"قصر الشعب عاد له".. سوريون يتجولون داخل حياة الأسد الفارهة
شفق نيوز/ بمجرد النظر في ردهات "قصر الشعب" في دمشق الذي أصبح متاحاً لأفراد الشعب بعد أن سيطرت قوات المعارضة على المدينة، تعرف أنه سيكون من الشواهد الخالدة على نهاية حقبة بشار الأسد ووالده حافظ من قبله ونهاية حكم حزب البعث.
وتكشف تقارير عدة ما وجده السوريون والصحفيون الذين زاروا القصر الجمهوري الواقع على جبل قاسيون، حيث وجدت قطع نجف ضخمة تتدلى في غرف الاستقبال المليئة بالأثاث الدمشقي، ومنحوتات لاتزال في مكانها في المكاتب وغرف الجلوس.
والقصر، الذي صممه مهندس معماري ياباني، عام 1990، تحت حكم حافظ الأسد يأخذ شكلا مكعبا مترامي الأطراف، ويمكن رؤيته من جميع أنحاء المدينة تقريبا.
وتمكن مسلحو "هيئة تحرير الشام" من تأمين القصر بعد أن اقتحمت حشود من السوريين المبتهجين المجمع، يوم الأحد، وحملوا الأثاث والأعمال الفنية، وشاهدوا مرآبا مليئا بالسيارات الرياضية الفارهة.
بعد دخول قوات المعارضة القصر برفقة مواطنين، تم تمزيق صور أسرة الأسد وداس المعارضون بأقدامهم عليها، لكن لم يلحق بالقصر نفسه سوى القليل من الضرر، وفق صحيفة وول ستريت جورنال التي زارت المكان.
ويحتوي القصر على غرفتين لاجتماعات مجلس الوزراء: واحدة فوق الأرض، وأخرى تحت الأرض يبدو أنها كانت مخصصة لحالات الطوارئ.
وفي غرفة مجلس الوزراء، على بعد 3 طوابق تحت القصر، توجد لوحات نحاسية تحدد مقاعد وزير الدفاع والقادة العسكريين، وعلى رأس الطاولة، تم تحديد مكان الأسد: القائد العام.
والغرفة متصلة بغرف معيشة تحت الأرض، وغرفة نوم وحمام، وأماكن إقامة الموظفين.
وفي مكتب الأسد الذي بات مهجورا، كانت الأرضية مملوءة بالكتب والأوراق، من بينها كتاب عن تاريخ الجيش الروسي، وخريطة لشمال شرق سوريا، وعثر أيضا على أقراص من عقار البنزوديازيبين المضاد للتوتر على المكتب.
وفي غرف المؤتمرات العملاقة، كانت هناك صناديق تحتوي على مجوهرات وأواني زجاجية فاخرة وهدايا.
عثر أيضا على مكتب يتمتع بإطلالات رائعة مزود بحمام داخلي. هذا المكتب خصص لبثينة شعبان، التي عملت مستشارة لعائلة الأسد لعقود من الزمن، وفيه عثر على صورة كبيرة لما يبدو أنه من حفل عيد ميلادها السبعين.
وفي غرفة تخزين كبيرة، عثر على هدايا حصل عليها الأسد من ضيوفه، بينها لوحات وتماثيل للأسد، وتمثال لجمل مع سرج مرصع بالجواهر، وقلعة ذهبية داخل علبة خضراء كبيرة، وصورة للملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب.
وتلفت نيويورك تايمز إلى أنه يبدو أن المزاج داخل القصر لم يكن جيدا في الساعات الأخيرة قبيل وصول المعارضة دمشق، فقد فاضت حاوية القمامة بالأوراق الممزقة، وعلى واحدة من الطاولات، عثر على فنجان قهوة نصف منتهي، وعشرات أعقاب السجائر التي توحي أن شخصا ما كان يدخن بعصبية بينما يشاهد أخبار تقدم المتمردين.