اربعيني تحول لجزار تنظيم داعش بسبب "شائعة"
شفق نيوز/ اعترافات متناقضة وتفاصيل جديدة كشفها قائد سابق لكتيبة تضم مقاتلين من داعش، وسجين حالي في أحد سجون بغداد، وأدلى بها لصحيفة "ديلي بيست" الأمريكية، توضح حقيقة الحياة داخل صفوف التنظيم الذي التحق به قبل أربع سنوات.
وداخل جدران سجن سري في جنوب العاصمة العراقية بغداد، التقت الكاتبة والصحفية الأمريكية، كيمبرلي دوزير، بـ"أبـو طه"، أو مالك خميس حبيب، إرهابي داعش الذي لا يتذكر تاريخ ميلاده، فقال إنه يبلغ حوالي 45 أو 46 عاما، فهو يتذكر في أي عام ولد، لكنه لا يتذكر الشهر بالتحديد.
وبدأ أبو طه في سرد تفاصيل علاقته بالتنظيم الإرهابي في العراق، رغم إشارة سلطات السجن إنه رفض التحدث طوال الأيام الأربعة التي تلت اعتقاله في عملية مداهمة على منزله واعتقاله بعيدا عن زوجته وأطفاله الخمسة، قبل أن تعرض عليه أدلة التي دعت لمطالبة قاض عراقي بإصدار مذكرة لاعتقاله تشمل صور خاصة به وتسجيلات صوتية مأخوذة من هاتفه المحمول، يأمر فيها أتباعه بشن هجمات.
وقال إنه وقع في قبضة القوات العراقية جنوب بغداد، منذ أربعة شهور مضت، واعترف بأنه انضم لداعش بعدما أقنعه أحد الجيران بأن الشيعة يرتكبون مجازر في حق السنة بالعراق، رغم أنه لم يشهد أي واقعة تثبت تعرض أي سني للأذى على يد الشيعة، لكنها كانت، بحسب أقواله "مجرد شائعات".
وكشف مالك أن زوجته، التي زارته مرتين منذ اعتقاله، لم تكن تعلم بشأن انضمامه للتنظيم، وأوضح أن مهماه كانت تتضمن قياد كتيبة تضم 44 مقاتلا، يعدون العبوات الناسفة لوضعها في المناطق الزراعية على الطرق لاستهداف قوات الأمن، مشيرا ن بعض المدنيين أيضا سقطوا ضحايا لهذه التفجيرات.
وقال إنه نفسه، قتل ما يقرب من 40 أو 50 شخصا، بينما توجه له سلطات مكافحة الإرهاب العراقية اتهامات بقتل العشرات والعشرات، فيما أكد أنه لم يهتم بمعرفة تأثير أي تفجير ينفذه.
أسباب أبو طه للانضمام إلى داعش لم تكن كافية لتمنعه من الشعور بأنه دمر نفسه وأسرته، لكنه قال إن التنظيم يدفع لمقاتليه بسخاء، وهو ما قد يكون سبب لالتحاق الآخرين بالتنظيم، إلى جانب رغبة البعض الآخر في قتال القوات العراقية.
وفي رسالة أخيرة للأمريكيين، قال المقاتل السابق بالتنظيم إن "داعش" ليس صناعة عراقية، فهم متعطشون للدماء ويقتلون الأبرياء ويتبنون أساليب خاطئة، تلاها برسالة للعراقيين الذين يسعى التنظيم لتجنيدهم، قائلا: "لا تنضموا لهم لا تنخدعوا بكلماتهم، فهم سيدمرونكم ويدمرون أسركم".
