كيف يواجه لبنان أزمة النازحين المتفاقمة بسبب الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟

كيف يواجه لبنان أزمة النازحين المتفاقمة بسبب الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟
Tue, 15 Oct 2024 17:37:36 GMT
bbc news arabic header storypage
يقول لبنان إن الحرب تسببت في نزوح أكثر من مليون شخص.
Getty Images

أعلن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، في بيان مشترك، الثلاثاء 15 أكتوبر / تشرين الأول، أن الاحتياجات الإنسانية "آخذة في الازدياد" على وقع التصعيد الإسرائيلي في لبنان.

وفي بيان مشترك، قالت المنظمتان: "بصفتنا وكالات إغاثة، نستعد لواقع أن الاحتياجات آخذة في الازدياد، وبينما نواصل تقديم المساعدة الفورية، من الملحّ حشد الدعم لتمكين الاستجابة الموسعة، فنحن بحاجة إلى تمويل إضافي، بدون شروط لتقديم المساعدة". وشدّدتا على أن "وقف إطلاق النار هو أمر مُلحّ".

وأضاف البيان: "خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى لبنان، شهدنا الدمار وشعرنا بخوف الناس وارتباكهم. بالنسبة لهم، يظل المستقبل غير مؤكد طالما أن بلادهم تتعرض للقصف. الحرب التي أراد العالم تجنبها في لبنان تحدث الآن وقد تسببت بالفعل في كارثة".

وأوضح: "قمنا بزيارة مراكز الإيواء والمخيمات غير الرسمية، وتواصلنا مع المجتمعات المتضررة والتقينا بالمسؤولين الحكوميين وشركاء لنا من المجتمع المدني الذين يعملون على مدار الساعة للاستجابة للاحتياجات. كان لكل شخص قصة - قصة نزوح قسري ومعانات متعددة. كما زرنا نقطة العبور في منطقة المصنع حيث عبر مئات الآلاف إلى سوريا، مما زاد من تعقيد الاستجابة الإنسانية".

ولفتت المنظّمتان إلى أن "العائلات تعيش في ظروف محفوفة بالمخاطر. ومع تفاقم النزاع، تتفاقم الأضرار النفسية على السكّان، لا سيما بين الأطفال والشباب. فكل طفل تقريبا في لبنان تأثّر بطريقة ما. وقد وقع العديد منهم ضحايا للقصف، وفقدوا أحباء لهم ومنازلهم وإمكانية حصولهم على التعليم، وأصبحوا يواجهون اليوم مستقبلاً غامضاً يلوح الفقر المدقع في أفقه".

وأشار البيان إلى أن "حوالي 1,2 مليون شخص تأثروا بشكل مباشر بالنزاع الذي امتدّ تأثيره إلى المجتمعات الهشة. ويقيم حاليا حوالي 190 ألف نازح منهم في مراكز الإيواء التي تخطّى عددها الألف، في حين يبحث مئات الآلاف عن الأمان بين العائلة والأصدقاء".

واعتبرت المنظمتان أنّ "أصوات العائلات يتردد صداها مع مخاوفنا: فهم لا يزالون يشعرون بعدم الأمان، حتى بعد فرارهم من الخطر المباشر. ويعبّر حميع الأهل عن قلقهم بشأن سلامة أطفالهم، حتّى من هم منهم في مراكز الإيواء. الحاجة ملحة لحمايتهم، وفقاً للقانون الإنساني الدولي".

وأضاف البيان المشترك: "يجب احترام القانون الدولي الإنساني. على جميع الأطراف إعطاء الأولوية لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. ويشمل ذلك حماية المدارس والمستشفيات وشبكات المياه، وضمان المرور الآمن للمدنيين الهاربين من مناطق النزاع. يجب ألا يتعرّض أي طفل للاستخدام العشوائي للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة. وينبغي أيضا حماية جميع العاملين الذين يحاولون الوصول إليهم بالمساعدة المنقذة للحياة".

اقتصاد منهك

في أغسطس/آب الماضي عجزت الحكومة اللبنانية عن توفير فاتورة توريد الوقود المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية، قبل أن تسارع الجزائر لمد البلاد بشحنة لتوفير الطاقة.

إلا أن ما جرى من عدم قدرة الحكومة على شراء الوقود يقدم صورة أوضح لجاهزية الدولة فيما يتعلق بحالات الطوارئ، خاصة في حال فرضية اتساع نطاق الصراع مع إسرائيل ليشمل كل أنحاء البلاد.

وبالعودة إلى حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، فقد نفذت إسرائيل هجمات جوية على غالبية المرافق الحيوية اللبنانية، في محاولة منها لزيادة كلفة الحرب على المواطنين، من خلال تدمير شبكات للطاقة ومرافق ملاحية.

واليوم، لا يزال لبنان غير قادر على إعادة بناء مرفأ بيروت بالكامل، الذي لحق به دمار شبه كلي بانفجار وقع عام 2020، وبالكاد تستطيع بقية المرافئ استقبال واردات.

بعبارة أخرى، فإن جاهزية البنى التحتية في حرب 2006 كانت أفضل مما هي عليه الآن، سواء في الجانب الملاحي أو شبكات توليد ونقل الكهرباء، أو حتى جاهزية المواطنين.

فمنذ 4 سنوات حتى اليوم يعاني اللبنانيون إحدى أسوأ الأزمات السياسية والاقتصادية والمالية منذ قرن ونصف بحسب بيانات تعود للبنك الدولي.

العملة والأدوية والوقود

كذلك يدخل لبنان مرحلة جديدة من الصراع مع إسرائيل، في وقت تتراجع فيه العملة المحلية (الليرة) إلى متوسط 89 ألفا أمام الدولار الواحد، مقارنة مع 1500 ليرة قبل عدة سنوات.

هذا التدهور في سعر الصرف جعل البلاد من أكثر دول العالم ارتفاعا في نسب التضخم خلال السنوات الأربع الماضية، بنسبة تجاوزت 100 بالمئة سنويا، وفق بيانات البنك الدولي.

كما أن ودائع اللبنانيين تآكلت بفعل هبوط أسعار الصرف، وهو ما يعقد من قدرتهم على إدارة مصروفاتهم العائلية إن اتسع الصراع مع إسرائيل ليشمل عموم لبنان.

وقبل اتساع نطاق التوتر بين حزب الله وإسرائيل، كان القطاع الصحي في لبنان يعاني أزمة غير مسبوقة، وسط عجز الدولة عن توفير فاتورة واردات الأدوية بنسبة 100 بالمئة.

وفي 2023، أظهرت بيانات صادرة عن نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان، أن كلفة واردات الأدوية بلغت 550 مليون دولار، وهو مبلغ صعب التدبير لأن الفاتورة مقومة بالعملة الأجنبية، وسط شح وفرتها لدى البنك المركزي "مصرف لبنان".

أما الوقود، سواء المخصص للمركبات أو لتوليد الكهرباء، فإن وفرته في السوق المحلية متذبذبة من شهر لآخر بسبب عدم توفر النقد الأجنبي الكافي لتلبية قيمة فاتورة الواردات، ما أدى في أكثر من مناسبة لظهور سوق سواء.

وحتى قبل الصراع الحالي، تعتمد غالبية الأسر والقطاعات الاقتصادية اللبنانية على المولدات الصغيرة لتوفير حاجتها من الوقود، لعجز شبكة الكهرباء الوطنية على توفير الطاقة 24 ساعة يوميا.

وفي أغسطس الماضي، قال وزير الاقتصاد أمين سلام إن "لبنان يحتوي على مخزون غذائي يكفيه لمدة ثلاثة أشهر فقط"، محذراً من تداعيات اندلاع حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل.

معادلة جديدة

تفاقم الوضع الإنساني تزامن مع تصريحات لنائب الأمبن العام لحزب الله نعيم قاسم قال فيها إن الحزب قوي رغم الضربات القاسية التي أصابته واستعاد عافيته الميدانية وقدراته.

وأكد قاسم، في كلمة له هي الثالثة منذ اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، أن حزب الله قرر منذ نحو أسبوع تنفيذ "معادلة جديدة" ستستمر وهي "إيلام العدو".

وأضاف أن الحزب طالب بوقف إطلاق النار في قطاع غزة لوقف إطلاق النار على إسرائيل، دون أن تكون دعوته هذه تعبيرا عن "موقف ضعف".

في المقابل قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يعارض أي وقف أحادي الجانب لإطلاق النار في لبنان.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل تعمل على تقويض قدرة حزب الله على تهديد مواطني إسرائيل -وفق قوله- ولإعادة سكان الشمال إلى منازلهم.

برأيكم

ما أبرز الصعوبات التي تواجه اللبنانيين مع استمرار نزوحهم بسبب الحرب؟

هل يستطيع لبنان مواجهة أزمة النازحين؟ ولماذا؟

هل قدمت الدول العربية والمجتمع الدولي مساعدات كافية للبنان؟

هل هناك جهود كافية لوقف إطلاق النار في لبنان؟ ولماذا؟

إلى أي مدى سيستمر التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في ضوء تصريحات الجانبين؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 16 أكتوبر/ تشرين الأول.

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar

يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب

https://www.youtube.com/@bbcnewsarab

bbc footer storypage
Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon