تقرير: استعدادات لهجوم بري منسق ضد الحوثيين في اليمن

شفق نيوز/ على مدار أسابيع، قصفت الغارات الجوية الأمريكية أهدافاً للحوثيين في اليمن، مع تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب باستخدام "القوة الساحقة" حتى تحقق الولايات المتحدة هدفها المتمثل في منع الحوثيين من استهداف الملاحة في البحر الأحمر.
إلا أن تأثير الهجمات على تدمير قدرات الجماعة كان محدوداً حتى الآن، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن بالعربية"، ما قد يتطلب تصميم إدارة ترامب على القضاء على التهديد الذي يشكلونه في نهاية المطاف هجوماً برياً.
وبهذا السياق، يقول الزميل الرفيع في معهد واشنطن، مايكل نايتس، للشبكة، إن إخضاع الحوثيين "أمرٌ في غاية الصعوبة.. إنهم حركةٌ شديدة العدوانية. أفضل طريقةٍ للقضاء عليهم نهائيًا هي الإطاحة بهم، وإخراجهم من العاصمة، وساحل البحر الأحمر".
وترى مصادر دبلوماسية إقليمية، بالإضافة إلى محللين، أن الهجوم البري وحده كفيلٌ في نهاية المطاف بطرد الحوثيين، الذين يسيطرون حالياً على العاصمة اليمنية صنعاء، ومينائها الرئيسي، الحديدة، ومعظم شمال اليمن.
وأوضح نايتس: "المرات الوحيدة التي رأيت فيها الحوثيين يذهبون إلى طاولة المفاوضات أو يقدمون تسوية كانت عندما يتعرضون للتهديد باحتمال الهزيمة الواقعية على الأرض. خسارة الأراضي، وفقدان السيطرة على السكان، وفقدان الوصول إلى ساحل البحر الأحمر".
حدث ذلك لفترة وجيزة في العام 2017 عندما هددت قوات مدعومة من الإمارات العربية المتحدة وصول الحوثيين إلى البحر الأحمر، وهو أمر بالغ الأهمية لإيراداتهم وإمداداتهم العسكرية.
ويقاتل الحوثيون من أجل السيطرة على اليمن ضد الحكومة المعترف بها دولياً والتي تسيطر على جزء من الجنوب وتدعمها الإمارات بشكل رئيسي، والسؤال الذي لم يُجب عليه هو ما إذا كانت القوات الموالية لتلك الحكومة قادرة على خوض المعركة ضد الحوثيين؟ ليجيب نايتس: "إنهم مدربون ومجهزون بالفعل"، لكن هناك شكوك حول وحدتهم.
ولا يتوقع المحللون أن تنشر الولايات المتحدة أي قوات برية، باستثناء عدد قليل من القوات الخاصة للمساعدة في توجيه الضربات الجوية، ويقول نايتس إن الولايات المتحدة قد تُزوّد (القوات اليمنية) "ببعض الدعم اللوجستي وبعض الذخائر الرئيسية".
ويضيف أن الإمارات العربية المتحدة ستُقدّم "دعماً سرياً" كما دأبت على تزويد الحكومة في عدن.
المنظور السعودي أقل وضوحاً، إذ يعتقد نايتس أن الرياض متخوفة من رد الحوثيين بطائرات مسيرة بعيدة المدى وصواريخ تستهدف بنيتها التحتية، لكن الولايات المتحدة سرّعت تسليم أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ إلى السعودية في الأشهر الأخيرة.
ويضيف نايتس: "سيتعين على الولايات المتحدة أن تقول للرياض: سنحميكم بنفس الطريقة التي حمينا بها إسرائيل عام 2024 من جولتي الضربات الإيرانية".
وتقول مصادر دبلوماسية إقليمية إن الاستعدادات جارية لعملية برية ستنطلق من الجنوب والشرق، وكذلك على طول الساحل، وقد يشمل الهجوم المنسق أيضاً دعماً بحرياً سعودياً وأمريكياً في محاولة لاستعادة ميناء الحديدة.
وعلق كبير المحللين في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية، أحمد ناجي، للشبكة: "ما يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه العملية قابلة للتنفيذ، حيث أظهر العقد الماضي نتائج متباينة، نجاحات في بعض المجالات وإخفاقات في مجالات أخرى".