تقرير لمنظمة "أوابك" يكشف عن تطورات الغاز الطبيعي والهيدروجين عالمياً
شفق
نيوز/ ذكرت منظمة الدول العربية المصدرة للنفط "أوابك"، أن صادرات الغاز
الطبيعي المسال سجلت مستوى قياسياً خلال الربع الأول من العام الحالي بوصولها إلى
نحو 106.4 مليون طن، مشيرة إلى تراجعت الصادرات خلال الربع الثاني إلى 98.6 مليون
طن، بنسبة انخفاض 0.4% على أساس سنوي.
وقال
تقرير المنظمة إن الصادرات عاودت للارتفاع في الربع الثالث لتسجل 100.9 مليون طن
وبنسبة نمو على أساس سنوي 2.5%.
وعلى
مدار الأشهر التسعة الأولى من 2024 بلغ إجمالي صادرات الغاز الطبيعي المسال نحو
305.9 مليون طن، مقابل 300.3 مليون طن خلال نفس الفترة من العام الماضي، وبنسبة
نمو 1.9% على أساس سنوي.
وبحسب
تقرير "أوابك" تعد نسبة النمو هذه متواضعة نسبيا، بسبب محدودية نمو
الإمدادات في السوق العالمي لعدم دخول مشاريع جديدة على خريطة الإنتاج.
أميركا
وعلى
مستوى الدول المصدرة، حافظت الولايات المتحدة الأميركية على صدارتها كأكبر مصدر
للغاز الطبيعي المسال، لكن بفارق ضئيل عن أستراليا وقطر.
قطر
وفي
قطر، بلغ إجمالي الصادرات خلال الربع الثاني من العام الحالي نحو 19 مليون طن،
وبنسبة تراجع 2.5% على أساس سنوي، بينما سجلت خلال الربع الثالث نحو 20.3 مليون طن
وهي نفس المستويات المسجلة في الفترة المماثلة من 2023.
وعلى
مدار الأشهر التسعة الأولى من 2024، بلغت صادرات قطر من الغاز المسال نحو 60.1
مليون طن، مقابل نحو 60 مليون طن خلال الفترة المماثلة من 2023، لتحل بذلك في
المرتبة الثانية بعد أميركا.
أستراليا
وجاءت
أستراليا في المرتبة الثالثة، حيث صدرت خلال الشهور التسعة الأولى من 2024 نحو
59.3 مليون طن، وبنسبة نمو 1.2% على أساس سنوي.
روسيا
أما
روسيا فقد جاءت في المركز الرابع، حيث بلغت صادراته في الأشهر التسعة الأولى من
2024 نحو 24.7 مليون طن، وبنسبة نمو 10.2% على أساس سنوي.
الإمارات
وبحسب
تقرير منظمة "أوابك"، فقد بلغت صادرات الغاز الطبيعي في دولة الإمارات
خلال الربع الثاني من 2024 نحو 1.3 مليون طن، مقابل 1.4 مليون طن خلال الربع
المماثل من 2023، وبنسبة تراجع على أساس سنوي 4.1%، لكنها ارتفعت خلال الربع
الثالث إلى 1.5 مليون طن مسجلة نموا على أساس سنوي بـ25%.
وعلى
مدار الشهور التسعة الأولى من 2024، بلغت صادرات دولة الإمارات نحو 4.3 مليون طن،
وبنسبة نمو على أساس سنوي تجاوزت الـ13%.
وتوجهت
الشحنات كافة من محطة أدنوك للغاز صوب الأسواق الآسيوية، وفي مقدمتها الهند التي
استحوذت على حصة 52%، واليابان 15%، والصين 15%، وكوريا الجنوبية 6%.
مصر
تراجعت
صادرات الغاز الطبيعي المسال في مصر بشكل حاد بنحو 87% على أساس سنوي خلال الربع
الثاني 2024 لتصل إلى نحو 0.1 مليون طن.
وأوضح
التقرير أن مصر شهدت تراجعاً في الصادرات بشكل حاد منذ منتصف العالم الماضي 2023،
بسبب تنامي الطلب المحلي على الغاز، وتلاشي وجود فائض من الإنتاج يمكن استغلاله
للتصدير. وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت وقف الصادرات تماما بدية من الأول من آيار/
مايو 2024.
وبلغ
إجمالي ما صدرته مصر خلال الشهور التسعة الأولى من 2024 عند نحو 0.5 مليون طن فقط،
مقابل 2.8 مليون طن خلال الفترة المماثلة من العام 2023.
كما
استبعد التقرير أن يتم تصدير أيه شحنات من الغاز الطبيعي المسال خلال الفترة
المتبقية من 2024، في ظل أولوية تلبية الطلب المحلي.
واردات
الغاز عالمياً
تراجع
الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال بنسبة 1% إلى 99.1 مليون طن خلال الربع
الثاني، متأثراً بانكماش الطلب الأوروبي بشكل خاص بسبب المخزونات الممتلئة.
لكن
الطلب العالمي ارتفع بالربع الثالث بنسبة 4% على أساس سنوي ليصل إلى 100.1 مليون
طن، بسبب موجات الحرارة المرتفعة في السوق الآسيوي.
وإجمالاً
في الأشهر التسعة الأولى من 2024، نما الطلب العالمي بنسبة 1.8% لتصل إلى نحو
307.1 مليون طن.
تطور
الأسعار عالمياً
في
أوروبا، بلغ متوسط الأسعار بحسب مركز TTF في هولندا نحو 10 دولار لكل مليون وحدة
حرارية بريطانية في الربع الثاني، مقارنة بـ8.7 دولار في الربع الأول، ثم ارتفعت
خلال الربع الثالث لتسجل 11.45 دولار.
وعزا
التقرير ارتفاع الأسعار في الربع الثالث إلى برامج الصيانة التي قامت بها النرويج،
مما هبط بإمداداتها إلى الأسواق الأوروبية بنحو النصف تقريباً.
وفي
آسيا بلغ متوسط الأسعار في الربع الثاني نحو 11.3 دولار، ارتفاعاً من 9.4 دولار في
الربع الأول، ثم قفزت إلى 13 دولاراً في الربع الثالث، بفضل تنامي الطلب بسبب
تزايد النشاط الصناعي في آسيا، وموجات الحرارة المرتفعة.
أما
في أميركا الشمالية، فقد تراجعت أسعار الغاز الطبيعي وفقا لمركز هنري لتسجل نحو
2.08 دولار خلال الربع الثاني 2024، مقارنة بـ2.13 دولار خلال الربع السابق ما
يعادل تراجع بنسبة 2%. وبلغ متوسط السعر في الربع الثالث نحو 2.11 دولار.
تطورات
الهيدروجين
بات
واضحاً التوجه العالمي نحو الاستثمار في الهيدروجين واعتماده ضمن خطط الطاقة
الوطنية، وقد تم تجسيد ذلك من خلال ارتفاع عدد الدول التي أعدت خطط واستراتيجيات
وطنية للهيدروجين إلى 58 دولة بنهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2024.
وتشهد
الدول العربية حراكاً متسارعاً في المشهد العالمي للهيدروجين، حيث تسعى لتعزيز
مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة النظيفة.
وتأتي
الإمارات في طليعة هذه الجهود، إذ وقّعت دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي في حزيران/
يونيو 2024 اتفاقاً إستراتيجياً مع شركة متخصصة في حلول الهيدروجين، لبناء أول
مجمع صناعي لتصنيع معدّات الهيدروجين وأجهزته باستثمارات تصل إلى مليار درهم. هذه
الخطوة الطموحة تأتي ضمن رؤية الإمارات لتحقيق مكانة متقدمة عالميًا في إنتاج
الهيدروجين، وتتماشى مع خططها لدخول قائمة أكبر 10 منتجين للهيدروجين بحلول عام
2031، مما يعزز ريادتها في مجال الطاقة المستدامة عالمياً.
الجزائر
وفي
الجزائر، اتفقت شركة سوناطراك مع 3 شركات أوروبية، بينها سنام الإيطالية، في تموز/
يوليو الماضي، على توقيع مذكرة تفاهم لإجراء دراسات الجدوى اللازمة لدراسة تصدير
الهيدروجين من الجزائر عبر ممر الهيدروجين الجنوبي، وهو مشروع مقترح لنقل
الهيدروجين عبر خط أنابيب طوله 3300 كيلو متر من شمال أفريقيا إلى مراكز الطلب
الأوروبية في كل من إيطاليا والنمسا وألمانيا.
ويحظى
المشروع بدعم مشغّلي شبكات الغاز الأوروبية الذين يعدّونه مشروعًا ذا اهتمام مشترك
يهدف لنقل نحو 4 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين عبر الخط إلى أوروبا بحلول عام
2030، وبحسب مخطط المشروع المقترح، فإنه سيعتمد على إعادة استعمال نحو 65% من
شبكات النفط والغاز القائمة لنقل الهيدروجين.
تونس
وفي
تونس، ضمن إطار دعم تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للهيدروجين، أُبرِمَ نحو 8 مذكرات
تفاهم لتنفيذ مشروعات جديدة لإنتاج الهيدروجين، من بينها مذكرة مع شركة سعودية
لإنتاج 600 ألف طن سنوياً من الهيدرجين الأخضر باستعمال 12 غيغاواط من مصادر
الطاقة المتجددة بغرض التصدير إلى أوروبا، لتضخ عبر ممر الهيدروجين الجنوبي، لنقل
إنتاج تونس من الهيدروجين إلى كل من إيطاليا والنمسا وألمانيا.
وبحسب
مذكرة التفاهم، سينفذ المشروع في 3 مراحل، إذ تتضمن المرحلة الأولى بناء وحدات
طاقة متجددة بقدرة 4 غيغاواط وسعة تحليل كهربائي بقدرة 2 غيغاواط، بالإضافة إلى
مرافق تخزين بطاريات لإنتاج 200 ألف طن سنوياً من الهيدروجين الأخضر، ثم بناء
المراحل التالية تباعًا، حتى يصل المشروع إلى كامل طاقته التصميمية، باستثمارات
إجمالية 6.4 مليار دولار.
الكويت
وفي
الكويت، منحت شركة نفط الكويت عقد استشارياً لشركة "كيه بي آر" في آب/
أغسطس الماضي لوضع خطة رئيسة لتطوير نحو 17 غيغاواط من مصادر الطاقة المتحددة،
ونحو 25 غيغاواط لإنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول 2050، إذ ستربط محطات الطاقة
المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر الذي سيخصص قسم منه للسوق المحلية في القطاع
الصناعي، وقسم آخر للتصدير، على أن يكتمل وضع الخطة خلال 18 شهراً من تاريخ العقد.
مصر
وفي
مصر، وقّعت 3 اتفاقيات جديدة في شهر حزيران/ يونيو الماضي لتنفيذ مشروعات لإنتاج
الهيدروجين والأمونيا الخضراء، باستثمارات إجمالية تصل إلى قرابة 40 مليار دولار،
وهو ما رفع عدد المشروعات المعلنة في مصر إلى 36 مشروعاً، وفق تحديثات "أوابك".
المغرب
وفي
المغرب، وقّعت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، مذكرة تفاهم لتطوير
حلول مبتكرة لتخزين الهيدروجين في قطاع النقل من خلال دمج القدرات البحثية لمركز
ليمست التابع للجامعة مع أحدث الخبرات العملية في المجال.
الأردن
وفي
الأردن، أعلنت وزارة الطاقة في شهر حزيران/ يونيو الماضي توقيع 12 مذكرة تفاهم
لدراسة إمكان إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية
إطارية مع أحد المستثمرين، ليصل عدد المشروعات المزمع تنفيذها إلى 13 مشروعاً،
جميعها لإنتاج الهيدروجين الأخضر.