أهازيج وحبّات ثلج.. "ههرهوهز"، عادة كوردية قديمة بروحٍ متجددة

شفق نيوز/ أعادت الثلوج التي تساقطت مؤخرًا على قرى كوردستان في إيران إحياء عادة اجتماعية قديمة تُعرف بين الأهالي "ههرهوهز"، وهي تُجسد روح التعاون والتعاضد الجماعي في إنجاز الأعمال الشاقة، سواء خلال موسم الحصاد أو عند تراكم الثلوج على أسطح المنازل.
"ههرهوهز" كلمة كوردية تشير إلى تعاون مجموعة من الناس بشكل طوعي، دون أي مقابل مادي. ويحرص الأهالي في القرى على تطبيق هذه العادة عند وقوع أحداث أو أعمال تتطلب جهودًا مضاعفة، مثل إزالة الثلوج أو جمع الحصاد. ويؤكد هذا التقليد على أهمية عدم ترك الأسر المسنّة أو المحدودة القدرة بمفردها في مواجهة الأعباء الثقيلة، بحسب تقرير لصحيفة همشهري الإيرانية ترجمته وكالة شفق نيوز.
خلال الأيام الأخيرة، ومع تساقط الثلوج بغزارة في قرى كوردستان، عاد القرويون لإحياء هذه العادة القديمة، حيث تصعد مجموعة من الأشخاص - كل منهم يحمل مجرفة - إلى أسطح المنازل، ويعملون معًا على إزالة الثلج المتراكم، وبذلك يجسدون روح التعاطف ومبدأ “الجميع يساند الجميع”، مما يجنّب الأسر الضعيفة أو المسنّة مخاطر تضرر أسطح منازلهم بسبب الثلوج.
لا تقتصر عادة "ههرهوهز" على فصل الشتاء، بل تمتد لتشمل الأعمال الزراعية. فعند موسم الزراعة والحصاد، يتعاون القرويون في جني القمح والحمص وغيرها، بشكل يضمن إنجاز العمل في وقت أقصر وبكلفة أقل.
وفي القرى التي تفتقر للآلات الزراعية الحديثة، يبرز دور هذه العادة في إنجاح المواسم الزراعية عبر الجهد التعاوني والروح الجماعية.
وفي شتاء العام الماضي، واجهت قرية سلوك بمدينة مهاباد انهيارًا أرضيًا كاد يدفن المنطقة بأكملها. لم يطلب الأهالي المساعدة من أي جهة رسمية، بل اعتمدوا على روح "ههرهوهز"؛ فتوجه سكان القرى المجاورة حاملين جرارات وحفارات، ليعملوا معًا على إنقاذ القرية دون تقاضي أي أجر، في صورة حية للتعاون والالتحام بين أفراد المجتمع.
بحسب أهالي المنطقة، فإن عادة "ههرهوهز" لا تقتصر على إنجاز المهام فحسب، بل تمزج بين العمل الجماعي وأجواء الفرح.
يبدأ الناس وينهون أعمالهم الجماعية بالأهازيج والأغاني التراثية، مما يخلق روح البهجة ويحفّز على مزيد من التعاون. وفي بعض القرى التي يقل عدد سكانها عن عشر عائلات، قد يتعاون ثلاثون أو أربعون شخصًا من عدة قرى لإنجاز أعمال أسرة واحدة في يوم أو يومين.
ترجمة: وكالة شفق نيوز