الجيش الإسرائيلي يكثف غاراته على خان يونس، واشتباكات في الضفة

الجيش الإسرائيلي يكثف غاراته على خان يونس، واشتباكات في الضفة
Tue, 2 Jul 2024 15:53:52 GMT
bbc news arabic header storypage
عائلة فلسطينية تفر من حي الشجاعية
Getty Images

شن الجيش الإسرائيلي غارات جديدة على جنوب قطاع غزة، الثلاثاء، مما أجبر مئات الفلسطينيين على الفرار من هذه المناطق، بعد أن أمر الجيش مرة أخرى بإخلاء بعض الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية.

وأفاد شهود عيان بوقوع غارات متعددة في مدينة خان يونس وحولها، حيث قُتل ثمانية أشخاص وأصيب أكثر من 30 آخرين، وفقا لمصدر طبي والهلال الأحمر الفلسطيني.

جاء القصف الإسرائيلي بعد هجمات صاروخية نادرة أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي المسلحة، التي تقاتل إلى جانب حماس في غزة.

وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن الصواريخ كانت تستهدف المجتمعات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة، وقالت إنها جاءت ردا على "جرائم إسرائيل ... ضد شعبنا الفلسطيني".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه حدد "إطلاق حوالي 20 قذيفة من منطقة خان يونس"، وتم اعتراض معظمها، ولم يذكر وقوع إصابات جراء الصواريخ، لكنه أكد أن مدفعيته "ضربت مصادر النيران".

وردا على الهجوم الصاروخي أصدر الجيش يوم الاثنين، أمرا ثانيا بإخلاء مناطق القرارة وبني سهيلا وبلدات أخرى في رفح وخان يونس، بعد ما يقرب من شهرين من صدور أمر أولي بإخلاء رفح قبل شن هجوم بري.

وقبل التوغل البري الإسرائيلي في رفح، نزح أكثر من مليون شخص إلى أقصى مدينة في جنوب غزة.

وقال أحمد نجار، أحد سكان بني سهيلا: "لقد سيطر الخوف والقلق الشديد على الناس بعد أمر الإخلاء، هناك نزوح كبير للسكان".

الجيش الإسرائيلي يأمر بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح

فلسطينيون يخلون خيامهم في رفح
EPA

أمر الجيش الإسرائيلي الإثنين بإخلاء أحياء في خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة، فيما أفاد شهود عيان عن فرار الكثير من السكان.

وغادر مئات آلاف الأشخاص بالفعل رفح قبل وخلال العملية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي على المدينة منذ مطلع أيار/مايو.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على شبكات التواصل الإجتماعي: "إلى كل السكان والنازحين المتواجدين في مناطق القرارة وبني سهيلا" وبلدات أخرى "عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى المنطقة الإنسانية".

وجاء ذلك بعد ساعات من الإعلان عن إطلاق "عشرين مقذوفًا" من خان يونس باتّجاه إسرائيل.

وأعلنت سرايا القدس، الجناح المسلّح لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن الهجوم، وقصفت إسرائيل رفح الإثنين.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه جرى تفعيل صافرات الإنذار في مناطق غلاف غزة، 7 مرات خلال 15 دقيقة.

واعتبر ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بأن أمر الإخلاء "يظهر مرة أخرى بأنه لا يوجد مكان آمن في غزة، يجب بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين".

وأضاف "إنها محطة جديدة في دوامة التحرّكات التي يتعيّن على سكان غزة الخضوع لها بشكل دوري".

"الموت هو الخيار"

سيطرت حالة من الذعر والقلق على الفلسطينيين في غزة، الذين ضاقت بهم الأرض ولم يعد لديهم مكان يذهبوا إليه بعد أشهر من النزوح والتهجير والانتقال من مكان إلى آخر، فضلا عن تعرضهم للقصف المستمر من الجيش الإسرائيلي.

وقال أحد المواطنين من خان يونس، حيث أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر جديدة بالإخلاء، "أصابنا الخوف والقلق الشديدان بعد أمر الإخلاء، لأننا لم نعد نعرف إلى أين نذهب بعد ذلك مع أطفالنا؟! لقد أصبحنا متعبين للغاية وعاجزين تمامًا".

بينما لا يعرف آخرون إلى أين يذهبون، في ظل استمرار النزوح من مكان إلى آخر، والذي أصبح أشبه بحلقة مفرغة لا تنتهي من النزوح.

وقال مواطن آخر من خان يونس، "في الواقع، نحن في حيرة شديدة... لا نعرف إلى أين نذهب! لم يعد هناك مكان نتجه إليه".

وعن رحلة النزوح والتهجير التي خاضها أضاف، "تم تهجيرنا إلى خان يونس، ثم إلى رفح وبعد ذلك عدنا إلى خان يونس ثم إلى رفح مرة أخرى، وهكذا وقعنا في حلقة مفرغة لا تنتهي من التهجير".

"والمثير في الأمر أن كل مكان في غزة بات مدمرا والحياة في أي مكان جديد لن تكون أفضل، ولم يعد هناك ما يمكن تدميره فكل شيء مدمر بالفعل"، بحسب تعليق لمواطن فلسطيني يستعد لرحلة تهجير جديدة.

وقال أيضا، "نحن الآن في معن التي يجب أن نخليها وفقا لأمر صادر عن الجيش... لم نعد نعرف إلى أين نذهب بعد ذلك؟".

وأوضح أن الموت هو "الخيار الوحيد المتاح حاليا"، مضيفا: "ليس لدينا خيار آخر الآن سوى الموت في منازلنا لأنه لم يعد هناك مكان لم نُهجّر إليه، سواء مواصي خان يونس التي دمرت بالكامل، أو دير البلح، والآن معن... لم نعد نعرف إلى أين نتجه بعد ذلك! إذا دخل الجيش المنطقة، فماذا سيفعل بعد كل ما فعله من قبل؟... لقد دمر كل شيء بالفعل".

وما بين القلق من المجهول والبحث عن منطقة أخرى للنزوح، هناك من قرر البقاء في مكانه وعدم المغادرة وانتظار ما سيحدث.

وبحسب تأكيدات أحد السكان من خان يونس أيضا، فإن من سيغادرون سيذهبون إلى المجهول ولا يعرفون الطريق، "بعد تحذير الإخلاء، أصيب بعض الناس بالرعب لدرجة أنهم جمعوا أمتعتهم بسرعة وغادروا المكان. بدأوا بالفرار مرة أخرى ولم يعرفوا إلى أين يذهبون... كانوا متجهين إلى المجهول".

لكنه شدد على أنه سيبقى، وأضاف: "الحقيقة أنه على الرغم من أن أمر الإخلاء تسبب في اكتئاب العديد من الناس، إلا أن البعض الآخر، ومن بينهم أنا، ليسوا خائفين على الإطلاق. لقد وصلنا إلى حد التصميم على عدم التحرك".

ولم يكن الأطفال بعيدين عن حالة الخوف والهلع التي تسببت فيها أوامر الإخلاء من جانب الجيش الإسرائيلي، وقال طفل فلسطيني أصابه الذعر عند سماع خبر الإخلاء، "كنا جالسين في أمان، وفجأة سمعنا أمر جيش الاحتلال بإخلاء منطقة المستشفى الأوروبي والقرارة وخزاعة وعبسان... أريد أن أعرف إلى أين نذهب بعد ذلك؟!".

وكانت هناك طفلة أخرى تعاني من الخوف وتعيش هي وعائلتها لحظات من القلق والحيرة، وقالت: "نحن الآن في حيرة شديدة حول أين نذهب؟ ليس لدينا سوى مكان واحد نذهب إليه، وهو دير البلح، حيث أقمنا خيمة من قبل. نحن مترددون للغاية بشأن ما إذا كنا سنذهب إلى هذه الخيمة أم سنبقى في مكاننا!".

اشتباكات في الضفة

وفي الضفة الغربية نفذت القوات الإسرائيلية ليل الاثنين، عدة مداهمات واعتقالات في مناطق مختلفة، تخللتها اشتباكات مسلحة في مخيم بلاطة ومدينة طوباس.

وذكرت مصادر محلية بأن اشتباكات وقعت بين مسلحين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت مخيم بلاطة في مدينة نابلس.

وأكدت المصادر أن القوات الإسرائيلية اعتقلت شابا بعد مداهمة منزله في محيط المخيم.

وفي مدينة طوباس، دارت اشتباكات بين مسلحين والقوات الإسرائيلية التي اقتحمت منطقة الجديدة في المدينة، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تعاملت مع إصابة برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وقعت في البلدة.

وطالت الاعتقالات عددا من المواطنين في محافظة جنين، وبيت لحم والخليل.

كما هدمت السلطات الإسرائيلية خلال الليل بناية قيد الإنشاء في بلدة العوجا شمال أريحا.

وأفادت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية ترافقها الجرافات اقتحمت بلدة العوجا، وهدمت بناية قيد الإنشاء مكونة من طابقين، بدعوى البناء بدون ترخيص.

وأعلن الجيش الإسرائيلي رسميا مقتل جندي وإصابة ضابط بجروح خطيرة في تفجير عبوة أمس الإثنين، خلال اقتحام مخيم نور شمس شرقي طولكرم بالضفة الغربية.

وأوضح الجيش أن الجندي، وهو برتبة رقيب، قُتل نتيجة انفجار لغم بمدرعة من طراز "بانثر".

وكانت وزارة الصحة قد أعلنت عن مقتل فتى وسيدة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في طولكرم يوم الإثنين.

bbc footer storypage
Shafaq Live
Shafaq Live
Radio radio icon