رغم هزيمته قبل 5 سنوات.. كيف تمكن داعش من البقاء؟
شفق نيوز/ رغم مرور أكثر من خمس سنوات على هزيمة تنظيم داعش في أواخر العام 2017، إلا أن التنظيم ما زال نشطاً ويشن هجمات متفرقة في البلاد، ويعزو مختصون ذلك إلى ارتفاع الدعم الخارجي للتنظيم في مقابل "ضعف استخباري" وخاصة في ما يتعلق بأنظمة الرصد المتطورة للوصول إلى مناطق تواجد عناصره في اخطر المناطق العراقية.
يقول الخبير العسكري، صفاء الاعسم، لوكالة شفق نيوز، إن "عمل التنظيمات الإرهابية ينشط عادة مع تغيير الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة الذي بدروه يجري تغييرات للقادة الأمنيين خاصة في المناصب الرفيعة، لذلك تبدأ التنظيمات الارهابية بتدقيق مدى جدية القادة الجدد، او حصول تغييرات في الخطط الأمنية سهّلت تحركاتهم".
ويضيف الاعسم، أن "داعش يستمد قوته المالية ودعمه اللوجستي من أذرع خارجية، وهناك أذرع داخلية تؤدي دور الوسيط بينهما، وهذا الدعم ارتفع في الاونة الاخيرة، لذلك بدأ ينشط خاصة في مناطق حوض جبال حمرين التي تعد من اخطر المناطق العراقية".
ويعزو خطورة حوض حمرين إلى "اسباب كثيرة، منها أنها تطل على أربع محافظات، تبدأ من شمال اربيل نزولا إلى كركوك وصلاح الدين وقضاء سامراء وديالى التي تعد النقطة الأخطر، كونها محافظة قريبة على حدود العاصمة بغداد، الوجه الحضاري امام العالم، واي عملية ارهابية تتم بهذه المنطقة تكون خطرة، لانها تؤثر على سمعة العراق وحتى على مستوى السياحة والعلاقات التجارية والاجتماعية العالمية".
ويبين الاعسم، ان "المعركة الحالية مع داعش امنية واستخبارية، فالتنظيم انتهى في منتصف عام 2017، لكن ما تزال البلاد تقاتله، وهذا الأمر سببه خلل في الجانب الاستخباري، وذلك لعدم وجود تسليح حقيقي خاصة في جانب الرادارات والطائرات المسيرة الاستخبارية للوصول إلى مناطق حوض جبال حمرين التي بنى فيها داعش انفاقا وتحوي على كهوف ومغارات يصعب دخول القطعات العسكرية لتمشيط هذه المساحة التي تمتد لعشرات الألوف من الكيلومترات".
وينبه إلى ان "داعش بدأ يتعامل مع عناصره بشكل خيطي، فهناك أشبه بالشبكة العنكبوتية، فلا يمكن الوصول إلى الرأس بسهولة الا عن طريق سلسلة من المراحل، واصبح كل قائد مجموعة هو المسؤول في قراراته، وهو ما عقّد الجانب الأمني أكثر، لعدم إمكانية الوصول إلى قادة التنظيم بشكل سريع".
ويؤكد الخبير العسكري على "أهمية الاعتماد على الجانب الاستخباري ومختاريّ المحلات السكنية واهالي المناطق التي على الحدود مع حوض جبال حمرين والاقضية والنواحي والقرى التابعة إلى محافظات كركوك وصلاح الدين وديالى التي أصبحت ضعيفة كليا بسبب بُعد المسافة بينها وبين مركز المدينة او المحافظة، ولقربها في الوقت نفسه من الحوض الذي تتواجد فيه داعش".
ويشير إلى ان "90% من عناصر داعش هم من ابناء تلك المناطق الضالين، اما الباقي فهم من من خارج الحدود، ويتعامل داعش مع هؤلاء الضالين عن طريق المال بعد فشله في الجانب الطائفي، لذلك فهو يستهدف الفئات غير المثقفة والمتعلمة للعمل معه، وهذه الفئات عادة ما تكثر في المناطق الحدودية بين المحافظات وحوض جمال حمرين".