علي حسين فيلي/ ان اشكال خسارة البصيرة، والتوسع، والاطماع، في العالم كثيرة ومتنوعة، ولكن الاحداث التي تسبب بها اصدار القرارات الخاطئة التي تلحق الخسائر بمساحة العراق تعد قليلة!
من الواضح انه منذ بداية العام الجاري وحتى يومنا هذا ازداد نفوس العالم بنحو 34 مليون نسمة ولكن هذا لايعني ان مشكلاته قد قلت.
ومثلما علمتنا قراءة التاريخ والتمحص في تجاربه بان خسارة الانتصار امر وارد ومنتظر، فمن السهولة بمكان ان نقول اليوم بان الخطأ في تحديد المنافع والمصالح العامة والسلوك والقرارات غير السليمة خلقت الكثير من المشكلات المزمنة لهذا البلد، والأكثر مرارة من تكرار تلك التجربة الفاشلة هو عدم تركنا نتعرف على الطريق الصحيح وسط عاصفة هذه الاحداث.
الخوف والتهديد الكبير على هذا البلد لايكمن فقط من انعدام الديمقراطية، بل في انعدام ثقة وايمان البعض بالبعض الاخر وروح التسامح، وهذا ما لا يوفر فرصة لنجاح اية عملية عصرية شاملة وعادلة.
ان نجاح العملية الانتخابية في العراق لا يكتب لها نتائج حسنة لان الغرب ودول الجوار تريد استقرارا يختلط باسم عدد من الاشخاص والجهات والبرامج التي كان من الممكن ان تكون بعيدة في اتجاهها الحقيقي عن رغبات واحتياجات هذا الشعب! وهذه هي القصة المريرة والتعهدات غير المتحققة هي القسم العامر لإرشيف هذا البلد.
الانتخابات في شكلها الطبيعي حدث جميل ويجب استقبالها ومباركتها، ولكنها هذه المرة، لا المشاركة كانت بالمستوى الملحوظ ولا طعم الفوز فيها كان لذيذا، لانها كانت المرآة العاكسة للاوضاع المريرة لمستقبل مجهول لا يظهر عليه علامات الامن والاستقرار.
يقال دائما ان بامكان العراقيين جماعة ان يتغلبوا على الاوضاع من دون ان ينتظروا الخلاص الخارجي؛ لان من شرائط الانتصار في حالة الحرب هي تضحيات وصمود من يحمل السلاح، والا فان وجود آلاف الاسلحة والاعتدة من دون وجود جندي مقاتل واحد ليس بامكانه هزيمة العدو!!
في الحقيقة انا ارى ان الله يحب هذا الشعب لكثرة ما يعفو عن اخطائهم! ولكن الى متى؟ لا اعلم.