بعد تسيّدها الاسواق العراقية لسنوات.. تركيا تزاحم البضاعة الصينية "الباهظة" فهل ستطيح بها؟

 بعد تسيّدها الاسواق العراقية لسنوات.. تركيا تزاحم البضاعة الصينية "الباهظة" فهل ستطيح بها؟
2021-11-30T08:28:31+00:00

شفق نيوز/ رغم قلة متانتها وجودتها إلا أن الاسواق العالمية وبينها التي تمتلك أكبر اقتصاد عالمي وهي الولايات المتحدة لا تكاد تخلو منها.. إذ تبقى "السلع الصينية" تغزو دول العالم نظراً لرخصها مقارنة بباقي السلع للدول المصنعة لها.

إلا أن رتفاعاً مفاجئاً طرأ مؤخراً على السلع الصينية في الاسواق العراقية، ويبدو أن له مبرراته واسبابه منها ما هو "داخلي" وخارجي" بحسب خبراء اقتصاد وتجار، مما جعل سلع لدول الجوار (تركيا وايران) اكثر جاذبية.

تجار: العملة والنقل والجمارك

يقول احد تجار الالبسة ويدعى حيدر الحسني لوكالة شفق نيوز، إن "عوامل عديدة ادت الى ارتفاع اسعار الالبسة الصينية من بينها ارتفاع العملة المحلية الصينية مقارنة بالدولار، اضافة الى ارتفاع اسعار النقل".

ويضيف الحسني أن "الكثير من التجار بدأوا يتجهون نحو الاسواق التركية، بسبب جودتها وزيادة رغبة المواطنين بها نظرا لموديلاتها الاحلى والاجمل"، وفق وصفه، لافتاً في ذات الوقت إلى "قرب المسافة التي يكون نقلها ارخص من باقي الدول"، كما يرى الحسني، أن "اسعار الالبسة التركية هي مقاربة لأسعار الالبسة الصينية، إن لم يكن اقل منها".

ويقول محمد جواد، وهو تاجر لبيع المواد ذات الاستعمال الواحد، لوكالة شفق نيوز، إن "ارتفاع اسعار البضاعة الصينية يعود إلى ارتفاع اسعار الجمارك المفروضة عليها"، مبيناً أنه "خلال العامين الماضيين كان يتم تخليص البضاعة جمركياً ما بين 3 الى 5 الاف دولار، فيما تصل حالياً ما بين 12 الى 15 الف دولار".

ويلفت جواد، إلى أن "الصين لديها سلع ذات جودة كبيرة حالها حال باقي الدول الصناعية المتقدمة، إلا أن التجار العراقيين غالباً ما يستوردون السلع الارخص وذات جدوى متدنية"، مشيراً إلى أن "المستهلكين بدأوا يميلون نحو السلع التركية باعتبارها ذات جودة عالية". 

التقشف في الصين أثر على الاستيراد

في حين يرى منتظر محمد (مستورد اجهزة كهربائية)، أن تجار المنشأ  في الصين قد رفعوا من أسعار بضاعتهم المصدرة الى العراق، بسبب الوضع الداخلي في الصين"، مبيناً لوكالة شفق نيوز، أن "الاقتصاد الصيني يشهد متغيرات حديثة متمثلة بتغيير سعر العملة المحلية وارتفاع اسعار النقل، فضلاً عن التقضف الذي دعت اليه حكومة بكين".

وتابع قائلا، "كل تلك العوامل ادت الى ارتفاع في اسعار الاجهزة الكهربائية الصينية المستوردة"، مشيراً إلى أن "اسعار اجهزة كهربائية معينة كبعض موديلات التلفاز ارتفعت الى نحو النصف".   

تجارة بغداد تحمل  "اسعار النفط" المسؤولية

يقول رئيس غرفة تجارة بغداد فراس الحمداني، لوكالة شفق نيوز، إن "جميع اسعار البضائع حالياً تتأثر بأسعار النفط، وبما أن الاخيرة ارتفعت عما كانت عليه العام الماضي فبالتأكيد المواد الاولية سترتفع ايضاً، وبالتالي الدول المصنعة سترفع اسعارها تماشياً مع ارتفاع سعر النفط".

ويتابع الحمداني أن "النقل كان ايضاً احد الاسباب لارتفاع اسعار البضائع عالمياً، حيث كانت سابقا تنقل (الكونتين) الواحد ما بين 3.5 الى 4 الاف دولار، في حين تصل حاليا ما بين 5 الى 6 الاف دولار"، لافتاً الى أن "ارتفاع سعر صرف الدولار في العراق اثر ايضا سلباً على ارتفاع الاسعار".

ويستبعد الحمداني، أن تكون الجمارك والضرائب هما سبب ارتفاع اسعار البضائع"، مؤكداً أن "الجمارك والبضائع في العراق ثابتة".

خبير اقتصادي.. اسعار صرف الدولار والكلف

يقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي لوكالة شفق نيوز، إن "جميع السلع المستوردة مقيمة بالدولار، وعند ارتفاع سعر صرف الدولار ترتفع هي أيضاً، اضافة إلى ارتفاع كلف النقل بسبب ارتفاع اسعار الوقود وكلف التأمين بسبب جائحة كورونا".

ويوضح أن "الكلف مرتبطة بعدة عوامل بضمنها كلف المنشأ والنقل والتأمين والخزن وارضيات الموانئ وجميعها تعتبر ضمن الكلف، وبالتالي فأن السلع المصدرة من الصين شأنها شان باقي السلع لدول العالم تتأثر بهذه الامور".

مواطنون: لا غنى عنها

يرى عدد من المواطنين العراقيين، أن البضاعة الصينية وبالرغم من عدم جودتها، الا أنه "لايمكن الاستغناء عنها".

ويقول المواطن حيدر فايق لوكالة شفق نيوز، إن "البضاعة الصينية تجذب المشتري نظراً لرخصها مقارنة بالبضاعة الاخرى المستوردة من الدول الاخرى"، موضحاً أنه "يشتري الحذاء الصيني الواحد بعشرة الاف دينار عراقي، في حين يبلغ سعر الحذاء التركي باكثر من 20 دولار ويرتفع احياناً الى اكثر من 200 دولار".

ويشير فايق إلى أن "معظم المستهلكين في الاسواق الشعبية يبحثون عن اقل الاسعار بغض النظر عن جودة المنتج ومنشأه".

فيما يقول المواطن سعد حسين لوكالة شفق نيوز، إن "ارتفاع اسعار البضائع ليس بالشئ الجديد، إلا أن تركيا وايران بدأت تنافس الصين من حيث السعر والجودة"، مؤكداً أن "اكثر المواطنين اليوم يقتنون الملابس التركية ويشترون الاثاث التركي".

ويشير الى ضرورة "اعادة الصناعة العراقية الى ما كانت عليه من الجودة والاسعار المدعومة والمناسبة وتقليل الاستيرادات".

وكانت الحكومة الصينية قد دعت مواطنيها الى خزن السلع الضرورية، سيما الغذائية منها، فيما قال  صحفيون مقيمون في الصين إن "التحذير إجراء روتيني من وزارة التجارة قبل حلول فصل الشتاء، إضافة إلى تفشي حالات كورونا في عدة مقاطعات، وهطول أمطار غزيرة أدّت إلى إغلاق بعض الطرقات".

Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon