انفجار إدلب.. حادث عرضي أم استهداف؟
شفق نيوز- دمشق
هزّ انفجار ضخم، يوم الخميس، منطقة معرة مصرين بريف
ادلب الشمالي، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 140 آخرين حسب بيانات وزارة الصحة السورية،
في حادثة تُعد السادسة من نوعها خلال أقل من 45 يوماً، وسط مخاوف الأهالي من استمرار
هذه الهجمات الغامضة التي تطال المناطق الممتدة بين كفريا والفوعة بريف إدلب، وصولاً
إلى مناطق بينون بريف حلب الشمالي.
وأكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري، رائد
الصالح، في تصريح مقتضب: "نتابع الانفجار المجهول الذي وقع اليوم في بلدة معرة
مصرين بريف إدلب الشمالي".
وأضاف أن "استمرار الانفجارات المتكررة في
المنطقة يعيق عمليات الاستجابة"، مشيرا إلى أن "تكرار هذه الحوادث يعقّد
من مهام فرق الإنقاذ والإخلاء، في ظل ضعف الإمكانيات وغياب إجراءات أمان كافية للحد
من تكرار مثل هذه التفجيرات".
وحصلت وكالة شفق نيوز، على وثيقة داخلية للأمم المتحدة
في سوريا، وجاء فيها: "العديد من سكان المخيمات أصيبوا بجروح بسبب الانفجار، وأغلقت
السلطات المحلية الطريق بين إدلب ومعرة مصرين بسبب وجود شظايا وألغام أرضية منتشرة
من موقع الانفجار".
وفيها أيضا "على النقيض من ذلك، لا يزال الطريق
السريع إدلب - باب الهوى يعمل".
وأشارت في تقريرها إلى أن "هذا الانفجار وقع
على مقربة من المواقع المتضررة من حوادث مماثلة في وقت سابق من هذا الشهر، مما يقوض
فرضية التفجير العرضي".
هل هناك دور للطيران؟
وأكّد شهود عيان لوكالة شفق نيوز، أن "طيرانًا
مجهول الهوية كان يحلّق فوق المنطقة لحظة وقوع الانفجار، ما أثار تكهنات حول أسبابها،
بين فرضيات سوء التخزين أو الإهمال وبين احتمالات أن يكون الاستهداف الخارجي".
ووسط تضارب المعلومات حول ما إذا كان هناك قصف مباشر
قد تسبب بالحادثة، لم تصدر أي جهة رسمية أو عسكرية حتى الآن بيانًا يؤكد أو ينفي تلك
الفرضية.
رسائل نفوذ أو تصفية حسابات؟
ويشير بعض المراقبين إلى أن استهداف مخازن الذخيرة
غالباً يحمل دلالة سياسية – قد يكون جزءاً من رسائل تهديد أو تحريك لصراع في المنطقة،
أو ضغط على جهة معينة داخل المنطقة.
ويرى مراقبون أن، استمرار مثل هذه الحوادث قد يعرقل
مساعي الحكومة الانتقالية في إرساء الاستقرار وطمأنة الشارع السوري، الذي يعوّل على
المرحلة الجديدة لإنهاء إرث الحرب وتداعياتها الأمنية.
في المقابل، يؤكد ناشطون أن الحل يبدأ بتفكيك مستودعات
الأسلحة الثقيلة الواقعة بالقرب من المناطق السكنية وإخضاعها لإشراف مباشر من وزارة
الدفاع السورية.
وبهذا الخصوص، أكد المحلل الأمني أحمد زكريا،
لوكالة شفق نيوز، أن "الانفجار ربما يحمل بصمات تنظيم داعش، فهو يستفيد من هذه
الحوادث لتحركاته في المنطقة".
ويتابع: "كما ان إسرائيل، ربما تكون طرفًا
مستفيدًا من ضرب أي بنية تسليحية أو عسكرية في المنطقة".