إیران وتركیا تنافُسٌ ولكن
عبدالرحمن عبدالسلام
2018-04-13T07:00:00+00:00
من المعلوم أن ایران وتركیا قوتان متنافستان فی المنطقه ویأتی هذا التنافس من عمق التاريخ الحضاری والمساحه الجغرافیه الواسعه وألامكانیات المتعدده مما یؤهل كلا الدولتین فی أن تدخل ضمن سباق مستمر،رغبه منها في توسيع دائرة قوتها وهذا يأتي من عقليه صانع القرار وتحديده للاولويات ، ورغم أن الدور الایرانی كان قد سبق الدور التركی بأعتبار ان الموقف التركی وخاصه بعد انهیار امبراطوریتها ، حيث تقلصت تلك القوه التی كانت تمتلكها فی السابق لكن الدور الایرانی كان بارزا ولاسیما فی فتره الحرب البارده بعد ان كانت الولایات المتحده منشغله بحرب الفیتنام والذی عرف ب"pillars twin"(توأم الاعمده) ایران والسعودیه حيث كانت أيران فاعله حينها،وبعد الثوره الایرانیه 1979 وتغیر نظامها بعد الدعم الفرنسی لها، أخذت تعزز من الجانب الایدلوجی بأعتبار ذلك محرك ودافع من اجل تعزیز مكانتها أكثر فی حین كانت تركیا منشغله بمشاكلها الداخلیه والانقلابات المتكرره والتی حجمت قوتها ودورها أقلیمیا ودولیا الا انه وبعد عام 2003 نستطیع القول بأن متغیرات كثیره حصلت ومره أخری ایران كانت قد سبقت تركیا من ناحیه فرض النفوذ ولا سیما أذا اخذنا العراق انموذجا فی حین كانت تركیا منشغله بالداخل اكثر، وتهیئه وتعزیز الاستقرار والبناء لانه وكما نعلم الدوله عندما تكون ضعیفه من الداخل لا تستطیع ان تكون مؤثره بالخارج فی حین ان ایران تمددت اكثر فأكثر حتی وصل الامر الی القول بأن النظام الایرانی هیمن علی عراق ما بعد 2003 من قرارات تتخذ وثروات تنهب ومصیر شعب مجهول والذي ضاق الامرين،حيث أن مصير الدوله حينها كان منفردا والقرارات التي كانت تتخذ هوجاء،أما بعد زوال النظام فبإختصار شديد فوضى عارمه وذئاب منفرده وضمائر منعدمه.
ويمكن ذكر بعض النقاط حول سلوك كلا الدولتين:
1-تركيز إيران على نشر الفوضى في دول المنطقه بينما كان سلوك وسياسه تركيا منشغله بمبدأ صفر مشاكل مع دول الجوار حيث نجحت لكنها لم تدم طويلاً.
2-من حيث المكانه الدوليه والاقليميه فالدور الايراني من المؤكد يكون قريبا من الانظمه التي تكون مشابه لها من حيث (مبدأ المصالح)بينما كان الدور التركي يركز على بناء تحالفات مع الانظمه ذات الميول والتوجهات الاسلاميه ألعربيه القريبه من أفكارها للتقارب وبناء علاقات قائمه على التجاره تمهيداً لمصالح أخرى.
3-من حيث الأيديولوجية فكلا النظامين يمتلكان فكر معين وعقيده،يكاد النظام يرسّخ ذلك لكي يكون محفزاً للدوله في إمكانية تقدمها،والذي يجب أن يوجه بالشكل الصحيح وليس على حساب الدول الاخرى.
حين نقارن تصرفات كلا الدولتين فلا يخفى على أحد من أن هناك نوايا ومساعي توسعيه،وهذا يدل على أن كلا الدولتين فاعلتين إقليمياً ودولياً،لكن كرؤيه متواضعه مستقبليه فأن الدور التركي من المحتمل أن يكون أكثر بروزاً لانها تسيير ضمن نهج وسياسه أكثر عقلانيه بدليل أنها تتقدم بمراحل نحو الآمام ،على أن لا ننسى بأن المعرقل الأساسي لتركيا هي عدم تماسكها الداخلي ومن الضروري المحافظه عليها،والحوار ولا سيما مشكله الكورد والتي تحتاج الى حلول جذريه من أجل الاستقرار بدل من الفعل ورد الفعل والذي لم يجلب لها سوى الخسائر،بينما على أيران أن تكون واضحه من الداخل (مع شعبها) لان الكبت يولد الأنفجار والتظاهرات الاخيره أكدت على أن الشعب لا يستطيع أن يستمر على هذا المنوال ، لو رغبت إيران بالحفاظ على إستقرارها ودورها عليها أن تعيد حساباتها من جديد بالشكل الذي يجعل من أدائها يعود بالإيجاب عليها في الداخل وفي الخارج.