العيداني: ركام منارة جامع السراجي لن يتم اتلافه وسنعيد بناءها بموادها التاريخية
شفق نيوز/ أعلن رئيس الحكومة المحلية في محافظة البصرة أسعد العيداني، يوم السبت، أن حكومته ستعيد بناء منارة جامع السراجي مرة أخرى بموادها التاريخية وذلك بعد صدور ردود أفعال غاضبة رسمية وشعبية من هدمها.
وقال العيداني في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الوقف السني في المحافظة: انتظرنا سنة ونصف السنة لهدم جامع السراجي وإعادة بنائه بطريقة تليق بمكانته التاريخية، مبينا أن الآثار تأخرت علينا بتفكيك المنارة رغم مطالبتنا المستمرة بتفكيكه ولم يردنا أي جواب من مفتشية آثار البصرة.
ولفت ابلاغ الوقف السني بعملية الهدم قبل أسبوع من هدم المنارة، مؤكدا أنه سيتم بناء الجامع بجامع آخر يليق بالبصرة و أهلها و بأفضل الطرازات المعمارية.
كما أشار العيدانيّ إلى أن أنقاض المنارة القديمة موجودة ولم يتم اتلافها ولدينا شركة متخصصة بإعادة بناءها بموادها التاريخية.
واستطرد بالقول: لم يردنا أي شيء من مفتشية آثار البصرة بتسجيل هذه المنارة في الآثار.
ونوه محافظ البصرة إلى أن الوقف السني و مديرية استثمار بغداد قدموا مسجد الزبير الأثري و التأريخي للاستثمار و حكومة البصرة رفضت الأمر.
ومضى بالقول: حرصنا على بناء و إعادة إعمار عشرة مساجد تابعة للوقف السني بعيداً عن الأصوات النشاز التي تريد أن تثير نعرات طائفية.
وتابع العيداني بالقول، إن جامع السراجي سيكون رمز للتعايش و الوئام و السلام في محافظة البصرة.
وشرعت الحكومة المحلية في البصرة فجر أمس الجمعة بإزالة جامع السراجي بالتنسيق مع الوقف السني.
وقال رئيس الحكومة المحلية اسعد العيداني في تصريح مصور له اثناء عملية ازالة الجامع، انه سيتم بناء جامع جديد محل الجامع الذي تم رفعه بعد ورود شكاوى عديدة من المواطنين حول الجامع الذي يعيق حركة المرور وسبب ضيق في مشروع طريق السراجي.
و توعدت جهات رسمية بملاحقة الحكومة المحلية في محافظة البصرة قانونيا بعد اقدامها على هدم منارة جامع السراجي الأثري.
وجامع السراجي، وهو من مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية، وبني في العام 1140هـ/1727م، ويقال إن الذي شيده عبد الوهاب باشا بن أحمد القرطاس في العام 1320هـ/1902م.
وتبلغ مساحة الجامع حوالي 1900 م2، ولقد كان بناؤه من مادة اللبن والطين، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجدد بناؤه من قبل مجموعة من المتبرعين في عقد الثمانينيات من القرن العشرين، وكان آخر تعمير وتجديد لهُ في عام 1421هـ/2002م، وتم ذلك على نفقة المحسنة (أم حميد التويجري)، وتقام في الجامع حالياً صلاة الجمعة وصلاة العيدين والصلوات الخمسة.
وفي الجامع منارة أثرية فخمة البناء لها حوض واحد، مبنية بالآجر القديم ونقشت بعض اجزائها العلوية بالكاشي الملون الكربلائي، وفيهِ مصلى واسع يبلغ عرضه 18 متراً وبطول 11 متراً، وللحرم محراب مبني من الطابوق والأسمنت وعن يمينه منبراً محاط بسياج من خشب الصاج، وتحيط بالمصلى النوافذ من كل جانب.
ويعتبر الجامع من أوسع مساجد البصرة مساحة قديما حيث كان يسمى بالمسجد الكبير في البصرة قبل بناء المساجد الحديثة وجامع البصرة الكبير، وأيضاً كان من مسمياته القديمة اسم جامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان أسمها قرية مناوي لجم ثم توسعت وتمييزاً لهُ عن جامع مناوي لجم الصغير.