علي حسين فيلي/ ما الفائدة من ان تحكم قبضتك على كل شيء في هذه الحياة وتعطي روحك خسارة، يجب ان نضع نصب اعيننا الا تحكم على الاخرين حتى يحكم الاخرون عليك، وتعفي عن الاخرين حتى يعفون عنك، وتساعد الاخرين حتى يساعدونك، فالأمر سيان بالنسبة للعراقيين فهناك حلول كثيرة ومن النوع الجيد التي بها تجلى المشاكل، لكن في الوقت نفسه هناك طرق غير صحيحة تزيد من الواقع مرا ومعاناة.
في هذا المجال استذكر قصة حقيقية من النوع المر، ذات يوم مجموعة من الممثلين في احدى المدن كانوا يقدمون مشهدا عن معركة بين الخير والشر، وفي نهاية تمثيليهم انتصر الخير وانتهت الحكاية، احد التلاميذ الحاضرين تأثر بالنهاية وخاطب استاذه، "هل رأيت كم هو جميل ان الخيرين اتصور على الاشرار"ـ ابتسم الاستاذ وقال ان في حياة الواقع الخير لن يفوز دائماـ بل الغلبة للأذكياء ومن يتدبر امره، واذ لم تأخذ هذه الحقيقة المرة بواقعية لن تعيش حياتك.
نحن العراقيين لدينا جمال في اعمالنا ومواقفنا ومن السهولة ان نفتخر بهاــ لكن لا ننسى ان الانسان مرتبط بواقعه الاجتماعي، وبالرغم من كل الاختلافات بين فرد واخر من احساس وافكار وقابليات، لكن يجب ان نتعلم ونؤصر العوامل الاجتماعية والمجتمعية، فلا يجوز ان نتخوف من الخسارة، بل يجب ان تكون عبرة للكبوات القادمة، فالملاحظ ان اكبر الهم ليس بالخسارة بل ان يرانا الاخرون مكسورين.
واخيرا سنة ذهبت بحلوها ومرها، فنحن القينا هذه السنة بمعجزة خلفنا بكل ثقل مشاكلها ومعاناتها، وانصب جهد تفكيرنا واملنا وعملنا ان نخطوا قدما نحو السنة الجديدة، وبطبيعة الحال الامل والامنية جل ما تبقي للعراقيين واصبح رأس مالهم ونأمل الا يذهب بعيداً.
فالعراقي بطبعه عاشق، والعشق يعلم الصبر، والصبر يجعلك رؤوفا لا حاسدا ولا متكبرا او عنيدا، وبكل حسناتها وسيئاتها انتهت 2016، وبهذه البلاد بأخبارها المؤلمة والمحزنة التي تخطت الاخبار المفرحة، هناك افق منير يحذوا املنا بان يعتلي 2017 اطر من التوافق والمصالحة، فالتعايش الجبري والقسري لن يأتي بنتيجة على احد، والحرب ايضا لن تفكك او تقوض الحياة، فالأنسان العراقي اذ لم يتصالح ويتصافى مع نفسه لن يستطيع احد ذلك، ونأمل بهذا العشق فرحا وسعادة بقدر ما تحمل من مشقة وآلام وانتظار وشجع وآمن بكل ما في هذه البلاد، فعشقه النقي لن ينتهي.