السؤال الأميركي الغائب: كيف دخلنا الى حرب العراق؟
شفق نيوز/ انتقد الكاتب الأميركي مارك شيلد غياب السؤال الاساسي عن بال نواب الكونغرس وصناع السياسة في الولايات المتحدة، وهو كيف تورطت أميركا في أطول حرب في تاريخها في افغانستان وثاني أطول حرب في العراق؟
وفي مقال في صحيفة "جوبلين غلوب" الاميركية، ترجمته وكالة شفق نيوز، كتب شيلد ان هذا السؤال الاساسي غائب عن اي نقاش مرتبط بما اذا كان من الحكمة ان تقوم الولايات المتحدة بتخفيض قواتها في كل من العراق وافغانستان الى 2500 جندي في كل دولة منهما، وهو رقم اقل مما يجب للقتال، وكبير اذا قتلوا.
وفي مقاله تحت عنوان :"افغانستان والعراق: متى سنتعلم؟"، ذكر شيلد بان الكونغرس منح الرئيس الاسبق جورج بوش التفويض لشن حرب على افغانستان، باعتبارها كانت مقر عمليات المخططين للهجوم الذي نفذه سعوديون بقيادة زعيمهم المصري، في 11 سبتمبر 2001 على مدن اميركية.
كما ذكر بتصريحات نائب الرئيس الاميركي وقتها ديك تشيني الذي قال في اغسطس 2002، ان صدام حسين يجمع اسلحة دمار شامل ويستعد لاستخدامها ضد حلفائنا وضد الولايات المتحدة نفسها، ما يعني ان تشيني "صنع قضية خوض الحرب" على العراق، وفعلا بعد مرور سبعة شهور، ارسلت ادارة بوش 130 الف جندي لغزو العراق.
واعتبر شيلد ان واشنطن تجاهلت العقيدة التي تنص على ان الولايات المتحدة لا ترسل جنودها الى الحرب سوى كخيار اخير، وفقط بعد ان تستنفد كل خيارات السياسة، وهي اربعة، الاولى عندما تكون مصلحة حيوية للامن الاميركي على المحك، وثانيا، عندما تكون القوات الاميركية المرسلة تفوق قوة العدو، وثالثا، عندما تكون المهمة والعمل العسكري واضحتان ومؤيدتان من الشعب الاميركي ولها دعم دولي، ورابعا، عندما يكون هناك خطة خروج منطقية للقوات الاميركية المرسلة للمجازفة بحياة افرادها.
وقال شيلد ان "الحرب" كما يصفها المؤرخ المحافظ مايكل بارونز "تتطلب مساواة في التضحيات". واضاف ان العراق وافغانستان، الحربان الوحيدتان اللتان كانت اطول من ثلاثة شهور منذ الحرب الاميركية-المكسيكية في العام 1846 واللتين خيضتا من دون مشروع عسكري ومن دون زيادة ضرائب.
ينقل عن كتاب لجورج ويلسون ينقل فيه عن الكولونيل ستيف سيغفيرد قوله ان "الجيوش لا تخوض الحروب. الدول تخوض الحروب. آمل اننا تعلمنا ذلك في فيتنام- بان البلد يخوض حربا. واذا لم يكن كذلك، فلا يجب علينا ان نرسل جيشا".
وقال شيلد "لنكن واضحين بحدة. نحن داخل الوطن، لم يكن لدينا احباب بالزي العسكري ولم نحمل العبء. لم ندفع اي ثمن. هذه حروب كانت فيها كل التضحيات والمعاناة- والتي كانت هائلة- قد تحملها رفاقنا الاميركيين الذي تطوعوا، وشعوب العراق وافغانستان".
وختم بالقول انه "بعد عشرين سنة، لا نزال بدون خطة خروج واضحة للجنود الاميركيين الذين أرسلوا للمجازفة بأرواحهم... العار علينا".