"حرب العراق".. مصطلح أمريكي لانتقاد التعثر في سياسة ترامب التجارية

شفق نيوز/ ذكرت مجلة "أمريكان كونسيرفاتيف" (الأمريكي المحافظ)، أن مصطلح "حرب العراق" صار يستخدم كمثال شائع للإشارة إلى الإخفاق في السياسة، متسائلة عما إذا كان هذا المصطلح سيستخدم للتعبير عن تعثر السياسة التجارية الحالية للرئيس دونالد ترامب ولشعاره "أمريكا أولاً".
وأشارت المجلة الأمريكية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن مهندسي حرب العراق التي وصفها بأنها مغامرة، تجاهلوا تلك الانتقادات الجادة لمشروع الحرب من البداية حتى النهاية، بدءاً من استبعاد التحليلات التي شككت بمعلومات الاستخبارات حول برنامج أسلحة الدمار الشامل لصدام حسين، التي صدرت عن مكتب الاستخبارات والبحوث، مروراً بمعارضة وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أيه" لسياسة "اجتثاث البعث".
وتابع التقرير قائلاً، إن نتائج هذا السلوك إزاء حرب العراق، كانت متوقعة، وقد تم تناولها بشكل كبير، مضيفاً أن هذا النوع من الأخطاء، حين يتم الدفاع عنه ويتواصل لفترة طويلة بعد أن يفقد مبرراته، يلحق ضرراً دائماً للتيار الأيديولوجي الذي يقف خلفه، بل وقد يتسبب في خسارة مصداقيته تماماً.
وفي هذا الإطار، ذكر التقرير أن حزمة الرسوم الجمركية التي أطلق عليها "يوم التحرير" لم تحقق نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى أن حالة الضياع ليست مقتصرة على خصوم ترامب فقط، مشيراً كمثال إلى جيمي ديمون، وهو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك "جي بي مورغان تشيس"، موضحاً أنه كان مؤيداً بشكل عام لسياسة ترامب التجارية في بداية ولاية الرئيس الأمريكي، لكنه مؤخراً بدا يصف ما تم تطبيقه من هذه السياسة، بأنه مضلل، ويعبر عن تشاؤمه بشأن احتمالات حدوث ركود اقتصادي.
وبعدما عبرت المجلة عن تأييدها للرسوم الجمركية بشكل عام، إلا أنها قالت إن فن القيادة السياسية تقتضي التقاء المثالي بالواقعي، مشيرة إلى أن ترامب أظهر الاستعداد للتخلي عن الأمر عندما لا تلتقط الأسماك الطعم، أو عندما تهدد بقلب القارب حيث إن الارتجال كهذا سيكون جزءاً من أي جهد لإعادة توجيه نظام ضخم مثل الاقتصاد العالمي.
وحذر التقرير، من أن النهج الحالي في السياسة التجارية يهدد بتحويل الارتجال إلى مبدأ مقدس، مشيراً إلى أن فريق ترامب الوزاري يبدو منقسماً حول ما تعنيه هذه الرسوم فعلاً.
وتابع التقرير قائلاً، إن الرسوم التي ربما كان من الأجدر تطبيقها، هي على السلع التكنولوجية المتقدمة من الصين، إلا أنه تم منحها الإعفاء، وإن كان مؤقتاً، وفق مذكرة جديدة صدرت عن البيت الأبيض يوم الأحد الماضي.
وانتقد التقرير هذه السياسة قائلاً إنها لا تعكس براعة واقعية ملهمة، وإنما هي أقرب إلى فوضى ملهى ليلي، موضحاً أن ترسيخ هذا الأسلوب يهدد بان يصبح "حرب العراق" الخاصة بسياسة "أمريكا أولاً"، وهو ما يمثل "كارثة" بالإمكان تجنبها إلا أنها تتسبب بأذى سياسي دائم.
وأضاف، أن البيت الأبيض لم يقدم حجته بشكل مقنع للشعب الأمريكي، ولم يفعل الكثير للحد من الاضطراب الذي كانت سياسته ستسببه حتماً، مبيناً أن "الوقت يداهمنا، وأن بعض الأضرار قد لا تكون قابلة للإصلاح". وختم قائلاً إن "الغطرسة لا تنتمي إلى طرف (سياسي) دون آخر".
ترجمة: وكالة شفق نيوز