الصحة الفلسطينية تعلن قطاع غزة "منطقة وباء لشلل الأطفال"، وأونروا تقول إن الأمان أصبح "الأغلى والأكثر ندرة" في غزة

الصحة الفلسطينية تعلن قطاع غزة "منطقة وباء لشلل الأطفال"، وأونروا تقول إن الأمان أصبح "الأغلى والأكثر ندرة" في غزة
Mon, 29 Jul 2024 15:41:49 GMT
bbc news arabic header storypage
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الاثنين، أن قطاع غزة أصبح منطقة وباء لشلل الأطفال بسبب تدهور الحالة الصحية في القطاع.
Reuters

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الاثنين، أن قطاع غزة أصبح منطقة وباء لشلل الأطفال بسبب تدهور الحالة الصحية في القطاع.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، في بيان لها عبر قناتها على تلغرام: "بعد سنوات طويلة من استئصال مرض شلل الأطفال في فلسطين، ونتيجة الحالة المزرية التي وصل إليها سكان قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي تسبب في حرمان السكان من المياه الصالحة للاستخدام، وتدمير البنية التحتية للصرف الصحي، وتكدس آلاف أطنان القمامة، وانعدام الأمن الغذائي، وتكدس السكان في أماكن النزوح القهري، تم اكتشاف وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال من نوع CVPV2 في مياه الصرف في محافظتي خان يونس والوسطى".

وأضافت الوزارة: "تعلن وزارة الصحة في غزة أن قطاع غزة منطقة وباء لشلل الأطفال، الأمر الذي يشكل تهديدا صحيا لسكان قطاع غزة والدول المجاورة وانتكاسة لبرنامج استئصال شلل الأطفال عالمياً".

وأكدت الصحة الفلسطينية، أن برنامج مكافحة وباء شلل الأطفال الذي أطلقته وزارة الصحة بالشراكة مع المؤسسات الدولية المعنية وخاصة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، لن يكون كافيا ما لم يكن هناك تدخل فوري بإنهاء الحرب وإيجاد حلول جذرية لمشكلة انعدام المياه الصالحة للشرب ووسائل النظافة الشخصية من منظفات ومطهرات وإصلاح شبكات مياه الصرف الصحي وترحيل أطنان القمامة والنفايات الصلبة.

أونروا: "14 في المئة فقط من المناطق في غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء"

يحاول الفلسطينيون مغادرة المنطقة بالسيارات والدراجات والدراجات النارية حيث تشن القوات الإسرائيلية هجومًا على ما تم إعلانه "منطقة آمنة"، بعد أن طلبت من الفلسطينيين المغادرة فورًا على أساس أن الجيش "سينفذ عملية" في خان يونس، غزة، 27 يوليو 2024.
Getty Images

انفجر خزان مياه رئيسي في منطقة المواصي غرب محافظة رفح جنوبي قطاع غزة، والتي يصنفها الجيش الإسرائيلي منطقة إنسانية آمنة وطالب آلاف السكان بالنزوح للإقامة فيها.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي "يحقق في شبهة انتهاك جنوده للقانون الدولي في انفجار خزان مياه الشرب المركزي في رفح".

وأضافت الصحيفة أن جنوداً من اللواء 401 مدرع "فجروا خزان المياه الرئيسي في رفح بعبوات ناسفة بموافقة قادتهم من دون الحصول على موافقة قادة المنطقة الجنوبية".

يأتي ذلك فيما أعلنت، وزارة الصحة في قطاع غزة ارتفاع عدد القتلى إلى 39 ألفاً و363 شخصاً، وأعداد المصابين إلى 90 ألفاً و923 منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ونزح عشرات الآلاف من مناطق واسعة في مخيمات البريج والنصيرات وسط قطاع غزة إلى مناطق غربي المحافظة الوسطى حتى غربي مدينة خان يونس في مشهد بات يتكرر بشكل كبير في القطاع.

بي بي سي نيوز تحدثت مع أحد النازحين الذي يوضح سعيه إلى "الحد الأدنى من متطلبات الحياة البشرية" قائلاً: "هذه هي المرة السادسة التي ننزح فيها... لا نعرف متى ستنتهي هذه المعاناة... الله وحده هو معيننا. نحن نحاول العثور على مكان نتوجه إليه، لكن لا توجد سيارات ولا عربات ولا ديزل. جميع الأماكن تفتقر إلى الحد الأدنى من متطلبات الحياة البشرية".

من جهته، تحدث رجلٌ آخر عن خوفه من مستقبل غير مؤكد: "نحن من البريج، تلقينا أوامر بإخلاء المنطقة. نحن مجبرون على مغادرة المكان أو مواجهة الموت. من المفترض أن ننتقل من البريج إلى النصيرات. لا أحد يعرف ماذا يفعل. كلنا نواجه مصيرا مجهولا. ربما تكون هذه هي المرة الثامنة التي ننزح فيها ولا نجد أي مساعدة إلا من الله".

فيما يستمر القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي في المناطق التي ينزح منها السكان وبالقرب من الأماكن التي يتوجهون إليها، إذ تواصل القوات الإسرائيلية التوغل لليوم الرابع في منطقة تل الهوا جنوب غربي غزة وسط عمليات قصف للمباني وتجريف للبنية التحتية.

وقالت وكالة الأونروا في بيان لها ‏إن 14 في المئة فقط من المناطق في غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء.

ويقول رجلٌ ثالث من بين النازحين شاكياً من النزوح مرات عدة: "ما يجب أن يكون، يجب أن يكون. نحن عاجزون تماما. أمرونا بمغادرة البريج وغادرنا بالفعل، ثم أمرونا بالعودة إلى البريج ونفذنا الأمر. لذلك، جاءت أوامر المغادرة والعودة إلى نفس الأماكن واحدة تلو الأخرى حتى سئمنا. أثرت أوامر الإخلاء المتكررة بشدة على جميع الناس في غزة، بمن فيهم النساء والأطفال والمرضى. وأصبح الوضع برمته لا يطاق. لم نعد نعرف إلى أين نذهب؟ أصبحنا ضائعين تماما. يعيش البعض في الشوارع. يحاول آخرون إيجاد مساحات لأنفسهم بين السيارات. ويتم توزيع الباقي في المستشفيات ومدارس الإيواء. كنا قد نزحنا سابقا من دير البلح والنصيرات إلى البريج وبالعكس. لقد حولت حلقة النزوح المفرغة هذه حياتنا إلى جحيم حقيقي".

‏وتصدر السلطات الإسرائيلية كل يومين أوامر إخلاء، تدعو من خلالها المواطنين إلى مغادرة أماكن تواجدهم مما يخلق حالة من الفوضى والذعر.

وأضاف مفوض عام الأونروا: "يواصل الناس البحث عن الأمان، الذي أصبح الأغلى والأكثر ندرة. وإن تكتيكات الإخلاء هذه لا تؤدي إلا إلى زيادة البؤس والخوف والمعاناة للأشخاص الذين لا علاقة لهم بالحرب".

وقال شهود عيان إن طائرات إسرائيلية قصفت بعدة صواريخ مربعاً سكنياً كاملاً وسط مخيم البريج عقب نزوح الأهالي منه ما أدى لدمار واسع.

وأكد جهاز الدفاع المدني أن قصفاً إسرائيلياً استهدف مجموعة من المواطنين في شارع الأبراج في منطقة تل الهوا غربي مدينة غزة، أدى إلى قتل 4 أشخاص على الأقل.

أما في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة يواصل الجيش الإسرائيلي لليوم التاسع على التوالي "الاجتياح البري الواسع" وسط بلدة بني سهيلة، وما زال القصف المدفعي يستهدف الأطراف الشرقية لبلدة القرارة حيث تم هدم الكثير من المنازل وتدمير البنية التحتية بشكل كبير ما أدى لسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى في اليومين الماضيين.

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن القوات الإسرائيلية "ارتكبت 3 مجازر راح ضحيتها 39 شهيداً و93 مصاباً خلال يوم واحد"، بالإضافة إلى وقوع عدد من الإصابات جراء استهداف الجيش الإسرائيلي حي الصبرة جنوبي غزة.

bbc footer storypage
Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon