ارسلت بطلبه افغانستان وابهر العراق وايران.. ملا نامدار في سطور
شفق نيوز/ جمعته مقاهي مندلي ومنتدياتها الثقافية واطلقت تغريداته منهلاً فاصبح ضليع الادب الكوردي والفارسي، ومساهماته العربية والتركية، انه ملا نامدار، تولد كما يشير إليها في مذكراته بين (1898 - 1907) في مدينة مندلي وتوفي في 14 / 10 / 1982 في مدينة بغداد على أثر مرض عضال.
مارس مهنة التعليم من خلال الكتاتيب التي كانت بمثابة المدارس في عصرنا الحالي وفي نفس الوقت عمل مترجماً في دائرة قائممقامية مندلي حيث اعتمد من الجانبين الإيراني والعراقي لترجمة النصوص من العربية إلى الفارسية والعكس بالإضافة إلى كونه عمل مترجماً شخصياً للقائممقام.
نظم أشعاراً باللغة الفارسية أكثر من ست عشرة مخطوطة، لكن لم تبقَ من تلك الدواوين سوى ثلاثة أما بالنسبة لأشعاره باللغة الكوردية فقدم الكثير من القصائد عن طريق الإذاعة الكوردية في بغداد بعد ثورة 14 تموز 1958.
ويذكر السيد يوسف بأن والده كان يكتب بعض قصائده أثناء إنتقاله إلى الإذاعة في سيارة مصلحة نقل الركاب وأغلب الأحيان على علب السكائر.
بالنسبة إلى الشاعر (ملا نامدار) فكان غير مبال بالمجال الإعلامي والظهور على صفحات المجلات والجرائد وإن الإذاعة كانت المجال الوحيد بعد المجالس الشعرية في مقهاه لإلقاء قصائده الشعرية. أما بالنسبة لنظمه باللغة الفارسية فكانت مصدر إهتمام الكثيرين من الأدباء في عصره ومنهم الشاعر المصري الكبير (أحمد رامي) وبالنسبة لعلاقاته الاجتماعية فكون الشاعر كان ضليعاً بالكوردية والعربية والفارسية والتركية أعطت شخصيته أبعاداً أخرى فكما جاء في مذكراته إن السفير الأفغاني في وقته عرض عليه أكثر من مرة السفر إلى أفغانستان للمشاركة في الندوات والمؤتمرات الأدبية لأنه كما يعلم الجميع إن اللغة الفارسية تعد من اللغات الأساسية في أفغانستان. لم يسع (ملا نامدار) من أجل المال والشهرة لأنه غادر مدينة مندلي إلى بغداد عام 1950 . وأسس مقهى شعبيا في منطقة (قهوة شكر) القريبة من (باب الشيخ) وانتقل بعد ذلك إلى مقهى آخر في منطقة (سيد سلطان علي).فمقاهي (ملا نامدار) كانت بمثابة مجالس ومنتديات ثقافية وشعرية شارك فيها الكثيرين من شعراء عصره ومنهم الشاعر الكوردي الكبير (داري ساري). أما في مجالات شعر (ملا نامدار) فهي مختلفة وتشمل الشعر السياسي والوجداني والعرفاني، فلم يسبق لشاعر أن نظم القصائد في أربع لغات مختلفة ولكن للأسف الشديد فقدت جميع دواوينه الشعرية، ففي الفارسية لم يبق سوى ثلاثة دواوين من أصل ستة عشر ديواناً. أما الدواوين العربية والكوردية فحسبما جاء في قول السيد (يوسف نامدار) فقد تم إتلافها بعد تسلط البعث على الحكم بعد عام (1963) لأنها قصائد كانت قد نظمت في مدح الزعيم الكوردي الخالد المرحوم (ملا مصطفى البارزاني) بالإضافة إلى قصائد يمجد فيها ثورة 14 تموز عام 1958 وزعيمه المرحوم عبد الكريم قاسم . بالإضافة إلى الملكة الشعرية لدى (ملا نامدار) فإنه كان فارساً ومحباً للفروسية والصيد.
هناك العديد من الكتــّاب الكورد تحدثوا عن الشاعر ملا نامدار، من أوائل هؤلاء هو الكاتب المرحوم محمد توفيق وردي في مبحثه ما يأتي:
"لعشائر الكلهور أو اللر الصغرى- الفيلية أدب فولكلوري زاخر بالقصص والأساطير والملاحم والنكبات كبقية العشائر الكوردية وقد برز منهم شعراء كثيرون قديماً وحديثاً منهم : (سه ى ياقوو, ملا يعقوب,يوسف ياسگه, شاكه،خان منصور,شه فى,ملا نامدار,محمد حسن برزو,ئه ركه وازى) فيما شكر السيد وردي الشاعر ملا نامدار لانّه وضع بين يدي الكاتب بعض المخطوطات كانت مفيدة جداً لتأليفه الكتاب".
وقد أوردت صحيفة آفاق الكورد- احدى اصدارات مؤسسة شفق- في مقال لها عن الشاعر ملا نامدار ما يأتي : " له 12 جزءاً مخطوطاً باللهجة اللورية الكوردية نقلاً عن السادة : (عبد و محمد توفيق وردي) ، نشر معظم قصائده في الصحف.
فيما يضيف الباحث والكاتب أحمد الحمد المندلاوي عن الشاعر ملا نامدار انتسابه العشائري وكم من المخطوطات عنده ، وما هو المصير الذي آل اليه الشاعر الكوردي بان يعمل في مهنة خاصة لا علاقة لها بسمات شخصيته التي هي الشعر والأدب ، سوى ان مكان عمله كان ملتقى للشعر والشعراء والادباء وكل محبي الشعر والأدب ، وكما يأتي: "ان ملا نامدار التيموري بن حسن من عشيرة (قره لوس) قد ترك لنا أثني عشر جزءاً مخطوطاً من أشعاره باللهجة الكوردية الفيلية- اللورية . كان قد غادر مندلي عام 1950م، وأسس مقهى شعبياً في منطقة گهوة شكر في بغداد ، ثم أنتقل الى منطقة سيد سلطان علي ، ثم عمل في شارع السموأل ، توفي أثر مرض عضال بتاريخ 14/10/1982م