"متاهات القصب" تعلق على جدران باريس.. أعمال فنية تخلد أهوار العراق
شفق نيوز- ترجمة خاصة
سلطت صحيفة "ذا ناشيونال"، يوم الأثنين،
الأنظار على نية المصور العراقي أيمن العامري الذي افتتح معرضه الفوتوغرافي
"متحف خيالي على الأرض"، في باريس في يوليو/ تموز الماضي، للتعريف
بالمخاطر التي تواجه أهوار العراق والجفاف الذي يهدد التنوع البيولوجي وسبل العيش
والثقافة العريقة في هذه الأراضي الرطبة.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، أن
"الأهوار، التي تعد من أجمل عجائب الطبيعة في العراق ومهد التقاليد السومرية،
تحولت من رمز للجمال إلى مشهد يثير الحزن، بعد سنوات من التراجع في مناسيب المياه
وارتفاع درجات الحرارة".
ونقل عن العامري قوله إنه "إذا استمر الوضع على هذا
النحو فلن تكون الأهوار موجودة بعد عشرين عاماً، وسيضطر سكانها للنزوح نحو المدن
تاركين وراءهم ثقافة ضاربة في أعماق التاريخ".
وأشار التقرير إلى أن "العامري بدأ زياراته للأهوار عام
2015، متأثراً بما شاهده في الصور واللوحات العراقية القديمة، ليكتشف على أرض
الواقع مشاهد أكثر روعة، مثل متاهات القصب، الممرات المائية المتشعبة، والبحيرات
التي تعكس صفاء السماء"، لافتا إلى أن "العامري لمس من خلال تعامله مع
عرب الأهوار ارتباط حياتهم بحضارة سومر التي تعود إلى آلاف السنين، عبر البيوت
المصنوعة من القصب، وطرق الصيد، وتربية الجواميس".
وبيّن أن "السنوات الأخيرة حملت واقعاً مغايراً، إذ
أدت السدود المقامة في تركيا وإيران إلى خفض التدفق المائي، فيما فاقم الجفاف
وغياب السياسات الفاعلة الأزمة"، موضحا ان "صور العامري تجسد هذا
التدهور، بين قوارب جانحة وأرض متشققة ومساحات قاحلة، بعدما كانت المياه تغمرها".
وأضاف العامري: "الحياة في الأهوار جميلة بوجود الماء، لكنها
سريعة التلاشي مع استمرار الجفاف".
ولفت التقرير إلى أن "المعرض الذي أقامه العامري في
المدينة الدولية للفنون في باريس لم يكتفِ بعرض الصور على الجدران، بل وزع أكثر من
ألف صورة على أرضية القاعات بترتيب يحاكي مجاري الأهوار، في محاولة لجعل الزوار
يبحثون عن "كنوز" هذه المنطقة كما يُكتشف التاريخ المدفون تحت الأرض".
ونوه إلى أن "المعرض ساعد الجمهور الأوروبي على
التعرف إلى تاريخ الأهوار وثرائها، لا سيما مع موجة الحر الأخيرة التي عاشتها
باريس"، مؤكداً أن "العامري أراد أن يقدم صورة مختلفة عن الشرق الأوسط
والعراق".
ومن المقرر أن ينتقل المعرض إلى بغداد وأربيل في ديسمبر/ كانون الأول
المقبل، حيث يأمل العامري في إثارة وعي محلي أكبر بأهمية الأهوار، قائلاً إن
"علينا أن نناضل من أجل هذه الكنوز المهددة بالاندثار".