خاص.. اليمن: تحذيرات من خطورة هجمات حضر موت على التجارة العالمية
شفق نيوز- صنعاء
أدت هجمات مجاميع قبلية مسلحة على مواقع استراتيجية وشركات وحقول نفطية في حضرموت باليمن، إلى أزمات عدة محلية ودولية، إذ أظلمت مدن يمنية كاملة بسبب نقص النفط، وبات الممر التجاري المائي في البحر الأحمر مهددا مرة أخرى من قبل المجموعات المسلحة.
وشن مسلحون هجمات واسعة في حضرموت، وسيطروا على مواقع استراتيجية وحقول نفط، وتمكن من قطع طرق رئيسية، وأعلن تحديه للقوات الحكومية في بيان رسمي.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" معلومات عن مصادر استخباراتية، قيام بعض الفصائل المشاركة في الهجمات بالتنسيق السري مع عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، في محاولة لاستغلال التوترات القبلية وضرب "قوات النخبة الحضرمية" التي نجحت في طرد التنظيم الإرهابي من اليمن.
تحذيرات رسمية
وفي أعقاب الهجوم، حذّر نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء الركن فرج سالمين البحسني، من خطورة العمليات المسلحة الأخيرة وانتشار التشكيلات العسكرية في حضرموت بعيدا عن سيطرة القانون والدولة.
وقال البحسني لوكالة شفق نيوز إن "التمرد المسلح في حضرموت يهدد بانهيار مؤسسات الدولة وسفك المزيد من الدماء"، مؤكدا أن التصعيد الأخير مُدان ومرفوض ويعد "عملا تخريبيا وانقلابيا"، يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين في اليمن.
وأُظلمت مدن كاملة في اليمن بسبب سيطرة المسلحين القبليين على منشآت شركة بترومسيلة التي تمد محطات الكهرباء بالنفط اللازم للتشغيل، ما تسبب في حالة "شلل خدمي في حضرموت" بحسب البحسني الذي دعا قبائل وأعيان حضرموت إلى "تحكيم العقل ولم الشمل والالتفاف حول قوات النخبة الحضرمية التي تمثل صمام الأمان والاستقرار والتنمية" وطالب بمحاسبة من يقف وراء الهجمات على المنشآت النفطية والحيوية في البلاد.
وتعمل قوات النخبة الحضرمية على مواجهة الهجمات المسلحة في حضرموت، ليؤكد البحسني أن وجودها كان ضروريا لمكافحة الإرهاب، وأضاف: "كان لابد من التعامل مع البؤر الإرهابية ومعالجة الوضع".
وحذر من أن استمرار الهجمات المسلحة من التشكيلات العسكرية الخارجة عن القانون في حضرموت "ستؤدي إلى سفك دماء أبناء الوطن وستقود إلى خراب مؤسسات الدولة، لأن مثل هذه الأعمال تعيد حضرموت مئات السنين إلى الوراء".
تهديد عالمي
ويرى مراقبون وخبراء أن الهجمات المسلحة في حضرموت والتصعيد المستمر في اليمن ضد القانون، تتجاوز خطورته حدود البلاد الداخلية، وتهدد التجارة العالمية، بسبب وجود اليمن على الساحل المطل على أحد أهم شرايين الملاحة والطاقة في العالم بالبحر الأحمر، إذ تصدر المحافظة إنتاجها النفطي من خلال خطوط الملاحة المؤدية إلى باب المندب وقناة السويس.
ويؤدي أي تعطيل للعمليات في هذه المنطقة إلى انعكاس واضح وسريع على تدفقات الطاقة العالمية، في وقت تعاني فيه الأسواق من توترات جيوسياسية متصاعدة، إذ تؤكد تقديرات غير رسمية أن الممر الملاحي الممتد من بحر العرب مرورا بخليج عدن وباب المندب وصولًا إلى قناة السويس، يشهد عبور كميات كبيرة من النفط والغاز الموجهة إلى أوروبا وآسيا، ما يجعل أي اضطراب أمني فيه عامل ضغط مباشر على أسعار التأمين البحري وكلفة الشحن وسلاسل الإمداد.
وكان اليمن قد دعا في تشرين الأول أكتوبر الماضي إلى دعم دولي لمساعدة القوات اليمنية على تأمين الممر التجاري العالمي في البحر الأحمر، وحمايته من الهجمات المسلحة على أراضيه، وقال نائب وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني، مصطفى نعمان إن بلاده تسعى إلى التعاون الإقليمي والدولي في هذا الشأن.
وأشار نعمان إلى أن المبادرات الإقليمية الرامية إلى تعزيز أمن الملاحة وحماية التجارة العالمية ومكافحة القرصنة والتهريب والسطو المسلح في البحر الأحمر والقرن الأفريقي في غاية الأهمية بالنسبة لبلاده، مؤكدا أن "أمن السواحل والممرات المائية في المنطقة مسؤولية إقليمية ودولية مشتركة تمس أمن واستقرار المنطقة وحركة التجارة العالمية".
وكان السفير اليمني لدى بريطانيا والمندوب الدائم لدى المنظمة البحرية الدولية، ياسين سعيد نعمان، قد تحدث في كلمة خلال الدورة الـ34 للجمعية العمومية للمنظمة المنعقدة في لندن، وحذر بشكل مباشر من المخاطر التي تهدد الملاحة العالمية بسبب الوضع غير المستقر في اليمن وسيطرة الميليشيات والحوثيين على مواقع استراتيجية وحيوية مُطلة على الشريان التجاري العالمي.
وقال نعمان: "منذ سيطرة الحوثيين على أجزاء من اليمن بفضل الدعم الإيراني، تحول البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب إلى مناطق عمليات عسكرية مفتوحة تنفيذا للخطة الإيرانية لمد النفوذ في الممرات الدولية".