من القامشلي.. سياسي تركي يؤكد أهمية الحوار الكوردي – الكوردي ويشيد بدور بارزاني
اوصمان بايدمر (على اليسار) وسليمان أوسو
شفق نيوز- دمشق
شدد البرلماني السابق في تركيا والرئيس الأسبق لبلدية (دياربكر)، اوصمان بايدمر، على ضرورة تجاوز الخلافات بين الأطراف الكوردستانية، وبينما أكد أن القبول المتبادل أساس الانطلاق نحو البناء والوحدة، أشار إلى أن مشروع السلام في تركيا مهّد لتوافق أوسع بين الكورد وإجماعهم على دعم هذه المبادرة الجديدة.
جاء ذلك خلال زيارة بايدمر، أمس الخميس، مقر المجلس الوطني الكوردي في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، حيث كان في استقباله وفد من رئاسة المجلس.
وقال عضو الهيئة الرئاسية في المجلس، سليمان أوسو الذي ترأس الاجتماع مع بايدمر، لوكالة شفق نيوز، يوم الجمعة، إن بايدمر أعرب في بداية اللقاء عن سعادته بزيارة روج آفا ولقائه مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية فيها، مهنئاً رئاسة المجلس والشعب الكوردي بنجاح كونفرانس وحدة الصف والموقف الكوردي الذي عقد في 26 نيسان/ أبريل 2025.
وأكد بايدمر على ضرورة تجاوز الخلافات بين الأطراف الكوردستانية، لأن "الحقيقة المطلقة لا يملكها أي طرف، وكل جهة تمتلك جزءاً منها، والقبول المتبادل أساس الانطلاق نحو البناء والوحدة".
وأشار بايدمر إلى محورية دور الحزب الديمقراطي الكوردستاني برئاسة مسعود بارزاني في خدمة القضية الكوردية عبر التاريخ، معتبراً في الوقت ذاته أن "حزب العمال الكوردستاني وأوجلان، وكذلك الاتحاد الوطني الكوردستاني، حقائق واقعية لا يمكن تجاهلها"، داعياً إلى قبول جميع الأطراف كخطوة نحو توحيد الصف.
وأضاف أن "الشعب الكوردي موحد في مشاعره وأهدافه، والمشكلة تكمن في القوى السياسية"، مشدداً على أن على الأطراف في غرب كوردستان حلّ خلافاتها داخلياً واتخاذ قرارات تخدم مصالح شعبها دون انتظار تدخل من الأجزاء الأخرى.
وفي حديثه عن مشروع السلام في تركيا، أوضح بايدمر أن التحول نحو الحل السلمي جاء بعد انسداد أفق الكفاح المسلح، مذكّراً بمبادرتي السلام عامي 2005 و2013 وأسباب تعثرهما، قبل أن تنطلق المبادرة الجديدة في شباط/فبراير 2025، التي "خلقت أجواء إيجابية في الشارع التركي ومهّدت لتوافق أوسع بين الكورد واجماعهم على دعم عملية السلام الجديدة".
وأشار إلى أن هذه الأجواء انعكست إيجاباً على أوضاع الكورد في سوريا، حيث شهدت المناطق الكوردية هدوءاً نسبياً وتراجعاً في الهجمات التركية.
كما دعا الوفد الكوردي المشترك إلى بدء مفاوضات مباشرة مع السلطات المؤقتة في دمشق حول حقوق الشعب الكوردي، مؤكداً أن "أي اتفاق في سوريا ستكون له آثار إيجابية على الأجزاء الكوردستانية الأخرى".
ورحب عضو الهيئة الرئاسية وسكرتير حزب يكيتي الكوردي بزيارة بايدمر، ووصفها بـ"الزيارة المهمة لشخصية كوردستانية تحظى باحترام واسع"، مثمناً مواقفه الوطنية الداعمة لحقوق الشعب الكوردي في تركيا وسوريا.
وأكد أوسو أن المجلس يعمل بجد على تطبيق مخرجات كونفرانس 26 نيسان/ أبريل 2025 في القامشلي وفتح قنوات للحوار مع الرئاسة السورية من أجل التفاوض حول الحقوق الكوردية، معرباً عن دعم للمجلس الوطني الكوردي لعملية السلام الجارية في تركيا كخطوة نحو حلّ شامل وسلمي للقضية الكوردية في المنطقة.
وتأتي هذه الزيارة بعد بحث السياسي الكوردي وعضو البرلمان التركي الأسبق، اوصمان بايدمر، أمس الخميس، مع مسؤولي الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، آخر المستجدات في سوريا والتطورات في المنطقة.
واستقبلت الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي، أفين سويد وحسين عثمان، السياسي الكوردي وعضو حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا في مقر المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية بمدينة الرقة، وخلال اللقاء، ناقش الجانبان التطورات الراهنة في سوريا والمنطقة عموماً، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول تجربة الإدارة الذاتية ودورها في ترسيخ مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية بين مختلف المكونات"، وفق ما نقله موقع الإدارة الذاتية.
كما تناولت المباحثات، "سبل تعزيز النضال الوطني والديمقراطي لمواجهة التحديات الحالية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والمكتسبات التي تحققت في المنطقة، إضافة إلى التأكيد على الدور المحوري للمرأة في المجالات السياسية والاجتماعية، وضرورة تعزيز ثقافة السلام والعيش المشترك".
واختُتمت الزيارة، بحسب مراسل وكالة شفق نيوز في سوريا، بـ"التشديد على أهمية توحيد الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية بين جميع المكونات، بما يحقق تطلعات الشعوب نحو الحرية والديمقراطية وبناء مستقبل قائم على العدالة والمساواة وصون الكرامة الإنسانية".