شغلت الشرق الأوسط والعالم.. إليك أبرز 10 أخبار كاذبة خلال 2024
شفق نيوز/ شهد عام 2024 الكثير من
الأخبار الزائفة والمضللة، كما تم رصد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف
في اختلاق صور وفيديوهات انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي لتمثل
تحديًا كبيرًا للسلطات والمجتمعات.
فمع الوقت تم تطوير أدوات قادرة على إنتاج
محتوى يبدو مقنعاً للغاية، سواء كان بصرياً على نطاق الصورة والفيديو أو مسموعاً
أو مكتوباً، مما يُعمق من ظاهرة انتشار المعلومات المضللة.
وبحسب تقرير لموقع "دي دبليو عربية" الألماني،يتم استخدام بعض الأساليب الكاذبة لأغراض سياسية أو اقتصادية، مما يؤثر على آراء الناس وسلوكياتهم وتوجهاتهم
السياسية والمجتمعية.
وخلال عام 2024 انتشرت في العالم
الكثير من المعلومات الزائفة والمفبركة والمغلوطة فيما يلي أبرزها:
1- سقوط طائرة بشار الأسد
في أعقاب هروب بشار الأسد بعد سيطرة
فصائل المعارضة السورية المسلحة على البلاد اختفت طائرته - التابعة للخطوط الجوية
السورية من طراز إليوشن إيل-76 T والتي تحمل رقم
SYR9218، بالقرب من مدينة حمص - من على شاشات
الرادار لتنتشر بعدها أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي عن سقوطها في أحد مناطق
سوريا وأنه لقي حتفه كما أشارت بعض المنشورات ومنها هذه الصورة.
لكن البحث العكسي عن الصور يظهر أن
الصورة المستخدمة تعود إلى حُطام الطائرة قديمة وأن اللقطة جاءت في سياق فيديو نشر
عام 2020 على موقع يوتيوب. ويتضح من مقطع الفيديو أن الحطام لطائرة سقطت في عام
1952. وفيما بعد اتضح أن بشار الأسد قد لحق بعائلته في روسيا حيث نالوا جميعاً
لجوءاً إنسانياً.
2- طائرة وسط القصف
لعل هذه الصورة كانت واحدة من الصور
"الأيقونية" والتي تم تداولها بكثافة شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي
خلال القصف الإسرائيلي على لبنان.
تظهر الصورة طائرة تابعة للخطوط
اللبنانية تقترب من الهبوط في مطار رفيق الحريري في العاصمة اللبنانية بيروت فيما
تحيط المطار نيران قصف عنيف وغير مسبوق على بيروت.
ويتضح أن الصورة مُنتجة بواسطة أحد برامج الذكاء الاصطناعي، فمثلاً تظهر عدة نوافذ مضاءة في المبنى الظاهر في الصورة وهي ليست على توازٍ مع المبنى نفسه وإنما مائلة بشكل غير طبيعي ومنافٍ لقواعد البناء.
أيضاً فإن مقدمة الطائرة أقصر مما هي
عليه في أنواع الطائرات التابعة للخطوط الوطنية اللبنانية، إضافة إلى أن طلاء
الذيل يبدو مختلفاً كما أن النوافذ الأمامية للطائرة اختفت.
3- صدامات في هولندا
في مساء السابع من تشرين الثاني/
نوفمبر 2024، وقعت أعمال شغب كبيرة قبل وبعد مباراة ضمن منافسات الدوري الأوروبي
بين فريق أياكس أمستردام الهولندي وفريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي، حيث نشبت
مواجهات عنيفة بين مشجعي الفريق الإسرائيلي من جهة، ومشجعين محليين ومؤيدين
للفلسطينيين من جهة أخرى.
وقعت عدة وسائل إعلام في خطأ حيث
اعتمدت على صور وفيديوهات فُسرت بشكل خاطئ قيل وقتها إنها تُظهر "ملاحقة
المشجعين الإسرائيليين وضربهم، وهو ما أشار إليه ساسة إسرائيليون وهولنديون بأنه
هجوم معاد للسامية"، حسب ما جاء في عنوان صحيفة وول ستريت جورنال. كما
استخدمت صحيفة "بيلد" الشعبية الألمانية الواسعة الانتشار لقطة من فيديو
تحت عنوان عريض: "مطاردة اليهود عادت من جديد: حشد عربي يطارد مشجعي كرة
القدم في أمستردام".
أثارت الهجمات على مشجعين إسرائيليين
في أمستردام غضباً دولياً. ومع ذلك، وفقًا للشرطة، فإن مشجعي مكابي تل أبيب قاموا
أيضًا بأعمال شغب واستفزازات قبل ذلك، ومن بين هذه الأعمال حرق علم فلسطيني ونزع
آخر من شرفة أحد المنازل.
لكن بالتحقق من محتوى فيديو للمصورة
الهولندية أنيت دي غراف والذي اعتمدت عليه الكثير من وسائل الإعلام، فإن الفيديو
في الواقع يُظهر مشجعي نادي مكابي تل أبيب وهم يهاجمون مشجعين محليين في محطة
القطارات الرئيسية في أمستردام.
واتضح أن الفيديو لا يظهر مؤيدين
للفلسطينيين يطاردون مشجعين إسرائيليين، ولا يظهر معاداة للسامية حسب ما ادعته
العديد من وسائل الإعلام بشكل خاطئ، وإنما هو في الحقيقة كان لمشجعين إسرائيليين
يهاجمون مشجعين محليين في هولندا ومؤيدين للفلسطينيين.
4 - حاملة الطائرات روزفلت
عندما تصاعدت حدة المواجهات بين حزب
الله اللبناني والجيش الإسرائيلي انتشرت على الإنترنت ادعاءات كاذبة حول التعزيزات
العسكرية على كلا الجانبين، وكان أكثرها انتشاراً أن الإدارة الأمريكية قالت إن
"حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت في طريقها حاليًا إلى ساحل إسرائيل
على البحر الأبيض المتوسط بسبب الحرب المتوقعة مع حزب الله"، وذلك بحسب منشور
على موقع إكس.
لكن هذا الادعاء ثبت أنه غير صحيح،
ذلك أن حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت كانت في هذا التوقيت بالتحديد تشارك
في مناورة عسكرية مع كوريا الجنوبية واليابان.
وأفاد موقع USNI NEWS، وهو موقع إخباري مرتبط بالمعهد البحري الأمريكي، يوم الأحد 23
حزيران/ يونيو الماضي، أن حاملة الطائرات الأمريكية وعدداً من السفن المصاحبة لها
ستتوجه إلى الشرق الأوسط بعد التدريبات. ومع ذلك، فإن الادعاءات بأنها في طريقها
إلى الشرق الأوسط وقت ظهور المنشور على الانترنت غير صحيحة.
5 - هجوم سيبراني في لبنان
في أعقاب عملية تفجير أجهزة البيجر
في لبنان يومَي الثلاثاء والأربعاء 17 و18 أيلول/ سبتمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل
ما لا يقل عن 37 شخصاً وإصابة حوالي 3000 شخص، انتشرت صور زائفة وفيديوهات خادعة
وادعاءات كاذبة عبر الإنترنت عن وقائع أخرى مشابهة.
من هذه الشائعات أنه تم أيضاً تفجير
هاتف آيفون في لبنان، فيما زعم مستخدمون آخرون لوسائل التواصل الاجتماعي أن
إسرائيل تسببت باشتعال النيران في ألواح للطاقة الشمسية، وانتشر ادعاء ثالث مفاده
أنه "في تاريخ 19 أيلول/ سبتمبر وقع انفجار في أجهزة لابتوب أو أجهزة كمبيوتر
محمولة"، بحسب ما كتب أحد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على موقع إكس ونشر
إلى جانب التعليق صورة لجهاز كمبيوتر محمول متفحم.
وعلى الرغم من إشارة محللين إلى
احتمال ضلوع إسرائيل في عملية تفجير أجهزة البيجر، لكن الادعاءات الثلاثة السابقة
اتضح أنها لم تحدث، كما أن الكثير من الصور المستخدمة للإشارة لهذه الهجمات إما تم
التلاعب بها أو أنها نشرت ضمن مقالات سابقة على تاريخ الوقائع المشار إليها، وهو
ما حدث مع صورة نشرها وشاركها المعهد الأمريكي لأبحاث السلامة من الحرائق حول
سلامة الخلايا الكهروضوئية.
6- تلقيح السحب
شهدت إمارة دبي بدولة الإمارات
العربية المتحدة فيضانات هائلة اجتاحت صورها وسائل التواصل الاجتماعي، ووقعت
انهيارات أرضية ضخمة في دبي وعدة دول أخرى بالمنطقة، حيث هطلت أمطار غزيرة في يوم
واحد أكثر مما سقط من أمطار بشكل معتاد خلال عام كامل، وسط ادعاءات بأن الاستمطار
الاصطناعي أو ما يعرف بـ"تلقيح السحب" هو سبب الكارثة.
لكن هذا الادعاء اتضح أنه غير صحيح،
فتلقيح السحب هي وسيلة للاستمطار (إنتاج المطر) باستخدام أدوات اصطناعية حيث تقوم
الطائرات برش أملاح معينة لا تذوب في الماء تؤدي لتكثف الرطوبة الناتجة عن السحب
على جزيئات الأملاح فتسقط على الأرض على شكل مطر لكنها لا تؤدي إلى هذا الشكل من
الفيضانات.
وتُستخدم هذه الطريقة في أجزاء كثيرة
من العالم، جزئيًا لتوليد الأمطار، ولكن أيضًا بهدف منع العواصف الثلجية.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" قد
ذكرت أن تلقيح السحب من قبل المركز الوطني للأرصاد في دبي أدى إلى زيادة هطول
الأمطار. لكن المسؤولين الإماراتيين نفوا اتخاذ أي إجراءات من هذا القبيل.
وتلقى فريق "DW" لتدقيق المعلومات ردًا من فريق بحثي في جامعة هوهنهايم
الألمانية والذي يجري مشروعًا بحثيًا مشتركًا مع المركز الوطني للأرصاد في
الإمارات. وكتب عالم الأرصاد الجوية أوليفر برانش أنه ليس لديه أي معلومات عن أي
عملية تلقيح للسحب في هذا التوقيت، فيما عزا خبراء آخرون الأمر إلى التغير المناخي.
7- نظريات المؤامرة ضد المسلمين
قبل وقت قصير من الانتخابات
البرلمانية المحلية في ألمانيا وقع حادث طعن وحشي بسكين في مدينة زولينغن
الألمانية. وفي هذه الجريمة، التي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مسؤوليته
عنها لاحقًا، قَتَلَ طالب لجوء مشتبه به - قيل إنه مسلم - ثلاثة أشخاص وجرح ثمانية
آخرين، وهو الحادث الذي أصاب البلاد بصدمة كبيرة.
لاحقاً، وجهت الشرطة البريطانية
اتهامات إلى صبي يبلغ من العمر 17 سنة بارتكاب ثلاث جرائم قتل وعشر جرائم شروع في
قتل وحيازة سلاح أبيض. ومَثُلَ المراهق - الذي أُخفِيَ اسمه لأسباب قانونية - أمام
محكمة مدينة ليفربول. وأكدت الشرطة المحلية أن المراهق ولد في كارديف لأبوين
روانديين، ويبدو أنه لا توجد صلات معروفة له بالإسلام، وأن التحقيق لا يسير على أن
الواقعة متصلة بالإرهاب.
وفي ألمانيا وبعد وقت قصير من هجوم
زولينغن شارك النائبُ عن حزب البديل من أجل ألمانيا مارتن زيشرت على منصة إكس
مقطعَ فيديو وكتب: "المسلمون المتطرِّفون يتقدَّمون في كلّ مكان في ألمانيا.
هنا مقطع فيديو قصير لتجمُّع أقامه في نورنبيرغ تنظيم الدولة الإسلامية بعد وقت
قصير من هجوم زولينغن". ويظهر في هذا المقطع مع الادعاء المنشور بلغات مختلفة
عدة أشخاص يحملون رايات سوداء أمام كنيسة سانت لورينتس في مدينة نورنبيرغ
الألمانية.
وبفحص محتوى الفيديو تبين أنه لا
يعرض تجمعًا لتنظيم "الدولة الإسلامية"، بل يعرض موكبًا شيعيًا بمناسبة
أربعينية الحسين، وهو احتفال تذكاري ديني يعبِّر فيه المسلمون الشيعة عن حزنهم على
مقتل الإمام الحسين حفيد النبي محمد. ومن خلال البحث العكسي الذي أجراه فريق "دي دبليو" تم الوصول إلى منشور نشره على فيسبوك
"مركز الزهراء الثقافي "نورنبيرغ" ويحتوي على هذا الفيديو.
ويتضح من الفيديو المنشور على موقع
المركز في "فيسبوك" أن الواقعة تعود لاحتفال تذكاري في 24 آب/ أغسطس
الماضي وأنَّ الأمر يتعلق باحتفال ديني، وعليه فإنَّ الرايات السود التي يلوح بها
المشاركون ليست أعلام تنظيم "الدولة الإسلامية، كما أن الكتابة الظاهرة عليها
ليست شعارات "داعش" بل هي أسماء أئمة شيعة وترمز إلى الحزن والحداد، كما
يظهر من خلال مقارنتها بصور راية داعش أنَّها ليست الراية نفسها.
8 - كامالا هاريس
كانت إحدى أكثر القصص الإخبارية
الكاذبة انتشارًا في الولايات المتحدة تتضمن عنوانًا ملفقًا بدا وكأنه مأخوذ من
مجلة "ذي أتلانتيك". وقد أشار هذا العنوان إلى أن نائبة الرئيس كامالا
هاريس "قد تحتاج إلى سرقة" الانتخابات لإنقاذ الديمقراطية.
وقد انتشرت لقطة شاشة مضللة على نطاق
واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وحصدت أكثر من 3 ملايين مشاهدة قبل فضحها.
وأكدت مجلة "ذي أتلانتيك"
أن العنوان كاذب تمامًا وأنها لم تنتج أي مادة صحفية بهذا العنوان وأن الأمر جزء
من سلسلة من الفبركات المماثلة التي تستهدف الخطاب السياسي خلال موسم الانتخابات
الرئاسية الأمريكية.
9 - مارين لوبان
أيضاً تُعد هذه القصة واحدة من
الأمثلة البارزة للأخبار المزيفة وتتعلق بتكنولوجيا التزييف العميق المستخدمة
لإنشاء مقاطع فيديو للترويج لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي تقوده مارين
لوبان قبل الانتخابات الأوروبية.
ادعى مستخدمو تطبيق "تيك
توك" أن الفيديو يظهر فيه أبناء أخت السياسية الفرنسية. لكن اتضح أن الفيديو
أُنتج باستخدام صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وأن "أماندين ولينا
ماريشال" ليستا حقيقيتين وأن لوبان لديها ابنة أخت واحدة تدعى ماريون
ماريشال، كما أنه تم وضع صورة وجه لوبان على جسد شخص آخر في الفيديو.
الفيديو خلق حالة من الجدل والإيحاء
بأن الأفراد الأصغر سنًا في المجتمع الفرنسي يدعمون مارين لوبان، فيما اكتسبت
الحسابات التي نشرت الفيديو زخمًا كبيرًا قبل أن تقوم بحذفه.
10- أدولف هتلر
انتشرت على مواقع التواصل صورة قيل
إنها لجدة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والتي تظهر أنها كانت من
أنصار أدولف هتلر.
وزعمت بعض المنشورات على الانترنت أن
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لديها ألبوم صور عائلي يحتوي على
صورة لجدتها وهي تصافح أدولف هتلر. وقد حظيت هذه الصورة المفترضة، التي تحمل عنوان
"جدتي العزيزة لم تغسل يديها لمدة شهر بعد هذه المناسبة الثمينة"،
بإعجابات عديدة على عدة حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي.
وبالبحث والتدقيق اتضح أن الصورة
حقيقية بالفعل لكن السيدة التي كانت تصافح الزعيم النازي ليست جدة فون دير لاين.
واكتشف مدققو المعلومات أن اسمها كان هيلديغارد زانتوب وكانت مزارعة في شرق بروسيا
وأنه لا يوجد ما يربطها برئيسة المفوضية الأوروبية.
والصورة، التي تم التقاطها في تجمع
نازيين في عام 1937، محفوظة في مكتبة صور شرق بروسيا.