البداية الايرانية في العراق.. كتاب عن الطائرات المسيرة التي تغير الشرق الأوسط
شفق نيوز/ نشرت مجلة "بريكنيغ ديفينس" الامريكية مقتطفات من كتاب "حروب الطائرات المسيرة: الرواد وآلات القتل والذكاء الاصطناعي والمعركة من أجل المستقبل" لمؤلفه سيث فرانتزمان الذي يتناول بعمق تأثير الأنظمة العسكرية التي لا يسيرها البشر، على الحرب، ويتضمن فصلا عن استخدام إيران للطائرات المسيرة، بما في ذلك دور الجنرال قاسم سليماني منذ ايام الحرب العراقية-الايرانية خلال الثمانينات.
وأشارت المجلة الالكترونية في المقتطفات التي ترجمتها وكالة شفق نيوز؛ إلى أنه بعد الهجوم القاتل للطائرة المسيرة مؤخرا على سفينة قبالة سواحل عمان، والذي قالت واشنطن إن إيران نفذته، فانها تنشر مقتطفات مما جاء حول الطائرات المسيرة الايرانية في الكتاب الصادر العام 2021.
وجاء في الكتاب؛ أنه "في حروب الطائرات المسيرة، يمكن أن تكون الدعاية مهمة كالتقدم الفعلي"، مضيفا أن كل شخص يصنع طائرات مسيرة يقلد أحدهما الآخر.
وعلى سبيل المثال، أوضح الكتاب أن طائرة "صاعقة" الايرانية، كانت نسخة عن طائرة "سينتينل" الامريكية، كما ان طائرة "سيمرغ" الايرانية التي تعمل بالطاقة النفاثة هي الاخرة نسخة عن "سينتينل" المسيرة، والتي استخدمتها طهران للمرة الأولى في العام 2014. واضاف ان قائد القوة الجوية للحرس الثوري الإيراني أمير علي حاج زاده ، عمل من أجل تسليحها بما يصل إلى أربعة صواريخ.
وبعد إسقاط إيران لطائرة "سينتينل" الامريكية في العام 2011، انتقلت المعركة الجارية في السماوات، من عالم كانت لديه قوة عظمى وحيدة في مجال الطائرات المسيرة، الى عالم متعدد الصناع لهذه الطائرات، وهو ما أدى الى تغيير المعادلة بشكل جذري والتهديدات التي يمكن أن تشكلها هذه الطائرات.
وتابع الكتاب؛ أن هدف إيران هو إنشاء جيش مستقل من الطائرات المسيرة، مثلما فعلت اسرائيل خلال الثمانينيات، مما يوفر لطهران الحصانة التي كانت تتمتع بها واشنطن في السابق. واضاف انه في ظل قيادة حاجي زاده اسقطت إيران طائرة "سينتينل" التي لا يلتقطها الرادار، ثم اسقطت ايضا طائرة "غلوبال هوك" الأمريكية في العام 2019، ثم راحت ترسل طائرات مسيرة الى اليمن.
واعتبر الكتاب أنه بذلك، فإن العالم بدأ "يدخل ثورة حرب الطائرات المسيرة المتسارعة التغيير خلال عدة سنوات فقط".
وذكر الكتاب انه من اجل بلوغ نقطة المواجهة مع الإسرائيليين وامريكا، فان "ايران سارت على طريق طويل ودموي"، موضحة أنه بعد الثورة الإسلامية في العام 1979، كان لديها عدد من الطائرات المسيرة من بقايا أسطول سلاح الجو في عهد الشاه، لكن قادة إيران الجدد لم يخصصوا لها الوقت لتعلم كيفية استخدامها، الى ان ضربت الطائرات العراقية إيران في 22 سبتمبر/أيلول العام 1980، لتبدأ الحرب العراقية-الايرانية.
وفي حين ان "العراق كان عملاقا تقنيا" بحسب وصف المجلة الأمريكية، ومتسلحا بأسلحة سوفيتية وغازات سامة، فإن الحرس الثوري الجديد في ايران كان "يتلاعب" بالطائرات المسيرة، وكان المقاتلون الايرانية قد بدأوا بحمل نماذج مبكرة في المعركة.
واضاف انه "في العام 1986، قاد قاسم سليماني، القائد المستقبلي للحرس الثوري، رجاله عبر قنوات الممرات المائية التي تربط إيران بمدينة البصرة، وذلك برفقة جديدة تتمثل بطائرات مسيرة حيث تم تنفيذ 940 مهمة جوية كما التقطت 54 ألف صورة، بحسب وسائل الإعلام الإيرانية.
وتابع الكتاب أن "إيران ابتكرت" ايضا، فخلال الثمانينات قامت بتصنيع طائرة مهاجر التي حلقت للمرة الاولى العام 1985" وفي نهاية المطاف كان قد جرى تصنيع المئات من هذه الطائرة الصغيرة التي تحتاج إلى شخصين إطلاقها في الجو. أما طائرة "أبابيل" التي حلقت في العام 1986، فقد جرى تصنيع 400 منها. واشار الى انه كانت بمثابة صاروخ كروز وجرى ارسال عدد منها الى لبنان واليمن.
ولفت الكتاب إلى أن ايران ربما تمكنت من التعرف عن كثب على الطائرات الإسرائيلية المسيرة بعد اسقاط طائرتي "بايونير" في العراق خلال حرب العام 1991. واضاف ان ايران "ربما تمكنت من الوصول ايضا الى حطام طائرة بريديتور في العام 2015 عندما فقد أحدها فوق سوريا". كما من المحتمل انها وصلت الى طائرتي "سكان ايغيل" و "ريبير" اسقطتا في اليمن.
ونوه الكتاب الى ان ايران تمكنت بنجاح من تطوير "ابابيل" و"مهاجر" الى طائرات مسيرة متطورة، وفي العام 2008، تحققت بعثة الأمم المتحدة في السودان من طائرات مسيرة رصدت استخدامها في السودان، وابلغتها الحكومة السودانية انها طائرات سودانية على طراز "أبابيل 3" جرى اعادة تسميتها. واسقط متمردون سودانيون اثنين منها. كما أن فنزويلا اشترت طائرات "مهاجر-2" في العام 2007 لتستخدمها في أعمال المراقبة.
واضاف ان ايران قامت بتصنيع عدة أجيال من هذه الطائرات المسيرة من ثمانينيات القرن الماضي وصولا الى العام 2010، وأن جميع هذه الطائرات كانت في البداية محدودة نطاق قدرتها على الرؤية، كما أن مدى طيرانها كان محدودا بسبب محدودية سعة خزانات وقودها. أما في نيسان/ابريل العام 2020 ، فقد كشفت ايران النقاب عن مجموعة واسعة من طائرات "أبابيل 3 " الجديدة للقوات الجوية والجيش، مؤكدة أن لديها قدرات جديدة في مجال القنابل الموجهة. كما عرضت طائرة "كرار" الجديدة التي تشبه صاروخ كروز، مشيرة إلى أن بإمكانها التحليق لمسافة 1500 كيلومتر وان طائراتها المسيرة صارت بإمكانها الوصول الى ارتفاع 45 ألف قدم.
وأشار عقيد في القوات الايرانية في العام 2020 إلى أن قيادة الطائرات المسيرة التابعة للحرس الثوري، تعمل على تعزيز قدرات الاتصالات بشكل سريع. ونقلت عنه وكالة "تسنيم نيوز" الايرانية ان طائراته المسيرة تحقق تطورا في استخدام التصوير بالفيديو ونظام المعلومات الجغرافية وزيادة نطاقاتها إلى ما يزيد عن مائة كيلومتر.
وبحسب الكتاب، فإن هدف إيران بعد تصنيع القوة الجوية للطائرات المسيرة، كان استخدامها للتحرش بالأعداء، وان طهران وضعت رسما لقوس من الدول التي أرادت إبراز نفوذها فيها، وهو ما بدأ في ما أسماه الكتاب "الخارج القريب"، أي العراق، وامتد ليشمل سوريا ولبنان واليمن والسودان وغزة وأفغانستان. كما سيشهد الخليج العربي وخليج عمان تحليقات طائرات ايرانية مسيرة.
وتساءل الكتاب عما إذا كان بإمكان طهران أن تتعامل مع الامريكيين بندية تنافسية من خلال الطائرات المسيرة، مشيرا الى انه من اجل تحدي الأمريكيين أنشأت إيران شبكة من قواعد الطائرات المسيرة على طول جنوب مضيق هرمز. كما اصبحت ايران تتمتع بخبرة كبيرة في تحريك طائراتها المسيرة، وارسلت منها الى سوريا وخاصة الى قاعد "تي-4" التي انطلقت منها طائرة مسيرة في شباط/فبراير 2018 لاختبار دفاعات إسرائيل.
وكشف الكتاب؛ أن عن تفاصيل تحليق الطائرة الايرانية المسيرة بالقرب من الجولان وتسللت بالقرب من بيت شان في غور الأردن، وسارعت إسرائيل بإرسال مروحية "أباتشي" وأسقطتها.
وتابع انه في اطار الضربات الجوية الانتقامية، تحطمت طائرة إسرائيلية من طراز " F-16I " في شمال إسرائيل.
وقال المؤلف أنه كان يقيم في شمال إسرائيل في ذلك الوقت "واستيقظت على خبر تحطم الطائرة في صباح يوم 10 فبراير/ شباط. خرجت بالسيارة بالقرب من بلدة شفاعمرو، حيث تحطمت طائرة " F-16I " في حقل لحظائر الدجاج. هذا ما أحدثته حرب الطائرات المسيرة الإيرانية".