العيد في بغداد.. العوائل تجد متنفسها في أحضان الطبيعة (صور)

العيد في بغداد.. العوائل تجد متنفسها في أحضان الطبيعة (صور)
2025-04-01 14:32

شفق نيوز/ تشكل الحدائق العامة وجهة مفضلة للبغداديين خلال الأعياد، إذ اعتادوا ارتيادها منذ سنوات طويلة كجزء من تقاليدهم الاحتفالية.

وتعد الحدائق الواسعة، خاصة القريبة من المياه، نقطة جذب رئيسية لسكان المدن، حيث تسود أجواء الفرح والبهجة، مع نسيم عليل يبعث على الراحة وسط المساحات الخضراء.

وفي العاصمة بغداد، تكتظ الحدائق والمتنزهات بمئات العائلات التي تستغل عطلة العيد للراحة والاستمتاع، حيث يُعد متنزه الزوراء أحد أبرز الوجهات، لما يوفره من مساحات واسعة ومرافق متنوعة، تشمل الألعاب وحديقة الحيوان، بالإضافة إلى انتشار المطاعم والمقاهي، ما يجعله خيارًا مفضلاً للعديد من الأسر.

متنزهات مفتوحة.. خيار العائلات المفضل

تقول رهف حسن (18 عامًا)، من منطقة بغداد الجديدة، إنها تفضل الحدائق العامة على الأماكن المغلقة مثل المطاعم والمولات، موضحة لوكالة شفق نيوز: "الحدائق الواسعة تمنحني فرصة السير بين الأشجار والاستمتاع بالهواء النقي بعيدًا عن الملوثات، وهو ما يمنحني طاقة إيجابية".

وتضيف: "منذ طفولتي، والعائلة تحرص على قضاء العيد في الحدائق العامة، حيث يسبقنا مئات الأشخاص إلى هناك، لتتحول الأجواء إلى ما يشبه كرنفالًا احتفاليًا".

وتشير إلى أنها ما زالت تحافظ على هذا التقليد، سواء مع العائلة أو الأصدقاء، لا سيما في الحدائق المفتوحة التي تتيح الاسترخاء بعيدًا عن المضايقات، على حد تعبيرها.

العائلات تفضل الطبيعة على الأماكن المغلقة

وتبقى الحدائق العامة ممتلئة بالعائلات منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة من الليل، حيث يجلب كثيرون معهم الأطعمة والمشروبات لقضاء يوم ممتع في أجواء طبيعية منعشة.

ويقول علي راضي (44 عامًا) من منطقة السيدية ببغداد، إن الحدائق توفر بيئة مناسبة للعائلات خلال العيد، مشيرًا في حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الجلوس في الحدائق العامة من التقاليد الراسخة، وهو أكثر انتشارًا اليوم بسبب الازدحام في الأماكن المغلقة، مما يجعل الحدائق المتنفس الأمثل للعائلات".

ويؤكد أن الاهتمام المتزايد بالحدائق، وانتشارها في بغداد بفضل جهود البلدية، عزز من الإقبال عليها.

مشاريع خضراء لتعزيز المساحات العامة

في هذا السياق، أعلنت أمانة بغداد العام الماضي عن استحداث 108 حدائق عامة، وزراعة أكثر من 5 ملايين شتلة و375 ألف شجرة لتعزيز المساحات الخضراء. كما تم تطوير أكثر من 100 دونم من المسطحات الخضراء، وإضافة 600 شجرة في ساحة الاحتفالات.

ومن بين المشاريع الحديثة، برزت حديقة الجادرية المطلة على نهر دجلة، والتي استقطبت خلال العيد أعدادًا كبيرة من العائلات الباحثة عن أجواء طبيعية هادئة.

وتؤكد المواطنة حوراء باقر (27 عامًا)، من منطقة زيونة ببغداد، أن هذه الأجواء شجعتها على اصطحاب أطفالها إلى الحديقة، مشيرة في حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الحدائق المفتوحة تنعش الصحة، وتوفر للأطفال مساحة آمنة للعب بحرية دون قلق".

الحدائق.. متنفس للعائلات ذات الدخل المحدود

أما شيماء علي (36 عامًا) من منطقة البياع، فقد اختارت قضاء العيد مع طفليها في إحدى الحدائق، حيث تراقبهما وهما يلهوان بسعادة.

وتقول لوكالة شفق نيوز: "لا يمكنني اصطحاب أطفالي إلى المطاعم الفاخرة بسبب التكاليف الباهظة، لكن لا يمكنني أيضًا حرمانهم من أجواء العيد، لذا وجدت في الحدائق العامة خيارًا مناسبًا يمنحهم الفرح دون عبء مالي".

وتضيف: "الحدائق العامة لا تتطلب إنفاق الكثير، وهي المكان الأمثل للأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط".

ملتقى العائلات والأقارب

إلى جانب الترفيه، توفر الحدائق فرصة للعائلات للالتقاء خارج المنازل، وهو ما يؤكده محمد علي حسين (47 عامًا) من منطقة الكرادة.

ويقول لوكالة شفق نيوز، إن "أفراد عائلتي يسكنون في مناطق متفرقة، والزحام يجعل زيارتهم جميعًا أمرًا صعبًا، لذلك نلتقي في الحدائق العامة، حيث يمكننا قضاء وقت ممتع معًا".

وبينما يتوسط حسين وأقاربه جلسة عائلية في حدائق كورنيش الأعظمية، يحرص الجميع على تبادل التهاني، وتناول الطعام وسط أجواء تسودها الألفة والفرح، ما يعكس دور الحدائق العامة في تعزيز الروابط الاجتماعية وإضفاء لمسة من الصفاء في نفوس الزوار.

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon