علي حسين فيلي/ برأيي ان حجم الحضور السياسي للكورد خلال السنين الاخيرة في بغداد لا يعادل تأثير طلقة واحدة من بندقية بيشمركة نحو داعش، لما لذلك من تأثير على الصعيد العالمي وانعكاس لتوحيد صفوف شعبنا.
دنيانا القديمة ولدت ميتة، ووصلتنا الدنيا الجديدة متاخرة، وبالنتيجة هل مشاركتنا بما وجدنا ستكون بالمستوى المطلوب؟ اليوم لا مجال للتخيل، ولا للتردد ولا للتراجع، لو وقعنا باختيار السيء والاسوأ لن يكون لدينا حل غير النضال، وبعد كل المآسي والالام، ومئات الاف من الشهداء والجرحى، فافراد يحيطون بنا، ضربهم مرض بلا علاج ويعون جيدا عذاب الشعب الكوردي، فحتى لم يرحموا مصير سبعمائة الف طالب الذي وقعوا ضحية بخريف دراسي، وهذا العدد يقارب 4 اضعاف ضحايا الانفال.
ليس بجديد محاولة البعض الالتفات على الكورد، لكن ما يبرز اليوم ان تلك المحاولات وترتيب السيناريوهات لا تتم مباشرة من الاعداء التقليديين، ولو افترضنا باتاحة لقاء تلفزيوني او منصة اعلامية لبعض المتحدثين كورديا لا التزاما، سنلاحظ تطرقهم لموضوعات لم يتحدث بها الاعداء او يفكروا بها، فنحن متعجبون من رأفة الاخرين وقساوة ابناء التربة الواحدة.
اولئك الاشخاص المتكلمون بالعربية اداروا ظهرهم لشعبهم بحجة الصراع السياسي ومسميات اخرى، وبموازاة كيلوات من اعجاب الاعداء، حملوا ارطالا من التحريف، فكوردستان التي نعرفها واسعة لمن يؤمن بها وليس بما يرسمه الفوضويون.
القرارات المصيرية ليست بكل سنة بل بكل يوم يخضع بها الراسبون والمكملون لامتحان ومع ذلك يعطون فرصة، لكن الحقيقة هي اولئك غير الملتزمين بالاصول والمعتقدات ليسوا بحاجة لفرصة جديدة فهم تاركو التعليم اصلا، لما من سوداوية يحملونها بقلوبهم وعقولهم ويصورون كل شيء كبطاقة يانصيب، وبالحقيقة فوزها اسود على الشعب.
من الواضح ان الخسارة الاكبر ليس باصرارهم عرقلة مشروع الكورد انما بصبر الشعب وانتظاره على هذه المحن، فالماضون بهذا الطريق لن يعودوا، والالم ليس برحيلهم وهو ليس بجديد فسبقهم اخرون، واصبحت حقا مرثية لهذه الافكار، فالراحلون يسعون لجلب بغداد صوب كوردستان بحجم قساوتها وتاريخها المرير.
واليوم ومع ترقب قرار للتعزيز للسلم والسلام- استقلال كوردستان- عشرات من دول العالم لديهم حضور سياسي وعسكري في المنطقة، ولديهم مشتركات بحجم السلام والامن العالمي مع شعبنا، ولديهم معاناة اكثر مع المعاندين بقضيتنا، فهل يجب علينا الانتظار اكثر؟
كوردستان اليوم تمتلك عناصر الشعب والارض والسلطة السياسية، والمتبقي هو السيادة المستقلة، كما نؤمن من الضروري ان نخرج من سجن الانتظار والتردد، فمفهوم الاستقلال ليس كما يصوره الراحلون، من خلق عداوات او انزواء، بل على العكس فما تحمله كوردستان من رؤى، تكمّل الخطوات المرسومة في جميع المجالات، واستقلالنا لن يكون باعث فقر وتراجعا بل يعزز ما نؤمن به نحن لمجالات الديمقراطية وحقوق الفرد والسمو، ومن يصرف لغير ذلك فمحتم ان العدو لم يُبيدنا او يخوننا يوما.