الحكومة العراقية: سنوقف حرق الغاز في 2029 ولدينا نقص بالكهرباء بسبب إيران
شفق نيوز - البصرة
أكد وزير النفط حيان عبد الغني السواد، يوم الخميس، أن الوزارة ماضية في إيقاف حرق الغاز المصاحب بشكل نهائي في العراق مع حلول العام 2029، في حين ذكر رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أن البلاد لديها 4000 ميغاواط نقص في الطاقة بسبب عدم تجهيز إيران بالكميات المطلوبة والمتفق عليها بين بغداد وطهران جراء العقوبات الامريكية.
جاء ذلك خلال افتتاح، المحطة المركزية لمعالجة الغاز (CPF GAS) في حقل الفيحاء النفطي بمحافظة البصرة، بطاقة 130 مليون قدم مكعب قياسي يومياً.
وقال السواد في كلمة له عبر (دائرة تلفزيونية)، "إننا اليوم أنجزنا صرحا انتاجيا كبيرا في مجال استثمار الغاز وهو الخط الإنتاجي الثاني لمعمل البصرة لتسييل الغاز الطبيعي (BNGL)، مبينا أن هذا الإنجاز سيضيف طاقة انتاجية تقدر بـ ( 200 ) مقمق باليوم الى الانتاج الوطني من الغاز المصاحب المستثمر .
واشار الى ان هذا الانجاز سيدعم الطاقات المجهزة من الغاز لرفد محطات توليد الطاقة الكهربائية ، فضلا عن ذلك فإن استثمار هذه الكميات يرفع من نسب ايقاف حرق الغاز المصاحب لعمليات انتاج النفط ، وصولا الى ايقاف حرقه خلال السنوات القليلة القادمة.
واضاف الوزير ان نسب إنجاز استثمار الغاز ارتفعت منذ تسلم الحكومة من 53 % الى ما يقارب 70% وهذه النسب قللت من انبعاثات الغاز وحققت التزامات العراق تجاه مؤتمر المناخ في باريس ، بالاضافة الى ان زيادة معدلات الاستثمار وفرت الوقود لمحطات توليد الطاقة الكهربائية.
وتابع السواد أن الوزارة وكما تعهدت من قبلُ ستوقف عمليات حرق الغاز في الحقول النفطية كافة في منتصف او نهاية العام 2029، مردفا بالقول إن العراق يعتبر من البلدان المصدرة للغاز الطبيعي (BNGL) اضافة الى مكثفات الكثير من الصناعات النفطية الأخرى.
بدوره قال رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في كلمة له، إنه "كانت واحدة من أكثر المؤشرات السلبية على القطاع النفطي هو الحرق والهدر الكبير للغاز المصاحب مما تسبب بهدر بالثروة التي نحن بأحوج ما يكون لها".
وأردف بالقول إن العراق وصل الى اليوم إلى معدل إنتاج يبلغ حوالي 1000 مقمق مما يعني توليد طاقة بحدود 3500 ميغاواط، معتبرا اياه "منجزاً مهماً في استثمار الثروة المهدورة من الغاز".
وأضاف السوداني، أن العراق لديه نقص بالطاقة يصل الى نحو 4000 ميغاواط بسبب عدم تجهيزه بالغاز من الجارة إيران جراء العقوبات التي تتعرض لها من قبل الولايات المتحدة، وغيرها من الأسباب الأخرى.
وشدد رئيس مجلس الوزراء، على أنه "لا يمكن أن نبقى رهينة للغاز المستورد، و نحن امام غاز يحرق يومياً ونبحث عن بدائل للاستيراد، وهذه مفارقة حقيقية".
وأكد السوداني أن نقص الكهرباء وتوفيره أصبحا من المشاكل المزمنة والمؤذية للمواطن العراقي، مستطردا القول "أعلنا عن موعد وهو نهاية العام 2027 يجب أن ينتهي فيه حرق الغاز في العراق، ومعها سوف نصل الى معدل صفر بالمائة في حرق هذه المادة".
من جهته أوضح نائب المدير المفوض لشركة غاز البصرة، مرفأ كاظم الأسدي، في كلمة ألقاها خلال افتتاح المحطة، أن الخط الجديد سيسهم بإنتاج 1000 طن من غاز الطبخ يوميًا، و170 مليون قدم مكعب من الغاز الجاف المستخدم في تشغيل محطات توليد الكهرباء، مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا الدعم الحكومي والمساندة من الشركاء والموظفين.
وبيّن أن تدشين هذا الخط سيرفع الطاقة الكلية لمعامل تسييل الغاز في البصرة إلى 400 مليون قدم مكعب يوميًا، ما يمثل زيادة بنسبة 40% في القدرة التصنيعية للشركة، في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الانبعاثات الضارة.
ونوه الأسدي إلى أن شركة غاز البصرة ضاعفت إنتاجها منذ تأسيسها من 250 إلى أكثر من 1000 مليون قدم مكعب يوميًا، وتمكنت منذ عام 2016 من سد الحاجة المحلية لغاز الطبخ وتحويل العراق من بلد مستورد إلى بلد مصدر له، فضلًا عن مساهمتها في منع إطلاق أكثر من 200 مليون طن من غاز ثاني أوكسيد الكاربون في الأجواء.
