تقرير يرصد كواليس إصدارات داعش الفديوية "وسيلة للاستعراض والتخويف"

تقرير يرصد كواليس إصدارات داعش الفديوية "وسيلة للاستعراض والتخويف"
2025-04-03 13:53

شفق نيوز/ تناول موقع "ذا كونفيرميشن" الاسترالي، اليوم الخميس، التأثير الذي ادته اصدارات داعش الفديوية، في صعود التنظيم وسياساته الداخلية وبسط نفوذه، وذلك بالاستناد الى تحليلات صدرت في كتاب تحت عنوان، "الدولة الاسلامية، الاعلام والدعاية: أداء "الخلافة البصرية".

وأشار الموقع خلال تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن "صعود داعش جرى وصفه على انه حادث تاريخي، التنظيم كان قائما كـ"دولة ورقية" منذ تأسيسه بداية تحت اسم "الدولة الاسلامية في العراق" في اكتوبر/تشرين الاول 2006، الى ان اعلن ابو بكر البغدادي عبر فيديو، أنه "الخليفة" في 4 يوليو/تموز 2014".

واضاف التقرير، أن "داعش نشر لاحقا مئات الفيديوهات، من بينها ما صدم العالم بسبب عنفها المفجع، حيث جرى احيانا اعدام "اعداء الخلافة" بقطع الرؤوس او حرقهم احياء، بينما اثار هذا العنف حشدا عالميا معارضا لما وصفه الرئيس الأمريكي وقتها باراك اوباما، بانها ايديولوجية داعش "المفلسة"، إلا أن التنظيم استغل الفيديو كوسيلة اساسية للدعاية والتجنيد".

وأشار إلى ان "مشاهد الفيديو الخاصة بالتنظيم، والتي وصفت بأنها متقنة وبأسلوب هوليوود، ركزت على جانبين أساسيين من هويته: الاسلامية والدولة"، لافتا الى ان "الباحثين ناقشوا طويلا الجانب الاسلامي من هوية داعش ومدى ارتباطه بالإسلام، إن كان موجودا في الأساس، غير ان القليل من الابحاث اجريت للتحقيق في فرضية أن داعش أقام "دولة" بالفعل، ولا سيما ان تنظيم داعش قدم من خلال الفيديو ادلة على انشطة بناء "الدولة" عبر بيانات دعائية رسمية، وهي لم تكن تستهدف دعم ادعاءات الدولة فقط، وانما ايضا من اجل السعي لنيل اعتراف من رعاياه وداعميه بمشروع "الخلافة".

واوضح التقرير، ان "كتاب الصادر تحت عنوان "الدولة الاسلامية، الاعلام والدعاية: أداء "الخلافة البصرية"، يتضمن تحليلا بصريا عميقا لـ 374 مقطع فيديو رسميا لداعش، كانت نشرت في الفترة ما بين تأسيس الخلافة في يوليو/تموز 2014 ثم تفكيكها في يوليو/تموز 2017، وجرى جمعها من قنوات داعش الالكترونية المختلفة قبل إزالتها في منتصف العام 2015، عندما بدأ "تويتر" بتعليق آلاف الحسابات المؤيدة للتنظيم بشكل جماعي".

وتابع أنه "جرت دراسة مقاطع الفيديو التي انتجها داعش من خلال 4 تحليلات مختلفة، أولها "السكان"، حيث يظهر التحليل المتعلق بالسكان عن تصوير داعش لنفسه على أنه مجتمع إسلامي نابض بالحياة، وجرى تصوير شعبه على أنه مجتمع متماسك يعيش في ظل الشريعة الاسلامية، ويؤكد على الأدوار الجندرية واتفاقية بيعة المواطنة، التي منحت المسلمين السُنة امتيازات بينما عملت على تهميش الأقليات".

واعتبر التقرير ان "هذا التحليل يظهر الرجال كمقاتلين ومعيلين للأسرة، في حين ان النساء كن غائبات بدرجة كبيرة على الشاشة، وينحصر حضورهن في ادوارهن المنزلية كزوجات وامهات، فيما يتم اعداد الصبية الصغار كمقاتلين مستقبليين، ويجري تصوير الفتيات على انهن "جواهر العفة" ويخضعن للتدريب من اجل تربية الجيل القادم من الخلافة".

ولفت الى "حدث مثير للدهشة، يتمثل في ان النساء ظهرن لمرة وحيدة فقط وهن يقاتلن الى جانب الرجال في ساحة المعركة بينما كانت الخلافة في مراحلها الاخيرة، كما تناول التقرير التحليل المتعلق بـ"الارض"، حيث يظهر 3 مراحل من استراتيجية داعش التوسعية الاقليمية، اولها تتعلق بتحديد أهداف العدو واراضيه، وثانيها تتعلق بمهاجمة العدو وهزيمته، وثالثها مرتبطة بأظهار النصر على الاتباع وامام الخصوم".

وذكر التقرير، أن "مشاهد الفيديو تظهر داعش وهو يمارس سيادته على اراضيه، من اجل اضفاء الشرعية على حكمه في نظر رعيته، وتشجيع مؤيديه حول العالم على الهجرة والالتحاق به والدفاع عنه، داعش صور نفسه على انه "دولة" تتمتع بالسيادة بحكم الأمر الواقع، وبإمكانها السيطرة على أراضيها والدفاع عنها بمساعدة التقنيات الحديثة كالطائرات المسيرة والخرائط والاسلحة. وبالاضافة الى ذلك، فان داعش عمد الى تصوير اي انتكاسات عسكرية قاسية واجهته، على انها اختبار إلهي، وقلل من أهميتها بقوة".

اما ثالث التحليلات، فتتعلق بـ"الحوكمة" كما قال التقرير "حيث اظهرت التحليلات جهود داعش لتقديم نفسه وكأنه "دولة حديثة" من خلال توثيق ممارساته في اطار الحوكمة، بما في ذلك تطبيق القانون والخدمات العامة والادارة، الى جانب تقديم داعش لنفسه على انه بمثابة دولة ثورية حققت السلام والامن الى منطقة مزقتها الحرب".

وبحسب مشاهد الفيديو التي اعتمد عليها التقرير، فإنها "تظهر وجود موظفين حكوميين يعملون في مكاتبهم، بالاضافة الى مدنيين يتعاملون مع مؤسسات الدولة التي يديرونها، وكانت هذه المشاهد تبرز دائما رموز الدولة، مثل علم داعش وعملته الذهبية المتمثلة بالدينار، بالاضافة الى بنيته التحتية ونظام الضرائب القائم، على الرغم من هذه المشاهد "التمثيلية" للحكم، كانت تأتي في وقت كانت فيه الخلافة تعاني باستمرار من عمليات عسكرية تشنها التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة وروسيا ضد داعش الذي هو يحمل هوية سلفية متشددة لكنه يقدم نفسه كدولة عصرية".

أما رابع التحليلات فانها متعلقة بـ"السياسة الخارجية"، حيث ذكر التقرير أنه "جرى تصوير تفاعلات داعش مع الدول الاخرى والأطراف الفاعلة غير الحكومية على انها سياسة خارجية، لكن داعش كان يرفض النظام الدولي الحديث واعتبره غير اسلامي، ورفض ايضا السعي للحصول على اعتراف المجتمع الدولي، وبدلا من ذلك، انخرط داعش في "دبلوماسية المتمردين" مع جماعات جهادية اخرى، وكان هدفه ضمهم الى شبكته العالمية من الوكلاء التابعين له".

وبين أن "داعش استغل الخسائر المدنية الناجمة عن غارات التحالف، لكي يبرر هجماته الارهابية في الخارج"، مشيرا الى انه "اقتبس بشكل انتقائي بنصوص اسلامية لإضفاء الشرعية على ما يقوم به، لكنه كان يقوم بأمور معينة بنفسه عندما لم تكن روايته متوافقة مع التعاليم الدينية، مثلما فعل عندما قام بإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا، على الرغم من ان هناك رواية منسوبة الى النبي محمد، تعتبر ان الحرق حيا كشكل من اشكال العقاب، محرم في الاسلام".

وشدد التقرير بالتأكيد على "المكانة الفريدة التي تمتع بها تنظيم داعش كمنظمة جهادية كادت ان تؤسس دولة فعلية، هذا انجاز غير مسبوق في التاريخ المعاصر، ويظهر كيف أن عروض التنظيم المسرحية لاقامة الدولة جرت كتابتها وإعدادها بشكل مدبر بحرص".

وتابع ان "العنف الذي يقوده "الجهاديون" في انحاء الشرق الاوسط وشمال افريقيا كافة، تراجع منذ انهيار داعش ميدانيا في العام 2017، الا انه تزايد في مناطق اخرى من آسيا وأفريقيا، بما في ذلك آسيا الوسطى وشرق افريقيا ومنطقة الساحل"، مؤكدا ان "النتائج التي توصل اليها الكتاب، بامكانها ان تساعد في فهم كيف يمكن لمخطط الخلافة ان يلهم ويؤثر على الحركات الجهادية الحالية والمستقبلية التي لديها طموحات في بناء "دولة".

ترجمة: شفق نيوز

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon