تعذيب واتهامات وحكم إعدام يشعل أزمة سورية - عراقية حول شاب حمصي

تعذيب واتهامات وحكم إعدام يشعل أزمة سورية - عراقية حول شاب حمصي الشاب السوري مع قرار الإعدام
2025-10-28T15:41:44+00:00

شفق نيوز- دمشق/ بغداد

نفت عائلة الشاب السوري "محمد سليمان أحمد حسن" المعتقل في العراق والذي حكم عليه بالإعدام، الاتهامات الموجه إليه وأسباب اعتقاله وفق ما جاء في بيان مجلس القضاء الأعلى العراقي، يوم الثلاثاء، وبينما أكدت أن "كافة الاتهامات عارية عن الصحة"، وأنه "اعترف تحت التعذيب"، طالبت نقابة المحامين السورية بإيقاف تنفيذ الحكم وإعادة النظر في القضية ضمن محاكمة تتوافق مع الضمانات الدولية للمحاكمات العادلة.

وأوضح أخوه فؤاد، أن محمد المعتقل البالغ من العمر 22 سنة والمنحدر من مدينة حمص السورية، ذهب إلى العراق قبل 3 سنوات تقريباً وكان يعمل في مصنع لرقائق البطاطس، مشيراً إلى أن وشاية قد تكون وراء إلقاء القبض عليه في شهر كانون الثاني/ يناير الفائت، إذ تم اعتقاله من مكان عمله.

وكشف لـ"العربية/الحدث.نت"، أنه سجن مع أخيه في النجف لمدة 6 أشهر بعد أن تم استدعاؤه لتحقيق سريع حسبما قيل له حينها، لكن بقي معتقلاً 6 أشهر مع أخيه وشباب سوريين آخرين بأفرع عدة من (الأمن الوطني، إلى مكافحة الإرهاب، وفرع المخابرات وغيرها)، إلى أن تم إطلاق سراحه ثم ترحيله فوراً ليبقى محمد معتقلاً.

في غضون ذلك، أشار إلى أنه علم من شقيقه "ما تعرّض له من تعذيب كبير، حيث انتُزعت منه اعترافات بالقوة بعد تحقيقات امتدت 3 ليال متتالية، تعرض خلالها لصعق بالكهرباء"، وفق تعبيره.

وأوضح فؤاد أنه قابل شقيقه في السجن بعد 8 أيام من اعتقاله وشاهد آثار التعذيب وسمع الرواية، إلى أن أطلق سراحه بحكم براءة من القاضي نفسه الذي فصل في قضية أخيه، حيث لم يثبت عليه أي شيء، بحسب تعبيره.

كذلك أشار إلى أن "المحققين فتشوا هاتف محمد المحمول أثناء التحقيق، فوجدوا صورة للرئيس السوري أحمد الشرع وفيديوهات منشورة على حسابه في (فيسبوك) تظهر حادثة قديمة لاعتقال الجيش الحر عناصر من (حركة النجباء العراقية) في حلب". وأكد أنه علم من أخيه أنه اضطر لتوقيع 3 إقرارات "لا يعلم ما بداخلها بسبب التعذيب".

إلى ذلك، شدد الأخ على أن العائلة مصعوقة من حكم الإعدام الذي صدر بحق ابنها، وأنها تعيش اليوم صدمة كبيرة، موضحاً أنها حاولت مراراً التواصل مع قاضي التحقيق لكن دون جدوى.

أما تعليقاً على بيان المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في العراق حول أسباب الاعتقال، فشدد فؤاد على أن "كافة الاتهامات عارية عن الصحة".

وأضاف أن صفحة أخيه على فيسبوك معروفة وبإمكان الجميع تفقّدها، مشدداً على أنها "لا تحوي أية منشورات حول داعش أو أية تنظيمات إرهابية أخرى، بل فقط منشورات مؤيدة للرئيس السوري أحمد الشرع".

كما لفت إلى أن أخيه "وقّع على 3 إقرارات تحت التعذيب مع التهديد بأنه في حال غيّر أقواله عند قاضي التحقيق فسيُعاد إلى الاعتقال والتعذيب ثانية".

ومن جهتها، أعلنت نقابة المحامين السورية عن تشكيل فريق قانوني مختص لمتابعة قضية الشاب السوري محمد سليمان أحمد حسن، داعية السلطات القضائية العراقية إلى إيقاف تنفيذ الحكم وإعادة النظر في القضية ضمن محاكمة تتوافق مع الضمانات الدولية للمحاكمات العادلة.

وأكدت النقابة، في بيان موسّع، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز أن الحكم الصادر أثار "قلقاً بالغاً" داخل الأوساط الحقوقية والقانونية، مشيرة إلى أن عدداً من معايير المحاكمة العادلة قد لا تكون قد استوفيت، ما يستوجب التوقف عن تنفيذ العقوبة واتخاذ تدابير تصحيحية عاجلة.

ودعت النقابة إلى إعادة المحاكمة في إطار قانوني يكفل حقوق الدفاع والعلنية والافتراض الدستوري ببراءة المتهم إلى حين ثبوت الإدانة، مع إعمال قواعد القانون الدولي الإنساني، وخاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

وطالب البيان بتدخل المنظمات الدولية ذات الصلة، بما فيها الأمم المتحدة والهيئات الحقوقية، للضغط على الحكومة العراقية لوقف تنفيذ الحكم، والتحقق من مسار الإجراءات المتخذة بما يتوافق مع الالتزامات والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها بغداد.

وشددت النقابة على ضرورة صون الحق في الحياة، وامتناع السلطات عن تنفيذ عقوبة لا رجعة فيها، ولا سيما في الحالات التي تتعلق بسلامة الإجراءات القضائية وحسن تطبيق معايير العدالة الجنائية.

وكان مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية، محمد الأحمد، أكد أن الوزارة تتابع القضية مع الجانب العراقي.

وأوضح في تغريدة على حسابه في إكس، بوقت سابق من اليوم، أنه منذ نشر هذا الخبر، "تتم متابعة القضية مع الحكومة العراقية عبر القنوات الرسمية لحين التحقق من صحة الوثيقة المنشورة ومتابعتها أصولاً".

في المقابل، أعلن المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى في العراق، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، توضيحاً حول الأنباء المتداولة بشأن صدور حكم بالإعدام بحق شاب سوري لكونه نشره مقطع فيديو بتمجيد الرئيس السوري الحالي واحتوائه على مواد تخص "الجيش الحر" في هاتفه، مبيناً أن ما ورد عار عن الصحة.

وأكد المركز في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "الحكم صدر بعد ثبوت اعتراف المتهم بتمجيد زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي، والتحريض على قتل عناصر من الجيش العراقي والحشد الشعبي عبر منشورات وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي"، مشيراً إلى أن "الشاب قام بحرق صورة الإمام علي بهدف إثارة الفتنة".

وختم البيان بالتأكيد على أن "الحكم غير نهائي وخاضع للتمييز التلقائي أمام محكمة التمييز الاتحادية".

يذكر أن فؤاد شقيق محمد كان أكد أن أخاه ليس وحيداً، موضحاً أن هناك شباباً سوريين آخرين معتقلين في العراق بتهم مشابهة تقريباً، موضحاً أنه أخبر أمن المطار في سوريا بتفاصيل ما جرى حين وصوله.

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon