخوضها المتشددون في سوريا والعراق.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد دعا الشهر الماضي الامم المتحدة الى اعتبار تجنيد تنظيم داعش للأطفال عمليات ابادة وجرائم ضد الانسانية.
وأكد العبادي في كلمة القاها في المؤتمر الدولي للحد من تجنيد داعش للأطفال الذي عقد في بغداد، ان "هذا المؤتمر رسالة الى جميع دول العالم للانتباه الى خطورة ظاهرة تجنيد الاطفال، لان الطفولة صفحة بيضاء لا يجب استغلالها بالقتل والذبح والتفجير، وعلينا ان نقف صفا واحدا لإنهاء وجود وفكر داعش".
وفي مقابل ذلك لم يأت العبادي على ذكر تجنيد اطفال لصالح الحشد الشعبي الذي يشكل الحليف الرئيسي للقوات الحكومية في الحرب ضد داعش، رغم ان رئيس الوزراء يقول ان الحشد يخضع لسلطة الدولة بعد منحه صفة رسمية.
وسبق لمفوضية الأمم المتحدة ان اصدرت قرارا يعتبر "ما يقوم به داعش من عمليات تجنيد الأطفال في العراق، عملية إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية".
كما طالبت المفوضية بـ"عقد مؤتمر دولي لوضع آليات وعقوبات رادعة لعمليات التجنيد"، مهيبة بالبرلمان العراقي أن يسارع إلى إصدار قانون حماية الأطفال.
وتنتشر على نطاق واسع مقاطع مصورة تظهر عناصر داعش وهم يدربون مراهقين واطفالا على استخدام الأسلحة، فضلا عن مشاركة البافعين في مهام الحراسة وحرب الشوارع والعمليات الانتحارية وكذلك عمليات الاعدام التي ينفذها المتشددون بحق المدنيين والعسكريين.
ورغم انه لم يثبت زج اليافعين والاطفال في الحرب بين صفوف الحشد الشعبي، لكن الاخير يقوم على غرار داعش بزرع "عقيدة الجهاد" في عقول الصغار اثناء دورات التدريب العسكرية عبر رجال الدين.
ويقول الشيخ مهند محمود الغراوي الذي يلقن الاطفال التعليم الديني في المعسكر ان "تدريب هذه المجموعة هو لرفع كلمة الاسلامية واعداد الجيل الجديد وتعريفه بالجهاد وايضا تعبئتهم".
واضاف في حديثه لشفق نيوز ان "الامر مقسم بين رجال الدين الذين يقدمون له الجانب الثقافي والضباط الذين يدربونهم عسكريا".
وبين الغراوي انه يلقن الاطفال "قراءة القرآن وتسبيح الزهراء والصلوات على محمد وال محمد ورفع تربة الحسين وايضا زيارة عاشوراء من ضمن التدريبات.
ومثلما يبرر داعش تجنيد الصغار فان الحشد يتخذ الحجة نفسها في الزج بهم في الدورات التدريبية العسكرية رغم ان القوانين الدولية تحظر ذلك.
ويقول شرطي يتولى تدريب الاطفال اليافعين لشفق نيوز ان "السيد السيستاني دعا لتدريب الطلبة، متحدثا عن تدريب تدريجي "على المسدس والكلاشنكوف وكيفية اخذ السلاح من الخصم فنيا وكيفية القنص واخلاء البنايات والجرحى واخماد الحرائق".