رمضان البغداديين يبدأ من الشورجة.. إقبال على التبضع للشهر الفضيل (صور)

شفق نيوز/ تستعد سوق الشورجة وهي من اكبر الاسواق في العاصمة بغداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، عبر توفير جميع المواد الغذائية وأنواع مختلفة من البهارات والمطيبات اضافة الى عرض انتيكات الزينة الرمضانية التي توضع في ركن المائدة عند الإفطار.
وتشهد هذه السوق حالياً اقبالاً مكثفاً من قبل المواطنين بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك، إذ يقبل المتبضعون على شراء مختلف المواد الغذائية.
تلامس روائح التوابل والبهارات بشتى انواعها الأنوف وهي تتصدر واجهات المحال التجارية.
ويتجمهر الناس حول هذه المحال، كون البهارات تعد اساسية في إعداد وجبة "البرياني" المعروف لدى العوائل البغدادية.
وتتسارع وتيرة الإقبال على سوق الشورجة لدرجة لا تسمح بالمرور بسهولة جراء الزحام الشديد.
وعلى مايبدو فان ثمة استقرار نسبي في الأسعار على الرغم من الطلب الشديد على بعض المواد الرئيسية ، إذ لم يحصل حتى الآن سوى ارتفاع طفيف في الأسعار خلافا للأعوام السابقة.
يؤكد البائع عبد الرضا موحان 44 عاماً، ان البهارات من أكثر المواد التي يقبل المواطنون على شرائها استعداداً لشهر رمضان، ويبيّن في حديثه لشفق نيوز، تتوفر لدينا أنواع مختلفة من البهارات التي تستخدم في طبخات متنوعة، ومنها البهارات الحارة والباردة، وهذه تستخدم في طبخة "البرياني" الشائعة وهناك بهارات اخرى تستخدم للدجاج المقلي، وبهارات خاصة بالدولمة ، وبهارات تستخدم في إعداد الشوربة والحساء وهي ضرورية للصائمين.
يلفت موحان، أن كثرة الطلبات على شراء البهارات لم يؤد الى ارتفاع اسعارها، بسبب وجود خزين كبير في مخازن الشورجة بشتى أنواعها، ولا توجد حاجة إلى استيراد المزيد منها.
ويؤكد، أن الحفاظ على ثبات أسعار المواد الغذائية واستقرارها دون ارتفاع في شهر رمضان المبارك أمر إيجابي للغاية، لأن ذلك يسمح للجميع بشراء ما يحتاجون.
ويأتي توجه المواطنين الى سوق الشورجة بالتحديد لأن هذه السوق توفر جميع الاحتياجات بالجملة والمفرد، لذا يقصدها المتبضعون وأصحاب المحال ومراكز التسوق الاخرى.
تتصدر التمور والرز والعدس ومسحوق العصائر المتنوعة اضافة الى البهارات قائمة مبيعات الشورجة، لأن هذه المواد اساسية في المائدة الرمضانية.
وفي الوقت الذي شهدت بعض المواد ثباتا في أسعارها، إلا أن بعضها الآخر شهد ارتفاعا طفيفا، يقول عنه مواطنون أنه لن يؤثر كثيرا على القدرة الشرائية.
ينوه المواطن حسن حامد الشبلي 56 عاما، انه في كل عام يستعد للتسوق من الشورجة قبيل حلول شهر رمضان بفترة لاتزيد عن عشرة أيام ولا تقل عن اسبوع، ويتحدث لشفق نيوز، ان اسعار المواد الغذائية وبعض اللوازم الرمضانية المهمة ترتفع في سوق الشورجة خلال شهر رمضان، لأن الكثير من هذه المواد ينفذ بالطلب.
ويشير إلى أنه، يتسوق كافة المؤن الضرورية التي تكفي لشهر الصيام كالأرز والعدس والتمر وكل ما تحتاجه العائلة خلال هذا الشهر.
يؤكد الشبلي، أن أسعار بعض المواد الغذائية ماتزال تحافظ على استقرارها ، بينما طرأ ارتفاع طفيف على بعض المواد الأخرى، ولكن الأسعار ترتفع أكثر كلما اقترب حلول الشهر الكريم لأن المواد تنفد سريعاً والازدحام يبلغ أشده، وهذا مايجعلني استبق حلول الشهر من اجل التسوق.
وتعرض اسواق الشورجة النشأ والكاستر والمحلبي وتعد هذه الحلوى الأكثر شيوعا لدى البغداديين
وتوجد على شكل مساحيق معبأة بأكياس نايلون بطعم مختلف كطعم الفراولة والموز وغيرها، وتتوفر هذه المواد في المحال ولدى أصحاب العربات.
يقول البائع محسن هادي 60 عاما، اعتاد الناس على شراء النشأ والمحلبي والكاستر، كونها اكلات مفضلة للصائمين عند الإفطار والسحور.
يؤكد هادي في حيث لشفق نيوز، ان سبب اقتناء الناس هذه المواد وغيرها من سوق الشورجة، لا يعود فقط لأسعارها المناسبة، بل الأهم من ذلك ان جميع المواد في سوق الشورجة جديدة وليست مكدسة من العام الماضي.
ويشير إلى أن نفاد المواد هو الذي يؤدي الى ارتفاع اسعارها في رمضان.
ووفق هادي فان كيس المسحوق الصغير من النشأ والكاستر يبلغ سعره ألفي دينار وهو ذات السعر الذي كان سائدا خلال الأشهر الماضية.
ويؤكد مواطنون وجود ارتفاع في اسعار المواد الاساسية كالرز والزيت .
تقول المتبضعة سماء طارق 31 عاماً، ان كيس الرز المتوسط ارتفع إلى 20 ألف دينار بعد أن يباع خلال الفترة السابقة بـ 18 ألف دينار، كما أن علبة الزيت الطعام تباع حالياً بـ3 الاف دينار، بينما كانت تباع بألفي دينار فقط.
تؤكد سماء، أنه على الرغم من أن هذا الارتفاع بسيطا ، الا انه يؤثر على محدودي الدخل والطبقات الفقيرة، فيما تعرب عن خشيتها من تفاقم الأسعار عند حلول الشهر المبارك.
ومن أبرز استعدادات سوق الشورجة لشهر رمضان، عرض مصابيح الزينة وانتيكات على شكل اهلة وفوانيس وطبل لتلبية حاجة المتبضعين.
ويضع البغداديون عادة في كل بيت ركن رمضاني هذه الانتيكات، وهي من العادات البغدادية المتجذرة.
وبالاضافة الى ذلك، ثمة انتيكات كبيرة تتزين بمصابيح ليزرية يضعها البعض على واجهة بيوتهم او في غرف الاستقبال دلالة على حلول شهر رمضان.
وتتصدر الانتيكات المختلفة واجهات المحال في سوق الشورجة وبعضها متوفر في عربات الباعة.
تقول الشابة ساجدة الحسني 22 عاما، لا غنى لنا عن تزيين البيت بالانتيكات الرمضانية واعتادت العائلة وضعها في زاوية البيت أجواء روحانية وتشجيع الأطفال على الصلاة والتعرف الى الشهر الفضيل.
تشير ساجدة في حديثها لوكالة شفق نيوز، ان وجود الانتيكات الرمضانية في البيوت يجعلنا نستحضر أهمية الشهر الكريم.
وتنوه إلى أن الانتيكات الرمضانية لا تقام لأكثر من عام واحد كونها تتعرض للكس ويتغير لونها، لذا نجدد الشراء كل عام مع اقتراب شهر رمضان.
بدوره يؤكد بائع الانتيكات الرمضانية صلاح كريم 30 عاما، ان الفانوس الصغير الذي يضم رسماً للهلال في نهاية احد طرفيه هو الاكثر طلبا من المواد التي تزين المائدة الرمضانية.
يضيف كريم، ان سبب ذلك يعود إلى ثمنه الذي لايتجاوز 10 الف دينار، ويؤكد وجود انتيكات رمضانية غالية يتجاوز ثمنها الــ25 الف دينار، ويصل بعضها الى 50 الف دينار وفقا لحجمها ونوعها وجودتها.