معهد امريكي: العراق بين الدول "الخطيرة" في تلقي أسلحة من واشنطن
شفق نيوز/ خلص "معهد كاتو" الامريكي للابحاث في واشنطن الى ان العراق من بين دول عدة في الشرق الاوسط بينها السعودية وتركيا ومصر والسودان، تصنف بين الدول "الاكثر مخاطرة" وتتلقى اسلحة امريكية، ما قد يساهم في تقويض الاستقرار الاجتماعي وحقوق الانسان ويعزز ظاهرة الفساد.
وفي تقريره حول العام 2021، يتناول المعهد الامريكي الدول التي تتلقى مبيعات اسلحة مع الولايات المتحدة، ويعتبر انه "من خلال الاستمرار في بيع الاسلحة الى الدول الشديدة الهشاشة، والبلدان ذات الحكومات الاستبدادية، فان الولايات المتحدة تساهم في ارتفاع مستويات العنف والقمع في جميع انحاء العالم".
ونقل موقع "ميدل ايست آي" البريطاني عن التقرير الامريكي قوله ان تقديم "الاسلحة للحكومات التي تعامل مواطنيها بشكل سيء يعزز من قوة الدولة على حساب مواطنيها، مما يسمح لهم بالرد على الاضطرابات والتحديات السياسية من خلال العنف".
واشار التقرير، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، الى ان مجموعة البحث اعتمدت على عدد من العوامل، بما في ذلك مستوى الفساد وعدم الاستقرار ومعاملة الناس ومستوى الصراع، لتحديد العواقب التي تثيرها صفقات الاسلحة مع دول مختلفة. وقد صنفت الدول وفق مقياس من 1 الى 100، مع كون الرقم الاخير يشكل اعلى مستوى من المخاطر.
وبحسب التقرير، فقد حصلت حصلت المملكة السعودية على 71 درجة وهي تلقت 26.9 مليار دولار من مبيعات الاسلحة الامريكية في الفترة من 2009 الى 2020، وهو ما يشكل اكبر كمية من الاسلحة من واشنطن على الرغم من سجل السعودية السيء في مجال حقوق الانسان وشبهات القتل خارج نطاق القانون.
اما مصر فقد نالت 78 نقطة وتلقت 8.5 مليار دولار من مبيعات الاسلحة الامريكية في الفترة نفسها، بحسب التقرير.
ولفت التقرير الى انه خلال عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان هناك تزايد كبير في عمليات القتل خارج نطاق القضاء والاعتقالات الجماعية التعسفية وعمليات الاختفاء القسري، بحسب منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية. وتابع التقرير انه خلال العام 2020 وحده، فان ما لا يقل عن 35 شخصا توفوا وهم قيد الاعتقال بسبب مضاعفات طبية.
اما بالنسبة الى العراق، فقد اشار التقرير الى ان هذا البلد الذي ابتلى بالفساد والعنف في اعقاب الغزو في العام 2003 ، فقد جاء في المرتبة 89 في مؤشر "معهد كاتو" حيث تلقى حوالي 10.5 مليار دولار من المبيعات العسكرية الامريكية.
وفي السياق، اشار "ميدل ايست آي" الى ان تقريرا صدر عن معهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام في العام الماضي، الى ان الولايات المتحدة ما زالت اكبر مصدر للاسلحة الرئيسية في العالم، وذهب حوالي 47 % من صادرات الاسلحة الامريكية بين عامي 2016-2020 الى دول في الشرق الاوسط، وذلك بزيادة قدرها 28 % من السنوات الخمس الماضية.
واوضح التقرير ان هذه الزيادات شملت صادرات الاسلحة الامريكية الى اسرائيل التي ارتفعت بنسبة 335%، وقطر بنسبة 208 %، والسعودية بنسبة 175%.
كما اشار التقرير الى انه عندما تولى الرئيس الامريكي جو بايدن منصبه في العام الماضي، فقد تعهد بالابتعاد عن سياسات سلفه دونالد ترامب، ولهذا اوقف بايدن مؤقتا مبيعات اسلحة للسعودية في انتظار مراجعتها، وامر ايضا باجراء مراجعة لصفقة اسلحة بقيمة 23 مليار دولار مع دولة الامارات العربية المتحدة، في حين اعلن ايضا وقف الدعم الامريكي للعمليات الهجومية لجهود التحالف بقيادة السعودية في حرب اليمن.
وتابع التقرير بانه برغم ذلك، فان الادارة الامريكية واصلت اعطاء الضوء الاخضر لمبيعات الاسلحة الى السعودية ومصر وحلفاء اخرين في الشرق الاوسط على الرغم من القلق من امكانية استخدام الاسلحة في انتهاكات حقوق الانسان.