ميقاتي يؤكد استعداد لبنان لزيادة عدد جنود الجيش في جنوب البلاد، وظهور إسماعيل قاآني في طهران بعد تكهنات بمقتله

ميقاتي يؤكد استعداد لبنان لزيادة عدد جنود الجيش في جنوب البلاد، وظهور إسماعيل قاآني في طهران بعد تكهنات بمقتله
Tue, 15 Oct 2024 20:59:48 GMT
bbc news arabic header storypage
قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني (على اليمين) يلوح بيده خلال مراسم جنازة القيادي البارز في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان في طهران في 15 أكتوبر 2024
Getty Images
قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني (على اليمين) يلوح بيده خلال مراسم جنازة القيادي البارز في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان في طهران في 15 أكتوبر 2024

أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي استعداد حكومته لتعزيز وجود الجيش في جنوب البلاد، إذا جرى التوصل إلى وقف لإطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل.

وقال ميقاتي في مقابلة مع وكالة فرانس برس، "لدينا حالياً 4500 جندي في جنوب لبنان، ويُفترض أن نزيد بين سبعة آلاف إلى 11 ألفاً".

وأوضح أنه في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يمكن "نقل جنود من مناطق غير ساخنة" إلى جنوب البلاد.

وأوضح أن الإجراءات الأمنية في مطار بيروت الدولي الوحيد في البلاد جرى تشديدها لسد أي ذرائع لشن هجوم إسرائيلي، مضيفا أنه تم تطبيقها منذ أسبوع في المطار الواقع جنوب بيروت بالقرب من المنطقة التي شهدت قصفاً إسرائيلياً مكثفاً.

ورداً على سؤال عما إذا كنت القوات الإسرائيلية باتت موجودة داخل لبنان بعدما أعلنت بدء عمليات توغل بري منذ نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أجاب "معلوماتنا أن عمليات كر وفر تحصل، يدخلون ويخرجون".

بينما خاطب نعيم قاسم، نائب الأمين العام لحزب الله، الثلاثاء، الإسرائيليين بأن "الحل" لإنهاء التصعيد المستمر بين الطرفين منذ عام هو وقف إطلاق النار، مؤكدا في الوقت ذاته قدرة مقاتليه على استهداف أي نقطة في إسرائيل.

وقال قاسم، في كلمة هي الثالثة عبر الشاشة منذ اغتيال حسن نصر الله الأمين العام للحزب في 27 سبتمبر/ أيلول، "من حق المقاتلين استهداف أي نقطة في إسرائيل بعد استهدافها كل لبنان"، مشددا على أن حزبه "لن يُهزم" باعتباره "صاحب الأرض".

وأضاف "بعد وقف إطلاق النار بحسب اتفاق غير مباشر"، يعود النازحون من شمال إسرائيل الى منازلهم، و"تُرسم الخطوات الأخرى"، وفق قوله، من دون أن يوضح ما هي هذه الخطوات.

وحذّر في الوقت ذاته من أن استمرار الحرب يعني عدم عودة سكان الشمال، "وسيكون مئات الآلاف بل أكثر من مليونين في دائرة الخطر".

وشدّد قاسم على أن حزبه منذ 17 سبتمبر/أيلول، وهو تاريخ تفجير الآلاف من أجهزة اتصالاته في عملية نسبها إلى إسرائيل، انتقل إلى "مرحلة جديدة اسمها مواجهة الحرب الإسرائيلية على لبنان، ولم نعد في حرب المساندة"، مشددا في الوقت ذاته على أنه "لا يمكن أن نفصل لبنان عن فلسطين ولا المنطقة عن فلسطين"، على حد تعبيره.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعهد مساء الاثنين "بمواصلة ضرب حزب الله بلا رحمة في كل مكان في لبنان، بما يشمل بيروت".

جاء ذلك خلال زيارته قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل، بعد يوم من مقتل أربعة جنود إسرائيليين وإصابة العشرات في هجوم لحزب الله بطائرة مسيرة على قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل.

وأضاف أن كل شيء يسير "وفقاً لاعتبارات عملياتية. لقد أثبتنا ذلك مؤخراً وسنستمر في إثبات ذلك في الأيام المقبلة أيضاً".

بدورها، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية أنها "أبلغت حليفتها إسرائيل بمعارضتها الغارات الجوية على بيروت في ظل الحملة الكثيفة التي تشنّها إسرائيل ضد حزب الله".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر الثلاثاء "لقد أوضحنا أننا نعارض الحملة بالطريقة التي رأينا أنّه تمّ تنفيذها خلال الأسابيع الماضية".

ظهور إسماعيل قاآني بعد أسابيع من التكهنات

إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يحضر مراسم جنازة نائب قائد الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان الذي قُتل في الغارات الإسرائيلية على بيروت، الصورة في طهران، إيران، 15 أكتوبر/تشرين الأول 2024
Reuters
إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، يحضر مراسم جنازة نائب قائد الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2024

وظهر قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني الثلاثاء، بعد أسابيع من الاختفاء، وذلك لحضور مراسم استقبال جثمان القيادي العسكري عباس نيلفروشان الذي قُتل الشهر الماضي في لبنان.

وقُتل نيلفروشان، وهو قائد عسكري في الحرس الثوري الإيراني، في غارة إسرائيلية على بيروت، إلى جانب زعيم حزب الله حسن نصر الله.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن نيلفروشان كان نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني.

وبدأ موكب جنازة القيادي الإيراني في ميدان الإمام الحسين وسط طهران صباح الثلاثاء، وفقاً لبث مباشر على التلفزيون الرسمي.

واختفى قاآني عن الأنظار، وترددت شائعات في بعض وسائل الإعلام أنه استُهدف في غارة إسرائيلية على لبنان، قبل أن يظهر الثلاثاء في الجنازة، مرتدياً الزي العسكري الأخضر للحرس.

"مليون و200 ألف نازح في لبنان"

وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، إن ما يقرب من مليون ومائتي ألف شخص في لبنان أجبروا على الفرار من منازلهم، وفق ما أحصته الحكومة اللبنانية.

وأضافت المفوضية أنها تعمل جنبا إلى جنب مع السلطات اللبنانية والشركاء لتوفير الدعم للنازحين في عموم أرجاء لبنان.

وأشارت إلى أن إسرائيل أصدرت أوامر إخلاء عسكرية تؤثر على أكثر من ربع لبنان، و"الناس يستجيبون لهذه الدعوات، وهم يفرون بلا شيء تقريبًا".

قطر: "إسرائيل اختارت عن قصد أن توسّع العدوان"

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يقف بجوار العلم القطري
Getty Images
أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

من جهته، جدد أمير قطر إدانته للغارات والعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، مشيراً إلى أن الدوحة حذرت من التصعيد في لبنان و"العدوان الإسرائيلي" عليه والذي تتسع رقعته يوماً بعد يوم، ومن عواقبه على دول الجوار والمنطقة.

وأضاف أن المَخرج الأسلم لوقف التصعيد على الحدود مع لبنان كان "وقف حرب الإبادة على غزة"، ولكن إسرائيل "اختارت عن قصد أن توسّع العدوان بتنفيذ مخططات معدة سلفاً في مواقع مثل الضفة الغربية ولبنان" لأنها ترى المجال سانحاً أمامها، بحسب قوله.

ودعا أمير قطر لوقف "العدوان على لبنان" وتنفيذ القرارات الدولية بما في ذلك القرار 1701.

وأضاف أن الدوحة مستمرة في بذل كل جهد للوصول إلى اتفاق ينهي هذه الحرب ويؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن والمعتقلين، على الرغم من العقبات التي تعرقل جهود الوساطة، آملاً أن يكون الاتفاق تمهيداً لمسار سياسي نحو حل عادل.

مقتل 23 شخصاً بغارة شمال لبنان

جندي من الجيش اللبناني يقف بالقرب من سيارات مدمرة في موقع تضرر بسبب غارة جوية إسرائيلية في منطقة أيطو ذات الأغلبية المسيحية في شمال لبنان، في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024
Reuters

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الثلاثاء، أن حصيلة القتلى في الأربع والعشرين ساعة الماضية وصلت إلى 41 قتيلا، و124 جريحا ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 2300 قتيل وأكثر من 10.900 جريح.

فيما أصدرت لجنة الطوارئ الحكومية تقريرا أشارت فيه إلى تسجيل 146 غارة جوية إسرائيلية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية على مناطق مختلفة في لبنان معظمها في الجنوب والنبطية ليصل العدد الإجمالي منذ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023 إلى 10.012 غارة.

وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية للإعلام الثلاثاء إن 23 قتيلاً سقطوا جراء غارة جوية إسرائيلية في بلدة أيطو في منطقة زغرتا، في هجوم غير مألوف على شمال لبنان.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إنها تجري اختبارات الحمض النووي لتحديد هويات بقايا الجثث التي انتشلها المسعفون من مكان الحادث.

من جهته، علق عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب أمين شري على الغارة قائلاً إنها تأتي في إطار محاولة إسرائيل المستمرة "لإرهاب المواطنين في بيروت وكسروان".

وأكد في حديث إذاعي أنه "لا يوجد أي من المستهدفين في حزب الله في مناطق مدنية، حيث إن المكان الطبيعي للمجاهدين هو على الجبهة الجنوبية".

ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقارير.

مجلس الأمن يدعو إلى "احترام سلامة قوات اليونيفيل"

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تظهر خلال مؤتمر صحفي في فيلا بامفيلج بروما، إيطاليا
Getty Images

طالبت رئيسة الوزراء الإيطالية يوم الثلاثاء بتوفير مزيد من الأمن لجميع جنود بلادها في لبنان.

وقالت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني أمام مجلس الشيوخ قبل اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل يومي 17 و18 أكتوبر/تشرين الأول: "نعتقد أن موقف القوات الإسرائيلية غير مبرر على الإطلاق، بالإضافة إلى كونه انتهاكاً صارخاً" لقرار الأمم المتحدة بشأن إنهاء الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل.

وتنشر إيطاليا قوات في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المعروفة باسم اليونيفيل، وفي بعثة منفصلة، ​​تعرف باسم MIBIL، بهدف تدريب القوات المسلحة المحلية.

في السياق ذاته، عبّر مجلس الأمن الدولي عن قلقه الشديد بعد تعرض عدد من مواقع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل) لإطلاق نار.

وحث مجلس الأمن في بيان "جميع الأطراف على احترام سلامة وأمن قوات اليونيفيل ومقارها".

كما دعا في بيانه "جميع الأطراف في لبنان إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي"، وعبّر عن قلق المجلس البالغ "إزاء سقوط ضحايا مدنيين وتدمير بنية تحتية مدنية".

وجدد المجلس الدعوة "للتنفيذ الكامل للقرار 1701" مؤكداً أن هناك "حاجة لمزيد من التدابير العملية لتحقيق هذه النتيجة".

وأشار البيان إلى "أهمية إيجاد مسارات دبلوماسية تُفضي إلى نهاية دائمة للصراع".

وجدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، موقفه بأن جنود حفظ السلام "سيبقون في كل مواقعهم" في لبنان رغم إصابة خمسة منهم ودعوات الإخلاء التي وجهتها إليهم إسرائيل بسبب القتال المتصاعد بين قواتها وحزب الله.

وقال لاكروا "اتُّخذ القرار بأن اليونيفيل ستبقى في كل مواقعها رغم الدعوات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي لإخلاء المواقع القريبة من الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل.

مركبات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) تقوم بدورية في قرية الوزاني، جنوب لبنان، 15 سبتمبر 2024.
EPA

أفادت الوكالة الوطنية للإعلام، عن تعرض مدينة بعلبك والقرى المحيطة بها لسلسلة غارات متزامنة في الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، "دمرت الغارات أحد المباني عند مدخل بعلبك الجنوبي وألحقت أضراراً مادية كبيرة بالأبنية والمحال والمؤسسات المجاورة، ومن ضمنها مستشفى المرتضى الذي خرج من الخدمة".

وأدت إحدى الغارات على منزل في بلدة جرجوع جنوبي لبنان إلى مقتل عائلة من أربعة أفراد، من بينهم طفلان.

كما أدت غارة إسرائيلية على مركز الهيئة الصحية الإسلامية في قليا في البقاع الغربي إلى مقتل ثلاثة مسعفين بعد تدمير المركز، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.

وأكدت الوكالة "أن الطيران المعادي دمر منزلاً عند أطراف مدينة بعلبك". ولفتت إلى انتشار "رائحة مزعجة"، في المدينة "شكا منها الأهالي"، ورجحت الوكالة أن الرائحة قد يكون سببها "مواد سامة قد تكون ألقيت خلال القصف".

وبينت الوكالة أن الغارات استهدفت أيضاً "بلدتي دورس وشعت، ولم تغب المسيَّرات عن أجواء المنطقة".

واستمرت الغارات على محيط مدينة النبطية، إذ قالت الوكالة إن المنطقة الواقعة بين بلدتي القصيبة وعدشيت، والمنطقة بين قعقعية الجسر وكفردجال "استُهدفت من الطيران الحربي المعادي".

وقال حزب الله مساء الثلاثاء، إن إسرائيل "رمت" صواريخ محشوة بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا على عدة مناطق في لبنان.

وطالب الحزب الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية بإدانة هذه "الجريمة"، وفق وصفه، مبينا أن لها آثارا سلبية بعيدة المدى على المدنيين.

كما أعلن حزب الله عن "صد مقاتليه لمحاولة تسلل قوة مشاة" إسرائيلية، عند بلدة رب ثلاثين من الناحية الشرقية، صباح الثلاثاء، وأكد الحزب في بيانه أن "مقاتليه اشتبكوا مع القوة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية".

ونشر الحزب عدة بيانات الثلاثاء، قال فيها إنه استهدف تجمعا لقوات إسرائيلية في خلة وردة وآخرَ في مزارع شبعا برشقات صاروخية بالإضافة إلى استهداف منطقة كريات شمونة وبلدات إسرائيلية "بصليات صاروخية".

وأعلن حزب الله أن وحدات الدفاع الجوي أسقطت طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع "هيرميس 450" الثلاثاء.

وقال الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء، إنه هاجم 200 هدف في منطقة جنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيراً إلى أنه "قتل عشرات من عناصر حزب الله".

وأفاد الجيش الإسرائيلي "باعتراضه صاروخين أطلقا من لبنان باتجاه حيفا"، وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد أعلنت أن صفارات الإنذار دوت في مدن وبلدات عدة جنوب حيفا وفي زيخرون يعكوف ومنطقة الكرمل بعد رصد إطلاق صواريخ.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن حزب الله "يكثف من استخدام الصواريخ الباليستية"، وأضافت أن الحزب يتسبب في دخول مئات آلاف الإسرائيليين إلى الملاجئ.

bbc footer storypage
Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon