تقرير بريطاني: السليمانية أمام "فرصة تاريخية" لتطبيع علاقاتها مع تركيا

تقرير بريطاني: السليمانية أمام "فرصة تاريخية" لتطبيع علاقاتها مع تركيا
2025-09-06T09:00:13+00:00

شفق نيوز- ترجمة خاصة

حدد موقع "أمواج" البريطاني، العناصر المحتملة لإمكانية تحقيق التقارب بين تركيا وبين حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، وعوامل عرقلتها ايضاً، خصوصاً عقب تسليم سلاح حزب العمال الكوردستاني والتي قد تجني أنقرة ثماره بتخفيف التوتر وايضا لتصفية حسابات قديمة في العراق.

وذكر التقرير البريطاني، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "التزام كوادر حزب العمال الكوردستاني في العراق وتركيا بالقاء السلاح يبدو أمراً مبشراً"، مبيناً أن "قوات سوريا الديمقراطية بقيادة مظلوم عبدي، ترفض نزع سلاحها، وينطبق الأمر نفسه على حزب الحياة الحرة الكوردستاني (بيجاك) وهو بمثابة الفرع الإيراني لحزب العمال الكوردستاني".

واعتبر أن "ذلك من شأنه عرقلة كل هذا جهود تركيا الهادفة الى تحسين علاقاتها مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، والتي لطالما اتسمت بالجمود بسبب ما تقول أنقرة إنه ارتباط هذا الحزب بحزب العمال الكوردستاني و بقوات سوريا الديمقراطية".

وأضاف أن "ما يعزز حدة الخلاف ويشكل مصدر قلق لأنقرة ايضا، هو تعثر مفاوضات قوات سوريا الديمقراطية مع السلطة السورية في دمشق والتي تدعمها تركيا حول الاندماج في صفوف القوات الموالية للحكم في دمشق، في حين أن الاتحاد الوطني الكوردستاني يعلن عن دعمه العلني لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الكورد".

وإلى جانب هذه العناصر، أوضح التقرير، أن "علاقات الاتحاد الوطني الكوردستاني المفترضة مع إيران، تمثل تحديا امام أنقرة في سعيها لاعتماد الحزب شريكاً في عملية السلام مع حزب العمال الكوردستاني، إلا أن أي تقارب بين تركيا والاتحاد الوطني الكوردستاني قد يجلب المكاسب لكلا الطرفين".

كما تحدث عن "العلاقات المعقدة، والمتباينة" في أحيان عديدة التي نشأت بين الزعيمين الكورديين مسعود بارزاني، وجلال طالباني، وبين تركيا والتي عكست الخلافات والصراعات السياسية الكوردية في العراق وفي تركيا، مؤكداً أنه عندما توفي طالباني، في العام 2017، فإن المراقبين رثوا هذه الخسارة بسبب قيادته الفريدة ومكانته الدبلوماسية في حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني.

وتابع التقرير، قائلاً إن "صراعاً على السلطة نشب لاحقاً بين نجل طالباني، بافل، وأبن أخيه لاهور شيخ جنكي، وتسبب في تراجع الحزب، ثم جرت الإطاحة بلاهور شيخ جنكي من الحزب في العام 2021".

ولفت إلى أن "تركيا استأنفت رحلاتها الجوية من وإلى أربيل في العام التالي للاستفتاء على الاستقلال في 2017، وأن أنقرة أبقت الحظر الجوي على رحلات السليمانية بسبب دعم حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، المفترض لحزب العمال الكوردستاني".

وأضاف التقرير أن "نائب رئيس وزراء اقليم كوردستان قوباد طالباني، شقيق زعيم الاتحاد الوطني الكوردستاني، لوح في أكتوبر/تشرين الأول 2018، بغصن الزيتون لأنقرة من خلال اغلاق المكتب السياسي لحزب العمال الكوردستاني في السليمانية، ما أدى إلى استئناف الرحلات الجوية في يناير/كانون الثاني 2019، إلا أن العلاقات توترت لاحقاً مع استياء زعماء الاتحاد الوطني الوكردستاني، من الغارات الجوية التركية على مناطق سيطرة الحزب، بعيدا عن الحدود، بينما اعادت انقرة فرض مقاطعتها الجوية لمطار السليمانية في نيسان/أبريل 2023، بسبب اتهامها للحزب بالارتباط بحزب العمال الكوردستاني وقوات سوريا الديمقراطية وهو حظر يجري تمديدها منذ ذلك الوقت".

ومع ذلك، أشار موقع امواج، إلى أن "عملية نزع سلاح حزب العمال الكوردستاني، قد توفر مساراً لتسوية الخلافات العالقة بين تركيا والاتحاد الوطني الكوردستاني"، معتبراً أن "بافل وقوباد طالباني، عززا جهودهما لتطبيع العلاقات مع انقرة خلال الشهور الماضية، خصوصا من خلال اعلانهما الاستعداد للمساعدة في تيسير عملية السلام بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا".

وبحسب التقرير فإن مشاركة عضو الاتحاد الوطني الكوردستاني، النائب كاروان يارويس، ضمن وفد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، إلى أنقرة في مايو/ايار يمكن اعتبارها بمثابة جزء من جهود تطبيع".

ونقل التقرير عن مصدر سياسي تركي مطلع، قوله إن يارويس، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن رغبة الاخوين طالباني في معالجة الأمور، واملهما المفترض بان يتم استئناف الرحلات الجوية.

ورأى أن هذه المبادرات قد حققت بعض النجاحات الملموسة، مشيراً إلى أن أنقرة سهلت في يوليو/تموز، إقامة مراسم حظيت بتغطية إعلامية واسعة في السليمانية لفصيل من حزب العمال الكوردستاني المتمركز في العراق لالقاء سلاحه رمزياً، بينما سمحت "لقناة 8" المملوكة لطالباني بتصوير المراسم.

في حين أشاد زعيم الاتحاد الوطني الكوردستاني بقرار إقامة المراسم في معقل حزبه، واصفاً ذلك بأنه "خطوة تاريخية" يأمل أن تشكل "مرحلة جديدة في تطبيع" العلاقات الاقليمية".

ومع ذلك، واستطرد التقرير، بالقول إن الطريق إلى الأمام ما يزال حافلاً بالمخاطر، موضحاً أن الاقتراب المفترض لطالباني من قوات سوريا الديمقراطية، سيظل بشكل مرجح، مصدر قلق كبير لأنقرة، وهي مخاوف لن تتبدد بين ليلة وضحاها.

وفي الوقت نفسه، ألمح إلى وجود أبعاد محلية وجيوسياسية اخرى سواء بالنسبة لتركيا أو الاتحاد الوطني الكوردستاني، مضيفاً أن تراجع نفوذ إيران في المنطقة، قد يمثل اشارة واضحة للاتحاد الوطني الكوردستاني الذي طالما تم الافتراض أنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع طهران، من اجل تنويع علاقاته بشكل أكبر.

وبحسب التقرير، فإن على تركيا أن تخفف اي توقعات بإمكانية حدوث تحول جذري في سياسة الاتحاد الوطني الكوردستاني، سواء فيما يتعلق بإيران او قوات سوريا الديمقراطية، حيث أنه ليس لدى أنقرة أي نفوذ حقيقي على الحزب سوى استمرارها في تمديد قيود الطيران.

لكنه نوه أيضاً إلى أن رفض التعاون في القضايا المهمة المشتركة قد يتسبب بنتائج عكسية، تتمثل في دفع الاتحاد الوطني الكوردستاني نحو إيران والجماعات المتحالفة معها في العراق، مبيناً أن بمقدور أنقرة أن تعرض تسهيل توثيق علاقات الاتحاد الوطني الكوردستاني، مع واشنطن، وربما يكون هدف طالباني، بالنظر إلى أن زيارته الدبلوماسية الأخيرة إلى الولايات المتحدة في العام الماضي قد جرى اختصارها وسط أزمات في الإقليم.

وخلص التقرير، حديثه بالقول إن "الباب قد يفتح أمام فرص جديدة للاتحاد الوطني الكوردستاني، خصوصا في ظل ديناميكيات اقليمية متزايدة التعقيد والتقلب"، لافتاً إلى أن قيام علاقات ودية مع أنقرة، خصوصاً في ظل سعي الجماعات المسلحة الموالية لحزب العمال الكوردستاني في تركيا والعراق، للانتقال إلى مرحلة "السياسة والقانون"، قد يساعد الاتحاد الوطني الكوردستاني على تعزيز مكانته في تسارع إعادة صياغة المشهد السياسي الكوردي في المنطقة.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon