الرسم على الزجاج.. مهنة "فنية" لفتيات بغداديات (صور)

الرسم على الزجاج.. مهنة "فنية" لفتيات بغداديات (صور)
2025-02-09 14:09

شفق نيوز/ يُعد من الأفكار الصينية القديمة، ويطلق عليه "فن الصبر"، لما يحتاجه من دقة شديدة وحذر، هذا ما يطلق على فن الرسم على الزجاج.

وينتج هذا الفن، لوحات متميزة، وغالباً ما تُستخَدم فيه ألوان مائية وصمغ، وقد انتشر كفن شعبي في أوروبا وأمريكا الشمالية، وعبر خلاله فنانون عن  أفكار كثيرة، وانتجوا لوحات زجاجية تحاكي الطبيعة.

ومنذ سنوات، شاع في العراق هذا الفن وخاصة بين الفتيات، على الرغم مع كونه من الفنون الصعبة، برعت فيه نخبة من الفتيات في العاصمة بغداد.

ويعد شارع المتنبي، مركزا لعمل الرسامات، فيما تلقى لوحاتهن اقبالاً من المتذوقين لهذا الفن والأطفال والفتيات.

والرسامات على الزجاج، لم يكن متخصصات في الفنون التشكيلية، إلا أن الموهبة والتجارب العملية أدت دوراً كبيرًا بحياتهن المهنية.

وتقول الرسامة بتول الخزعلي (27 عاماً)، التي تتخذ من المركز الثقافي في المتنبي مكانا لعملها، إن "الفن موهبة يمكن أن تصقلها الدراسة الأكاديمية، ولكن من دون الموهبة لن يتقدم الإنسان في أي جانب من جوانب الفنون".

وتضيف لوكالة شفق نيوز، أنه "منذ الصغر أهوى الرسم، وكنت أتحين الفرص لإظهار قدراتي بهذا الفن"، وتشير إلى انه تتابع "باستمرار فنون الرسم ومدارسه واتجاهاته، وخاصة الرسم على الزجاج، وقد جربت انتاج لوحات زجاجية في المنزل، لقيت استحسان العائلة وهو ما شجعني على العمل بهذه المهنة".

وطرحت الخزعلي، نماذج من لوحاتها الزجاجية، على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تباشر العمل في الاماكن العامة، وتقول إن "الرسم على الزجاج هو أحد هواياتي القديمة، كما أن خطي جيد ساعدني في صقل هذه الموهبة".

وتؤكد "أنا سعيدة بعملي الذي يحقق لي عوائد مالية جيدة"، متابعة القول "في البدء كنت أعاني كثيراً بانجاز اللوحات الزجاجية، ولكن ومع تقدم الوقت والممارسة أصبح من اليسير إنجاز اللوحة دون مشقة".

ووفق الخزعلي، "ازدادت الطلبات على اللوحات الزجاجية، وشاركت في نشاطات تشكيلية كثيرة وأصبحت اعمالي مرغوبة".

وتتابع أن "للرسم على الزجاج شروط عديدة، وأهمها أن يكون سطح قطعة الزجاج بلون واحد، ومن المستحسن أن يكون شفافًا، وأن تكون القطعة ذات سطح مستوٍ، كما يجب تنظيف قطعة الزجاج قبل البدء بالرسم، وأن تكون فرشاة الطلاء صغيرة وذات رأس مدبب ليكون العمل الفني دقيقا".

ولهذا الصنف من الفن رواد عالميون، أبرزهم الفنانة الروسية "ميليكا ديمتروفا" التي صممت لوحات زجاجية مبتكرة من الفصول الأربعة، اضافة الى الفنان أرتانيت الذي اعتمد في أعماله الفنية بالرسم على الكؤوس والحلي بتصاميم مستوحاة من الطبيعة، فضلا عن الفنانة "دوبرييلا كويفا" التي رسمت لوحات جدارية من الزجاج مستوحاة من الطبيعة ايضا.

وانتشر فن الرسم على الزجاج بشكل واسع بعد عام 2022  وأصبحت فتيات من كلية الفنون ومعهد الفنون الجميلة يمارسن هذه المهنة، غير أن كثيرات يزاولن فن الرسم على الزجاج اعتمادا على الموهبة والتجارب، ولهن تخصصات علمية مختلفة.

ومنهن من تتخذ من هذه المهنة وسيلة لإكمال دراستهن الجامعية كما تفعل الطالبة بقسم علوم البايلوجي تبارك اسعد شاكر، التي تؤكد لوكالة شفق نيوز، أنها باشرت العمل بهذا الفن منذ عام 2023، وقدمت نماذج من الرسوم على الكؤوس استحسنها كثيرون.

وتقول شاكر، القول إن "أصعب الأوقات هو وقت العمل والامتحانات معاً، لكن كلاهما مهما"، مضيفة "أعمل على بنات الجامعة حيث أقوم برسم الأسماء على الأكواب والمشط، وأقوم بايصالها لنفس الجامعة التي أعمل بها مجاناً وبأسعار مناسبة لشريحة الطلبة".

وتلفت إلى أنه "استخدم الألوان المخصصة للزجاج والخشب والسيراميك".

ويتطلب الرسم على الزجاج زمناً يمتد إلى ايام وحتى أسابيع، بينما لا تحتاج لوحات اخرى سوى بضع دقائق وذلك يعتمد على حجم اللوحة ومحتواها، وفق تبارك، وتواصل خلال "الرسومات السريعة كالنقش على الزجاج او كتابة أسماء او رسم منظر على خشب، يمكن للزبون تسلم اللوحة الزجاجية خلال دقائق بعد انجازها وتعريضها للشمس والهواء حتى تجف".

ويعكس هذا الفن ذائقة فنية واجتماعية، ويؤكد رغبة الفتيات بالمشاركة في صنع الجمال والسلام، فضلا عن كونه يوفر موارد مالية تساعد الشباب على سد احتياجاتهم الضرورية.

وتلقى تجارب الرسم على الزجاج تشجيعاً من الرسامين المحترفين، ويوضح الفنان التشكيلي كريم جبر في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "تجارب الشباب وبحثهم عن الأعمال الفنية أمر إيجابي، وتوجه الشباب نحو الرسم على الزجاج يعكس قوة إرادتهم، لأن هذا الفن بحاجة الى جهود كبيرة و تأنٍ وصبر واناة".

 

00:00
00:00
Shafaq Live
Radio radio icon