إلى أين يمضي تدهور الوضع الإنساني في غزة؟
في الوقت الذي يستقبل فيه العالم، أعياد الميلاد لهذا العام، تعيش غزة بمسيحييها ومسلميها، أوضاعا إنسانية مزرية، ويتفاقم فيها الوضع الإنساني لدرجة لا تُحتمل، وفق التصريحات المتتالية، لمسؤولي المنظمات الإنسانية الدولية.
وتبدو تصريحات هؤلاء المسؤولين، والتي تحذر من تردٍ غير مسبوق، في الوضع الإنساني في القطاع، وكأنها تقف عند هذا الحد، فرغم تتاليها بشكل دائم، خلال الفترة الأخيرة، لايبدو أن هناك أي تحرك على الأرض، يلزم إسرائيل بوقف هجماتها في قطاع غزة، والتي تؤدي إلى كل هذا التردي الإنساني.
أوكسفام تحذر
وفي معرض تدليلها، على تردي الأوضاع الإنسانية في غزة، أكدت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية، الأحد 22 كانون الأول/ديسمبر الجاري، أن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط، وزعت الغذاء والماء في شمال القطاع، خلال 75 يوما، محذرة بشدة، من تدهور الوضع الإنساني في القطاع. كما شددت في بيان لها، على أن الجيش الإسرائيلي، يعرقل بشكل ممنهج "إيصال المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا".
وقالت أوكسفام، إن الجيش الإسرائيلي، سمح حتى السبت الماضي، 21 كانون الأول/ديسمبر الجاري، بدخول 12 شاحنة من أصل 34، مانعا بذلك حصول الفلسطينيين على الغذاء والماء والدواء، وأضافت أنها "مُنِعت" مع غيرها من المنظمات الإنسانية الدولية "بشكل مستمر من تقديم مساعدات حيوية" في شمال غزة، منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما كثفت إسرائيل قصفها.
خيام تغرقها الأمطار
من جانبه قال مركز إعلام الأمم المتحدة، في تقرير له، إن الأمطار التي هطلت على قطاع غزة ليلة الإثنين، 23 كانون الثاني/ديسمبر،أدت إلى غرق الخيام المؤقتة للنازحين، والتي كانت تعاني أصلًا من التدهور بسبب الظروف القاسية.
وأشار التقرير، إلى أن الأوضاع الإنسانية في المنطقة، أصبحت غير صالحة للعيش، خاصة مع دخول فصل الشتاء القارس، على المحاصرين الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الأساسية، ووثق التقرير أحوال النازحين في مخيمات غرب النصيرات، وسط قطاع غزة، حيث وصف الوضع بأنه مأساوي، مع ارتجاف الأطفال بسبب البرد والأمطار الغزيرة.
وفي نفس السياق، قالت مسؤولة الطوارئ في وكالة الأونـروا، لويز ووتريدج، إن الأحوال الجوية، ساءت في الأيام الماضية في قطاع غزة، مضيفة أن هذا النمط سيستمر كما كان متوقعا، إلا أن "الوكالة اضطرت إلى إعطاء الأولوية للغذاء على مساعدات المأوى".
وقالت ووتريدج: "لدينا إمدادات خارج قطاع غزة تنتظر دخول القطاع منذ ستة أشهر. هذا هو الواقع الذي يعيشه العاملون في المجال الإنساني هنا. يتعين علينا الاختيار بين حصول الناس على الطعام أو حصولهم على المأوى".
وفي حديثها من منطقة النصيرات في وسط القطاع، قالت إن تضرر أو تدمير 69 في المائة من مباني القطاع لا يعني أن الناس يواجهون ظروف الشتاء القاسية فحسب، بل إنهم لا يتمتعون أيضا بالحماية من القنابل والغارات الجوية.
فليتشر
وكان توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، قد أكد من جانبه أيضا على أن العنف المستمر في غزة جعل الحياة لا تحتمل بالنسبة للمدنيين، مشيرًا إلى أن المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية تحولت إلى أنقاض.
وقال فليتشر في بيان له الإثنين، 23 كانون الأول/ديسمبر، في أعقاب زيارته الأولى للشرق الأوسط كمنسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، إن السلطات الإسرائيلية، تواصل منع العاملين الإنسانيين، من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في القطاع، حيث تم رفض أكثر من مائة طلب للوصول إلى شمال غزة منذ 6 تشرين الأول/أكتوبر. مشيرا إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، انهار حكم القانون في غزة بشكل واضح الآن، حيث أصبح النهب المسلح للإمدادات الإنسانية من قبل عصابات أمرا ممنهجا.
وأضاف فليتشر: "في جميع أنحاء غزة، تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية على المناطق المكتظة بالسكان، بما في ذلك المناطق التي أمرت القوات الإسرائيلية الناس بالانتقال إليها، مما تسبب في الدمار والنزوح والموت".
- لماذا تتوالى تصريحات مسؤولي المنظمات الدولية عن تردي الأوضاع في غزة دون حراك يوقف هذا التردي؟
- هل تعكس التصريحات المتتالية عجزا من قبل المؤسسات الدولية عن وقف المأساة الإنسانية في غزة؟
- كيف ترون تحميل المسؤولين الدوليين جميعهم إسرائيل مسؤولية عدم السماح بتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع؟
- كيف يستقبل مسيحيو غزة أعياد الميلاد في ظل هذا التردي للوضع الإنساني؟
- ولماذا لا تقدر الأمم المتحدة على القيام بتحرك فعلي لإنهاء الأزمة الإنسانية لسكان غزة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 25 كانون الأول/ ديسمبر.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
https://www.youtube.com/@bbcnewsarab