حلوى نهر خوز.. مذاق بصري أصيل يتجاوز حدود الوطن (صور)

حلوى نهر خوز.. مذاق بصري أصيل يتجاوز حدود الوطن (صور)
2025-01-30 09:44

شفق نيوز/ من قلب قرية نهر خوز الواقعة في منطقة أبي الخصيب جنوبي البصرة حيث أقضى جنوب العراق، انطلقت قبل أكثر من قرن حلوى أصبحت رمزًا للمذاق البصري الأصيل، وامتدت شهرتها لتصل إلى مختلف محافظات البلاد، بل وحتى دول الجوار والعالم.

إرث تاريخي يتوارثه الأجيال

تعود جذور هذه الحلوى إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث بدأ الحلواني عبد الرحمن محمد إبراهيم (1885-1973) بصناعتها منزليًا بكميات محدودة، يبيعها لأهالي قريته والقرى المجاورة، ومع مرور الزمن، أصبحت الحلوى جزءاً من هوية المنطقة، وانتقلت صناعتها عبر الأجيال حتى يومنا هذا.

يواصل محمد صالح، أحد أحفاد عبد الرحمن، إنتاج هذه الحلوى في معمل خاص، بعد أن اكتسبت شهرة واسعة جعلتها من أبرز الحلويات المطلوبة في الأسواق العراقية والخارجية.

انتشار واسع وطلبات دولية

يؤكد محمد لوكالة شفق نيوز أن حلوى نهر خوز لم تعد تقتصر على السوق المحلي، بل باتت تُطلب بكميات كبيرة من دول مثل تركيا، السعودية، الكويت، سوريا، الهند، ودول أوروبية، حيث يزداد الإقبال عليها بشكل خاص في فصل الشتاء.

أصبحت هذه الحلوى من الهدايا الرمزية التي تُقدَّم للضيوف الرفيعين الوافدين إلى البصرة، بما في ذلك الدبلوماسيون والمسؤولون، حتى أن بعض موظفي القنصليات يتواصلون مع السكان المحليين للحصول على كميات منها، كما يروي الناشط البصري سرحان علي ذياب، مشيراً إلى أن الحلوى أصبحت رمزًا للعلاقات الودية وسهلت بعض الإجراءات الرسمية.

سر المذاق الفريد

تعتمد صناعة حلوى نهر خوز على مكونين أساسيين هما زيت السمسم والدبس، حيث يتم مزجهما وطبخهما على نار هادئة، مما يمنحها قوامها الفريد وطعمها المميز.

يشرح قاسم البهادلي (49 عاماً)، أحد عمال الإنتاج، أن جودة الحلوى ترتبط بدقة المقادير وجودة المكونات، وخاصة زيت السمسم الذي يلعب دوراً رئيسياً في إبراز النكهة.

من جانبه، يؤكد المواطن أحمد أبو نمر (66 عاماً) أن دبس البصرة وزيت السمسم الموصلي هما العنصران الأساسيان في هذه الحلوى، وأنه لا يمكن تحقيق نفس الجودة بدون استخدامهما.

تميّز رغم المنافسة

مع ازدياد الطلب، ظهرت معامل جديدة لصناعة الحلوى، إلا أن الحلوى الأصلية التي تنتجها عائلة عبد الرحمن تحتفظ بمكانتها الخاصة، كما تؤكد المواطنة البصرية ليلى حسن (55 عاماً)، التي ترى أن الفارق بين المنتج الأصلي والمُقلَّد واضح مهما بلغت درجة إتقان الآخرين له.

علامة تجارية مميزة

لضمان التمييز بين المنتج الأصلي والمنافسين، قام أحفاد عبد الرحمن بوضع صورته على علب الحلوى، التي يصل سعر الكيلوغرام الواحد منها إلى 20 ألف دينار.

حلوى تحمل روح البصرة

يُفضل المواطن فلاح الموسوي (45 عاماً) تناول الحلوى دون أي إضافات أخرى، ويؤكد أن حلوى نهر خوز ليست مجرد طعام، بل جزء من الذاكرة البصرية، فهي تذكر السكان بالبصرة القديمة وببساطة الحياة التي ميزت المدينة لعقود.

ورغم كثرة المقلدين، يظل البصريون قادرين على تمييز المنتج الأصلي الذي رافقهم لعقود طويلة.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon