دون ملابس شتوية.. نازحو شمال غزة يبيتون في العراء (صور)
شفق نيوز- غزة
يواصل آلاف النازحين من شمال قطاع غزة،
معاناتهم في ظل غياب أماكن مناسبة تأويهم، حيث اضطر الكثير منهم إلى نصب الخيام
على أرصفة الشوارع أو قرب مكبات النفايات ومجاري الصرف الصحي، بينما ما زال آخرون
يفتقدون حتى لمكان يقيهم برد الليل ويبيتون في العراء أو الساحات العامة.
ويزداد المشهد الإنساني قتامة مع اقتراب فصل
الشتاء، حيث تفتقر أماكن النزوح لأبسط مقومات الحياة من غذاء وملابس وأغطية، إلى
جانب التكدّس وغياب الخدمات الصحية والبيئية، ما ينذر بكارثة إنسانية.
وتروي أم محمد (نازحة)، مأساتها لمراسل وكالة
شفق نيوز، قائلة: "نزحنا أربع مرات منذ خمسة أشهر حتى الآن، وواجهنا مشكلة
عدم وجود أماكن مناسبة لنصب الخيام، ما اضطرنا لنصبها على الأرصفة والشوارع".
وتضيف، أن "المعاناة كبيرة حيث لا تتوفر
أبسط مقومات الحياة، لا الأطعمة ولا الألبسة ولا الأغراض".
واضطر الكثير من النازحين إلى ترك منازلهم التي
دمّرها القصف والسير جنوباً، حيث لم يمهلهم الاحتلال الإسرائيلي الوقت لحمل ما
يمكنهم في رحلة النزوح.
ويقول محمد سعد الذي نزح هو الآخر من شمال غزة،
في حديثه للوكالة، إن "القصف أجبرنا على النزوح من شمال القطاع إلى الوسط،
لكني وجدت نفسي أمام مأساة جديدة".
ويضيف: "خرجنا من شمال قطاع غزة إلى الوسط
بسبب القصف والدمار الكبير، ونعاني كثيراً بسبب عدم توفر الاحتياجات حيث لم نحضر
معنا سوى الملابس الصيفية، ومع اشتداد البرد ستزيد معاناتنا أكثر بكثير، والآن نحن
نفترش الشوارع والأرصفة في دير البلح ونعاني الأمرين".
كما لم يكن النزوح سهلاً بالنسبة للكثير من
سكّان شمال القطاع، وهو ما حمّلهم أعباء أكبر أثناء نزوحهم إلى المناطق الوسطى
للقطاع.
ويبين عبد النبي دواس، الذي نزح مع عائلته، أن
"رحلة النزوح لم تكن سهلة، حيث خرجنا من شمال قطاع غزة بسبب القصف الشديد
جداً، والوصول إلى وسط القطاع لم يكن سهلاً بسبب غلاء أسعار المواصلات".
ويضيف أن "الأوضاع التي نعيشها سببت
أمراضاً جلدية لدى أطفالنا وقد تعبنا كثيراً من جميع النواحي الاقتصادية
والإنسانية والمعنوية، في الأماكن التي ننصب فيها الخيام يوجد الكثير من القمامة،
وطالبنا أكثر من مرة برفعها ولم يتم رفعها حتى الآن، علماً أن الدود والحشرات بدأت
تخرج منها ناهيك عن الروائح الكريهة".
ويبقى نازحو شمال غزة عالقين بين قصف دمّر
منازلهم ونزوح لم يجدوا فيه سوى الأرصفة والشوارع مأوى لهم، وسط صمت دولي يضاعف من
حجم المأساة الإنسانية.
وكان الجيش الإسرائيلي، أغلق أمس الأربعاء،
شارع الرشيد، وهو آخر ممر متاح لسكان جنوب غزة للوصول إلى الشمال.
ويأتي هذا في الوقت الذي يواصل فيه الجيش
الإسرائيلي هجومه على مدينة غزة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، الثلاثاء الماضي، أن الجيش سيبقى في معظم أنحاء غزة، بعدما أعطى موافقته
على خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.