مع نهاية ولايته.. بايدن "خيب آمال" الكورد وترقب لسياسة ترامب

مع نهاية ولايته.. بايدن "خيب آمال" الكورد وترقب لسياسة ترامب
2025-01-15 12:45

شفق نيوز/ أشار تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إلى أن الكورد في المنطقة، يشعرون بـ"خيبة أمل"، من أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك مع انتهاء ولايته وقرب خروجه من البيت الأبيض، مبينة أن ولايته، وبخلاف ما كان عليه الحال عندما تولى منصب نائب الرئيس وكـ"سيناتور"، حيث كانت حافلة بالفرص الضائعة لدعم القضية الكوردية. 

وقال تقرير المجلة، بترجمة وكالة شفق نيوز، إن "العديد من المحللين توقعوا أنه عندما تولى بايدن الرئاسة العام 2021، فإنه سيتبنى موقفا مؤيداً للكورد بشكل علني كرئيس للولايات المتحدة، وذلك بالاستناد إلى تجربته عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ وفي منصب نائب الرئيس، حيث وطد العلاقات مع المجتمعات الكوردية في الشرق الاوسط".

ويوضح أنه "الان، مع اقتراب رئاسة بايدن من نهايتها، فإن سجله مخيب للآمال، إذ كان حافلاً بالفرص الضائعة لدعم الكورد وقضاياهم"، مبينا أن "أوساط الباحثين الأمريكيين كانوا توقعوا قبل الانتخابات العام 2020، أن بايدن، سيكون السياسي الذي يدخل البيت الأبيض الأكثر تأييدا للكورد، وهو ما أثار الآمال لدى الكورد في عدة دول في الشرق الاوسط، وهم الشعب الأكبر في العالم الذي لا يملك دولة، وأن الدعم الدولي يشكل أمرا بالغ الحيوية لتطلعاتهم الوطنية والسياسية".

وذكر التقرير، أن "الباحثين في معهد مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأمريكي، ايكان ارديمير وفيليب كوالسكي تناولا الدعم الأولي من بايدن لحرب العراق، والتي دعمها القادة الكورد بالإضافة إلى خططه المثيرة للجدل لتعزيز الفيدرالية في العراق، والتي كان من شأنها منح المزيد من الحكم الذاتي لكوردستان، وذلك إلى جانب علاقته الطويلة مع القادة الكورد مثل الزعيم مسعود بارزاني". 

وتابع التقرير، أن "بايدن كان قد زار أربيل في العام 2002 قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وتحدث بحماسة عن الكورد في خطاب ألقاه أمام برلمان كوردستان، كما أنه انتقد أيضا سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تجاه الكورد، الأمر الذي دفع باتجاه إثارة التقديرات بأن سيكون داعم للطموحات الكوردية في شمال شرق سوريا".

وأشار إلى أن "إدارة ترامب عارضت في العام 2017، خطط الكورد في العراق لإجراء استفتاء على الاستقلال ووجهت رسالة تحذير إلى أربيل، وفي العام 2019، منح ترامب الضوء الأخضر لعملية "نبع السلام" العسكرية التي أطلقتها تركيا، والتي تسببت في خسارة كبيرة للأراضي الكوردية في سوريا".

ورأى التقرير، أنه "بعد مرور 4 سنوات، فإن تقديرات الباحثين اردمير وكوالسكي، لم تتحق، حيث تسببت الأزمات الاقتصادية والسياسية المحلية في الولايات المتحدة، إلى جانب مخاوف السياسة الخارجية الأخرى، فيما يتعلق مثلا بالتنافس مع الصين والحروب في أوكرانيا وغزة، إلى تشتيت انتباه إدارة بايدن بعيدا عن الكورد مع انتهاء العمليات الاساسية ضد تنظيم داعش".

ولفت التقرير، إلى أن "بايدن طوال حياته المهنية، كان يتمتع بسجل حافل في التواصل مع كورد العراق، خصوصا في إقليم كوردستان الذي منح الولايات المتحدة مركزا لمهاجمة كركوك والموصل من الشمال خلال حرب العام 2003، ثم كان الإقليم مركزا أساسيا لمحاربة تنظيم داعش، حيث تمركز في الإقليم الآلاف من جنود قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب". 

وفي حين قال التقرير، إن التحالف الدولي يخطط لتقليص قواته بحلول نهاية العام 2026، وأن واشنطن وعدت بإنهاء وجودها العسكري في قواعد العراق بما في ذلك إقليم كوردستان، تابع، أن "إدارة بايدن بدأت بمراقبة حكومة إقليم كوردستان بشكل وثيق، حيث وجدت تقارير غير مشجعة عن تعثر الأحزاب الكوردية في العمل معا لتطبيق برنامج حكم متماسك، أو تنظيم الانتخابات في مواعيدها المحددة، أو حماية حرية التعبير، إلى جانب تعثر الأحزاب الكوردية في تحقيق تقدم عندما يتعلق الأمر بعدم تسييس قوات البيشمركة وتوحيدها، برغم اتفاقهم على القيام بذلك بموجب مذكرة تفاهم عام 2022 موقعة مع وزارة الدفاع الأمريكية.

وتابع: "عندما أصبح الوضع في العراق أكثر استقرارا، فإن واشنطن كانت توجه طاقتها الدبلوماسية بعيدا عن أربيل ونحو الحكومة الاتحادية في بغداد، بعدما كانت الفوضى في وسط وجنوب العراق قد جعلت من إقليم كوردستان بديلا جذابا عن بغداد، حيث ان الادارة المستقرة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أتاحت لواشنطن الاستمرار بالصفقات التي طال انتظارها مع بغداد، خصوصا فيما يتعلق بالأمن". 

ولفت التقرير، إلى أن "القادة الكورد شعروا بالخشية من أن الولايات المتحدة لم تدعمهم بشكل أكبر في خلافاتهم مع الحكومة الاتحادية العراقية، حيث انهم على سبيل المثال، كانوا يريدون من واشنطن الضغط على بغداد لاستئناف صادرات النفط عبر خط أنابيب كركوك-جيهان، في حين غضبت أربيل من الانتقادات الأمريكية لسجل حقوق الإنسان في إقليم كوردستان أيضا".

وبالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير، إلى أن "حكومة كوردستان كانت تأمل أن تزودها الولايات المتحدة خلال عهد بايدن، بانظمة الدفاع الجوي، إلا أن ذلك لم يتحقق"، مضيفا أنه "عندما زار رئيس وزراء حكومة الإقليم مسرور بارزاني واشنطن في وقت سابق من هذا العام، لم يتح له لقاء بايدن، في حين انزلقت العلاقات بين واشنطن وأربيل إلى تبادل الاتهامات".

وتابع التقرير، أن "مذكرة التفاهم لعام 2022 بين البنتاغون وحكومة الإقليم ستنتهي في العام 2026، من دون أن تتحقق غالبية المسائل المتعلقة بإصلاح البيشمركة، وهو ما تتحمل مسؤوليته الأساسية الأحزاب الكوردية"، معربا عن "خيبة الأمل من أن النفوذ الكبير للولايات المتحدة في هذا المجال لم يكن فاعلا، بالنظر إلى حجم المساعدات العسكرية والتدريب الذي قدمته واشنطن لإقليم كوردستان خلال السنوات الماضية". 

 

الكورد في سوريا

وأشار التقرير، إلى أن "إدارة بايدن عارضت الانتخابات المقررة في المناطق التي يسيطر عليها الكورد في سوريا في أيلول /سبتمبر 2024، في حين أن سقوط نظام الأسد يطرح تساؤلات ملحة حول كيفية تكامل الحكومة التي يقودها الكورد وقوات الأمن في شمال شرق سوريا مع الحكومة المركزية الجديدة في دمشق". 

وتابع، أنه خلال "هذه المرحلة من البطة العرجاء من ولاية بايدن، فإنه لا يبدو أن واشنطن تمارس تأثيرا كبيرا على الهياكل الناشئة في سوريا، برغم أن نحو 2000 جندي أمريكي ما يزالون في سوريا، بينما صار مصير هذه القوات هشا بشكل متزايد في مواجهة الحكومة الجديدة في دمشق وانتهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة الارهاب في العراق".

وأضاف التقرير، أن نظرة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب القاتمة للوجود الأمريكي في سوريا، وإعجابه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد تكون مؤشرا على نهاية الدعم الأمريكي القوي للكورد السوريين".

ونقل التقرير عن الباحثة الكوردية زوزان يشار، قولها أن "سياسات مثل تقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، مطروحة على جدول الاعمال، يعني أن منطقة شمال شرق سوريا قد تواجه المزيد من المشاكل الامنية في المستقبل، والوضع لا يبدو مستداما".

ولفت إلى أن، "أنقرة مستمرة في معارضة الدعم الأمريكي للسلطات الكوردية السورية كجزء من القتال ضد داعش، كما أن قواتها تشن هجمات على شمال شرق سوريا"، مضيفا أن "آفاق محادثات السلام بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني لا تزال غير واضحة، برغم وجود بعض التفاؤل".

 

إيران

وذكر التقرير، أن سياسة بايدن ركزت بشكل كبير على الحكومة المركزية  في طهران، وليس على الكورد في هذا البلد، مع أن الاستثناء جاء خلال الاحتجاجات التي اندلعت في أواخر العام 2022 والتي اعقبت وفاة الشابة الكوردية مهسا اميني، أثناء احتجازها من جانب شرطة الاخلاق، مشيرا إلى أنه برغم أن إدارة بايدن نددت بحملة القمع ضد المتظاهرين، إلا أنها لم تفعل الكثير للرد أو توسيع انتقاداتها لتشمل السكان الكورد على نطاق أوسع.

وأوضح، أن "المناطق ذات الأغلبية الكوردية في إيران تعتبر من بين أفقر المناطق في البلد وتتضرر بشدة من الآثار الاقتصادية للعقوبات الأمريكية، كما أن الأقلية الكوردية تواجه حملات قمع قاسية من قبل قوات الأمن بسبب نشاطها الثقافي واللغوي والسياسي.

وختم التقرير، بأن "سجل بايدن ربما لا يتطابق مع سجل رئاسة جورج بوش، عندما تمكن الكورد في العراق من تحقيق الحكم الذاتي عن بغداد بموجب منطقة حظر الطيران التي فرضتها الولايات المتحدة في العام 1992، ثم إضافة الطابع الرسمي عليها بموجب الدستور الجديد في عام 2005"، مؤكدا أن "الكورد يستعدون الآن لعودة ترامب الذي كان سجله في القضايا الكوردية خلال فترة ولايته الأولى مضطربا".

كما نقل التقرير عن الباحثة يشار قولها، إن "عودة ترامب إلى السلطة قد تعني أن الكورد سيتلقون دعما أقل من الولايات المتحدة، وقد يكون وضع الكورد أكثر غموضا".

 

 

ترجمة وكالة شفق نيوز

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon