تراودني مشاعر المذهول لما يلاقيه الكرد من الاضطهاد والتنكيل ووأد جميع المحاولات التي قد تفضي الى نشوء دولة كردية علمآ بأن اكثر من ثلاثين دولة انسلخت من الدولة العثمانية لكنها ركزت جل اهتمامها على الحيلولة دون انفلات الكرد على الاقل منذ بداية القرن العشرين وانتهاء الحرب العالمية الاولى فأقام كمال بك اتا تورك حكمه على اشلاء ثوار درسيم بحقد شمل حتى اعدام المحامين الذين دافعوا عن المتهمين واتهموا الشيخ عبد السلام بارزاني بكونه يقود مجموعة من قطاع الطرق فأعدموه في الموصل .
ولو عدت لبطون التاريخ لوجدت ان شيخآ تركيآ قد اختلق حادثة غضب الرسول محمد ( ص ) من ( بك دوس ) وهو زعيم جمع من الكرد يحملون حمولة 40 بعير الى النبي وهو محصور في شعاب مكة كاد يموت جوعآ جراء حصار قريش للمسلمين الذين امنوا بدين محمد على انه القائل ( ما اغلض هولاء القوم وأقبحهم الهم لا تنصرهم ابدآ ولا تقم لهم شأنآ !!!!
تصوروا رجلآ يربط الحجارة على بطنه من الجوع يأتيه الكرد بهذه المعونة فيدعو عليهم لا يدعو لهم ( الالعنة الله على القوم الكاذبين ) ثم يدفعون برجل شامي ليقول ان الكرد هم ولاد الجن المتزوجين من اليهود قوم سليمان فتكاثروا في الكهوف ثم انهم قتلوا ونفوا واقالوا جميع القادة الكرد في الجيش العثماني الذين حققوا انتصارتهم في حرب القرم التي تسمى الجزيرة الروسية بأسمها ثم قتلوا ذو الفقار خان كلهر الذي فتح لهم بغداد في سنة 1593 م وقتلوا كي خدا عزيز الذي دمر دولة القزل باش (ذوي الرؤس الحمر ) بعد ان كرمه السلطان مراد الرابع وهدموا امارة ( كل باخي ) بجوار باخ السليمانية الحالية واختلقوا رسائل بأسم الملك محمود الحفيد للحيلولة دون منح بريطانيا الحكم للكرد في ولاية الموصل .
وها هم امام تلفزيونات الدنيا يقطعون اشلاء المقاتلات الكرديات في عفرين ويصرون على انهم لن يسمحوا بنشوء ولو محافظة كردية واحدة في شمال سوريا تفضي بوصول الكرد الى البحر وفي الناس دعاية على ان الترك هم الذين كانوا يغرقون السفن المتهالكة لمنع وصول الكرد الى اوربا .
تركيا تريد نفط كردستان ولما لم تحصل تريد ماء كردستان في مشروع المائة سدة ( الي سو ) لانها ترى بدون الكرد فأنهم دولة مهلهلة لا قدرة اقتصادية ولا صناعية ولا زراعية لمقاومة المنافسة الاوربية والصينية ناهيك عن الامريكية والروسية واليابانية لتجرب الصداقة بدل هذه المذابح وقد استفادت من كردستان الاقليم فكيف لو صارت دولة ( لان جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله ) .