فتوى لداعية كويتي أغضبت كثيرا من النساء
شفق نيوز/ أشعلت فتوى أصدرها الداعية الكويتي المعروف، عثمان الخميس، جدلا واسعا ومناقشات ساخنة، وخاصة بين النساء، إذ شن كثير منهن حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تعبيرا عن استيائهن وغضبهن.
أثناء الحديث الأسبوعي للداعية الكويتي عثمان الخميس في قناة المجلس، وهي قناة مرخصة من وزارة الإعلام الكويتية، أفتى "بعدم جواز نشر النساء لصورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولو غطين شعورهن".
وقال: "لا يجوز للمرأة أن تضع صورتها على تويتر والانستغرام".
https://twitter.com/Almajlliss/status/1324073701533503489
ردود فعل غاضبة
فتوى الخميس أثارت غضب كثير من النساء، فعلقن مغردات على فتواه بنشر صورهن إلى جانب الفتوى في تحد لكلامه، وتأكيدا منهن أن "كشف وجه المرأة ليس حراما".
https://twitter.com/rubaie_soha/status/1585650714767941632
https://twitter.com/waleeddhafeeri/status/1586037324848148480
كما تساءلت مغردات عن التناقض بين ما أفتى به الخميس وجواز كشف المرأة لوجهها في الحرم.
https://twitter.com/fatoma_alduaij/status/1585882103283159041
وأشارت مغردات إلى أنهن يخرجن إلى أماكن العمل والمجمعات التجارية حيث يختلط النساء بالرجال دون حاجة لتغطية وجوههن.
https://twitter.com/Beroo91/status/1585287105261043714
كما قارنت كويتيات بين ما وصفنه بـ"التوجه السعودي المنفتح" وبين "ما يحدث للسيدات في الكويت".
https://twitter.com/AreejHamadah/status/1585725189068816387
ورأى بعض المغردين أن الخميس "تعدى حدوده وأثار النعرات الطائفية".
https://twitter.com/almusafer6059/status/1585930083885121536
مؤيدون لفتوى الخميس
من جهة أخرى، أيد آخرون الفتوى التي أصدرها الخميس، وبدا واضحا ميلهم لتوجه فتاواه الدينية الأقرب للمدرسة السلفية الوهابية التي تلقى العلم عن شيوخها، من أمثال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين.
بعض المؤيدين للخميس انتقدوا دور تطبيقات الدردشة ومواقع التواصل وقالوا إنه "حتى وقت قريب كان النساء نادرا ما ينشرن صورهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
https://twitter.com/kalemt7aqq/status/1585932347542994944
ورأى بعض المدافعين عن الخميس أن "رأيه صحيح حتى إذا لم يعجب بعض الناس" لأنه "يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر" على حد قولهم.
https://twitter.com/mar__kw/status/1585932723230605312
بينما رأى بعض المؤيدين للخميس أنه "شيخ عفوي يجاوب بما يراه حسب علمه دون أجندة أو نية معينة" وأنه "يتعرض لحملة شرسة من النسويات والليبراليين".
https://twitter.com/Abdulla_Albader/status/1586037449045807104
لكن فريقا ثالثا دعا إلى تهدئة الجدال وقال إن "من يريد الاستماع إلى النصيحة فليفعل ومن لا يريد فهو حر".
https://twitter.com/ahmad15225363/status/1585923324810403845
علماء دين: "من يفرض تغطية وجه المرأة يدعو للتشدد"
استطلعت مدونة بي بي سي ترند رأي الشيخ حسن الشلغومي، رئيس منتدى أئمة فرنسا، فيما أثير "من أن الدين الإسلامي لا يجيز كشف وجه المرأة". وأكد الشلغومي أن:
"هذا الرأي يدعو إلى التشدد والتطرف، فالرأي الأغلب لفقهاء الإسلام هو عدم التحريم، وأن مثل تلك الآراء تؤثر سلبا على المسلمين وتعيدهم إلى الخلف".
"هذا الرأي هو تأويل من السلفيين الذين يتبعون آراء بن تيمية وغيره، وهي أقوال متطرفة".
"في السعودية ومصر يضع علماء الدين الرجال والسيدات صورهم على صفحاتهم وعبر مواقع التواصل، فهل هؤلاء مخطئون؟".
"هذا يعد غلواً في الدين والتطرف، فليس هناك من القرآن والسنة حديث واضح في هذا الشأن، ولكنهم يؤولون بعض الحديث للصحابة والتابعين ويجعلونه كمرجعية دينية لهم".
"لو كان هذا الحديث صحيحاً لما كانت المرأة تظهر وجهها وهي تحرم للحج، وهو أعظم شعيرة في الإسلام نستشعر فيها الروحانيات. فإن كان كشف وجهها حرام لأمر الله أن تغطيه، أليس كذلك؟".
شيخ الأزهر: "النقاب ليس من أساس الدين"
وكان شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب قد قال في لقاء سابق معه إن "99% من الفقهاء والمفسرين قالوا إن المقصود بـ"الزينة" في قوله تعالى "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" يتعلق بالوجه والكفين، وحددوها في الكحل والخاتم".
وأكد الطيب أن "المرأة المسلمة يجوز لها كشف الوجه والكفين، عند الأئمة الأربعة، والقدمين عند الإمام أبو حنيفة"، وأشار إلى أن "بعضهم أجاز ظهور ما بين الكفين إلى منتصف الذراعين".
وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إنه "لا صحة لمن يقول بضرورة أن تغطي المرأة وجهها وكفيها وقدميها أثناء الصلاة"، وأوضح أن "النقاب ممنوع في الصلاة وفي الحج"، واستدل بقول النبي: "لا تنتقب المُحْرِمة".
وأكد شيخ الأزهر أن "غطاء الرأس هو الواجب فقط، وليس غطاء الوجه ولا اليدين، لا النقاب فرض ولا القفازين ولا الجوارب"، وأشار إلى أن "الأخذ بالنقاب يعتمد على رأي واحد ضعيف في المذهب الحنبلي" وأن "كل الصحابيات كن غير منتقبات".
وتابع الطيب: "لو أن النقاب شيء مفروض علينا فكيف يجرد منه نساء المسلمين أثناء أداء مناسك الحج؟ مسألة النقاب حرية شخصية للنساء، ولمن ترتديه الحرية الكاملة، ولها كامل الاحترام، لكن من ناحية التشريع فهو ليس من أساس الدين، وإنما من باب العادات والتقاليد".