وادي ویژدرون.. درّة جيولوجية تتلألأ في عروس زاغروس

شفق نيوز/ يعدّ وادي "ویژدرون" أحد أبرز المعالم الطبيعية الخلّابة في محافظة إيلام الفيلية (غرب إيران)، ويقع على بُعد 20 كيلومتراً من مدينة إيلام بالقرب من سد "چم گردلان".
بحسب تقرير لوكالة مهر الإيرانية، ترجمته موقع وكالة شفق نيوز، فإن محافظة إيلام تقع بين الجبال والمرتفعات المكسوّة بالغابات الكثيفة، وتكتنز هذه المحافظة كثيراً من المعالم السياحية في أرجائها، حيث تمثّل طبيعتها وتنوعها الحيوي عوامل جذب مهمة للسياح من داخل البلاد وخارجها.
يشكّل وادي ویژدرون أحد تلك المعالم الأساسية في إيلام، إذ يستقطب عدداً كبيراً من السياح سنوياً.
أصل التسمية والأبعاد الجيولوجية
يقع الوادي على ارتفاع 810 أمتار عن سطح البحر، ويصل طوله إلى 6 كيلومترات، بينما يصل ارتفاع صخوره إلى المدى نفسه تقريباً، وتتشكل من الحجر الجيري "الأسمري" الذي يُعدُّ أغنى خزان للنفط في الشرق الأوسط وأحد أهم التكوينات الجيولوجية في إيران والعالم.
يمتاز هذا الوادي بتنوعٍ نباتي وحيواني لافت، إذ كان موطناً في الماضي لمختلف أنواع الحيوانات، مثل الدببة والفهود والذئاب والخنازير وغيرها، بحسب ما يشير إليه سكان المنطقة. وتسهم هذه الخصائص البيئية في جعله وجهة مثالية لعشّاق الطبيعة والاستكشاف.
اسم "ویژدرون" يعود للّغة الكوردية، إذ تعني كلمة "ویژ" العميق، و"درون" الوادي، فيصبح المعنى "الوادي العميق". وفي تفسير آخر، تدل كلمة "ویژ" على الريح القوية، ما يجعل تسمية "ویژدرون" تشير أيضاً إلى "الوادي العاصف". أمّا جيولوجياً، فيعود أصل هذا الوادي إلى بدايات الحقبة الجيولوجية الثانية (العصر الترياسي الأعلى)، وقد تشكل على مدى آلاف السنين بفعل العوامل الطبيعية والتكتونية ومرور الفيضانات الضخمة على طبقات الحجر الجيري السميكة.
يوفّر وادي ویژدرون بيئةً مثالية لممارسة أنشطة عدّة، أبرزها تسلّق الصخور والسباحة وركوب القوارب، فضلاً عن التخييم في المواقع المخصصة ضمن محيطه. تمتاز المنطقة بمسارات وعرة بعض الشيء، ما يضفي على المغامرة طابعاً استثنائياً، لكنه يتطلب استعداداً ومعدات ملائمة.
لزيارة هذا الوادي الفريد، يُنصَح بالتوجه أولاً إلى مدينة إيلام، ومن ثمّ السير باتجاه سد "چم گردلان". يمكن الوصول إلى الوادي عبر مسارين رئيسين، هما طريق "ماربره" أو طريق "کان گنبد".
حيث يبدأ الانطلاق من إيلام نحو مهران، وبعد قرية صالح آباد، يصل السائح إلى "گلان"، وعلى بعد ثلاثة كيلومترات ونصف من هذه القرية، يظهر طريق فرعي على اليسار يحمل لافتة السد، ثم يمتدّ طريقٌ ترابيّ بطول سبعة كيلومترات يعبُر النهر عدّة مرّات وصولاً إلى صخورٍ ضخمة. عند هذه النقطة، يجب السير على الأقدام لساعتين تقريباً للوصول إلى البرك، حيث ينتظر الزائر مشهدٌ طبيعيّ بديع وتجربة سياحية لا تُنسى.
بهذا، يجمع وادي ویژدرون بين العراقة الجيولوجية وسحر الطبيعة البكر، ما يجعله وجهة مميّزة للراغبين في استكشاف كنوز محافظة إيلام والاستمتاع بتنوّعها الحيوي وجمالها الساحر.