البادية العراقية.. مقصد سياحي مرهون بالأمطار (صور)
شفق نيوز/ تشكل بادية المثنى، جنوبي العراق، أكثر من 90% من مساحة المحافظة البالغة 51.740 كلم مربع، وتعد هذه البادية التي تربط جنوب البلاد بالحدود السعودية مقصداً داخلياً وخارجياً للصيد والسياحة خاصة بعد هطول الأمطار وتفتح الزهور وقدوم الطيور المهاجرة.
وتتميز محافظة المثنى بموقعها الجغرافي واحتوائها على الزراعة والصناعة والسياحة بشقيها الأثرية والطبيعية، فيما تضم باديتها العشرات من المواد الأولية في ميزة اقتصادية تفتقر لها باقي المحافظات، لكنها وفي مفارقة عجيبة تتصدر المحافظات الأشد فقراً بنسبة 52 بالمائة.
السياحة الصحراوية
تتميز السياحة الصحراوية في محافظة المثنى بأصالتها وتاريخها وإرثها الحضاري التي عرفت شهرته منذ القدم، من خلال رحلات المستكشفين لحياة الصحراء والبادية.
والتي تشهد إقبالاً متزايداً من قبل السياح المحليين والأجانب الذين يبحثون عن اكتشاف مناطق جغرافية وتاريخية وأثرية مختلفة عن تلك التي ألفوها وعرفوها من حيث البيئة والحياة المعيشية اليومية.
خاصة في فصل الشتاء، حيث يقصد السياح المحليين والأجانب المناطق ذات الجذب السياحي هروباً من الضوضاء والتمتع بأشعة الشمس الدافئة والمناظر الطبيعية الخلابة.
أفاد بذلك مدير سياحة محافظة المثنى، أحمد حرب شكبان، ويضيف لوكالة شفق نيوز، أنه "تم إعداد خطة من قبل هيئة السياحة في محافظة المثنى بالتنسيق مع الدوائر ذات العلاقة في ديوان المحافظة للترويج وتنشيط السياحة الصحراوية في عمق البادية واستثمار الامكانيات الموجودة فيها من جمال الطبيعة والفعاليات الرياضية المختلفة".
ويوضح، أن "الخطة السياحية يمكن أن تشمل عدة نشاطات، منها التخييم والفعاليات الرياضية مثل سباق السيارات وركوب الدرجات النارية وركوب الخيول والجمال ومشاركة المجتمع المحلي بنمطه المعيشي لفترة ما، وإقامة حفلات شواء الطعام والتعرف على تقاليد المجتمع وعاداته".
ويشير إلى أن "المؤشرات الإيجابية التي تتميز بها المحافظة والتي يمكن تسليط الضوء عليها وأخذها بنظر الاعتبار قضية مهمة لغرض الترويج السياحي منها الآتي:
أولاً: موارد طبيعية مهمة (نهر الفرات والأهوار منها هور الصلبيات، البادية ذات المناخ الصحراوي المعتدل).
ثانياً: مختلف الامكانيات السياحية والثقافية والاثرية والتراثية في جميع أنحاء المحافظة التي تتميز بموقعها الاستراتيجي.
ثالثاً: تتميز المحافظة بالبعد التاريخي والحضاري والديني، وتتمتع بالأمن الجيد المستقر، وبسبب ذلك جعلها تستقطب العديد من السياح وفي المواقع السياحية وطلاب العلم وتشجيعهم للبحث في مجالات السياحة، مما يعزز تطويرها مستقبلاً كأحد أوجه السياحة العصرية التي تنسجم مع واقع السياحة في البلدان المتطورة".
الطريق إلى البادية
يمتد طريق البادية باتجاه وحدتين إداريتين في عمق الصحراء، بحسب معاون محافظ المثنى لشؤون الزراعة والموارد المائية، عبدالوهاب الياسري، مبيناً أن "هناك طريقاً يتجه باتجاه قضاء السلمان يبعد 150 كلم عن مدينة السماوة مركز المحافظة، وكذلك من قضاء السلمان إلى الحدود العراقية السعودية بمسافة 110 كلم، كما هناك طرقاً ميسمية باتجاه ناحية بصية التي تبعد 200 كلم عن السماوة مركز المحافظة".
ويضيف الياسري لوكالة شفق نيوز، أن "بادية المثنى تكتسي في مواسم الشتاء الماطرة ببساط أخضر إثر نبات الأعشاب والورود والأزهار فيها بمختلف الألوان، ما يعطيها منظراً طبيعياً خلاباً، وتكون في الربيع مكاناً يستقطب السائحين من داخل وخارج البلاد للتخييم خصوصاً الخليجيين لصيد الطيور المهاجرة".
ويتابع، كما أن "الأمطار تؤدي إلى توفر الزراعة والعلف الحيواني المجاني لمربي الثروة الحيوانية، وكذلك تؤدي إلى ظهور الكمأ، وهذا يشكل مورداً اقتصادياً للمحافظة وللعاملين في استخراج هذا المحصول، حيث يتم تصدير خلال شهري كانون الثاني وشباط 10 أطنان يومياً".
وعن الأسباب وراء عدم وجود فنادق في البادية، يقول إن "بادية المثنى مترامية الأطراف، ومن غير الممكن إنشاء فنادق تجارية واستثمارية فيها، لأن أصحاب رؤوس الأموال يبحثون عن الاستقرار الاقتصادي والربح".
ويبيّن، أن "تحوّل بادية المثنى إلى مقصد سياحي يرتبط بالأمطار التي لا تتكرر كل عام، وإنما الجفاف هو السائد، لذلك تكون البادية في باقي أوقات السنة عبارة عن أراضٍ جرداء خالية من السائحين".
ويزيد، أن "من يقصد البادية يرغب بالتخييم فيها للاستمتاع بالطبيعة وليس للإقامة في فندق، وما تستطيع الحكومة المحلية توفيره هو الأمان والطريق للوصول اليها، وهما متوفران".