"النفط دمرنا".. أول مزارع عراقي يلجأ للطاقة المتجددة في السماوة
شفق نيوز/ تعد الطاقة المتجددة المنتجة من خلال الموارد الطبيعية التي لا تنفد كالرياح والمياه وأشعة الشمس من اهم الأمور التي يسعى العراق للدخول في مجالها بقوة والتوسع في عملية استخدامها مستغلاً بذلك النشاط الشمسي على أرضه.
وشهدت محافظة المثنى مؤخراً قيام احد الفلاحين في السماوة (مركز محافظة المثنى جنوبي العراق)، باستخدام الطاقة المتجددة من الخلايا الشمسية، كبادرة هي الأولى في تاريخ المحافظة للتخلي عن النفط الاسود والذي يعد "مدمراً للمكائن الزراعية"، حسب قولهم.
النفط دمرنا وأهلك ميزانيتنا..
ويقول الفلاح ساجت الساعدي، لوكالة شفق نيوز، إن "فكرة الاعتماد على الالواح الشمسية بدلاً من الطاقة الكهربائية المتولدة من النفط الاسود، انطلقت في بادئ الامر بالاعتماد على 20 حصاناً منها، ثم ما لبثت أن طورتها لغاية 60 حصاناً كي تكون بالهيئة الحالية التي عليها"، لافتاً إلى أن "اللجوء لهذه الطاقة الصديقة للبيئة هو لعدة اسباب، منها الحديث المكثف عنها وعن فوائدها بوسائل الاعلام، وانها غير مكلفة مالياً، كون النفط الاسود عمل على تدميرنا نفسياً وأهلك الميزانيات المالية لنا بسبب غلاء مادته".
وأضاف، أن "الطاقة الشمسية تولد لنا الكهرباء المجانية طوال اليوم في حالة وجود أشعة الشمس"، موضحاً ان "الالواح الشمسية بحاجة إلى بنية تحتية مناسبة لعملها، والاهتمام بنظافتها، وخاصة عدم ترك تگدس الاتربة عليها، لانها ستضعف من الطاقة المتولدة عنها".
ونوه الساعدي، إلى انه بعد استخدامه للطاقة الشمسية لم يعد يعاني من عطل المحركات وغيرها من الامور الفنية التي تعتمد على النفط الاسود، كون الطاقة متوفرة على طول وقت النهار".
تشجيع حكومي..
بدورها، تحدثت مديرية زراعة المثنى عن استخدام فلاحي المحافظة للطاقة البديلة عن الطاقة المتولدة من الوقود لتشغيل المحطات، داعية جميع الفلاحين الى اللجوء اليها.
وذكر وكيل قسم الإرشاد الزراعي في المحافظة، حسن حسين، لوكالة شفق نيوز، أن "الحاجة الماسة لتوليد الطاقة الكهربائية بطرق حديثة، جعل الباحثين في المثنى يتعمدون استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية بدلاً من استخدام الوقود لتشغيل المضخات الزراعية والغواطس لسحب المياه وسقي المزروعات".
وبين ان "احد الفلاحين بمحافظة المثنى وللمرة الأولى في السماوة لجأ لاستخدام الالواح الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية".
وأضاف، أن "مديرية الزراعة وجهت دعوة لجميع فلاحي المثنى بالتوجه للطاقة البديلة، كونها طاقة نظيفة وصديقة للبيئة وذات مردود كبير في تجهيز الطاقة الكهربائية"، مؤكداً أن "وزارة الزراعة عملت خلال الفترة الماضية على تجهيز الشركة العامة للتجهيزات الزراعية بهذه المنظومات البديلة للطاقة، لكي يسهل على الفلاح والمزارع الحصول عليها".
دعوة لدعم لمنح المزارعين "القروض"
إلى ذلك، يوضح رئيس إتحاد الجمعيات الفلاحية في المثنى، عواد العطشان، أن الطاقة الشمسية مهمة للفلاحين، كونها تساهم بتخليصهم من تكاليف الديزل والمحركات التي تعمل على اذية الفلاح بإستمرار نتيجة الأعطال التي تصيبها.
وذكر العطشان لوكالة شفق نيوز، أن "الطاقة الشمسية او البديلة بحاجة إلى عدة امور لتطويرها واولها وضع نضائد (بطاريات) لكي تعمل ليل نهار، فضلاً عن ضرورة إيجاد تعاون كبير بين الشركة المجهزة لهذه المنظومة الشمسية وبين المصرف الزراعي، ليتم منح الفلاح قروضاً لغرض شراء هذه المنظومة كون تكاليفها عالية على بعض الفلاحين".
وتابع، ان "الطاقة الشمسية ناجحة في المستقبل اذا تحقق ما نرغب بتحقيقه وهو التعاون بين طرفين (الشركة المجهزة لها والمصرف الزراعي) وجعل عملها ليل مع نهار، كونها ستعمل على تخليص الفلاح من كثير من الأمور التي هو في غنى عنها".
وفي السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني 2021، أعلن البنك المركزي العراقي تخصيص مبالغ لتمويل شراء وحدات توليد الطاقة المتجددة.
وقال البنك في بيان مقتضب ورد حينها لوكالة شفق نيوز، إنه سيعزز سيولة المصارف التي بدورها ستمنح قروض ميسرة للمواطنين والمشاريع لاقتناء وحدات توليد الطاقة المتجددة وفقا لمواصفات عالية وذات استدامة طويلة.